أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة خلال لقاء أجرته إذاعة مونت كارلو مع سموه في باريس أن ما يجري في البحرين من تطوير النظم والمؤسسات الديمقراطية والدستورية يتم برغبة متبادلة بين القيادة والشعب وبعيدا عن أية ضغوط من أطراف خارجية، وفي إطار حرص مملكة البحرين على تحقيق المزيد من تطلعات شعبها في المزيد من التقدم والتطور الحضاري.
ديوان رئيس الوزراء - بنا
قال رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ان البحرين تلعب دورا مهما في منطقة الخليج على اعتبارها مركزا ماليا ومصرفيا مهما وبوابة للتجارة في دول المنطقة، وان هذا الدور سيتعاظم بفضل ما تتمتع به انظمتها القضائية والتشريعية من كفاءة وما يشهده اقتصادها من تطور مطرد وما حققته من انجازات ديمقراطية مشهودة تحققت بفضل المبادرات الكريمة من عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والتي تلقى كل الدعم والمساندة من الحكومة كما تحظى بموافقة ومباركة الشعب البحريني، منوها بأن ما تشهده البحرين من تطور في هذا الصدد إنما يأتي في اطار المزيد من التنظيم وترسيخ المبادئ والآليات الهادفة الى سيادة القانون والنظام بما يحقق المزيد من التطور والتقدم الحضاري الذي ينشده الجميع، مؤكدا سموه عزم مملكة البحرين بقيادة العاهل المفدى على المضي قدما في مسيرتها نحو التطوير والتحديث.
جاء ذلك في لقاء اذاعي أجرته اذاعة «مونت كارلو» مع سموه في العاصمة الفرنسية باريس.
وعبر سموه عن سروره وارتياحه لما تشهده العلاقات الوطيدة بين مملكة البحرين وجمهورية فرنسا، كما عبر عن سعادته بنتائج المباحثات التي اجراها مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ولما لقيه من حفاوة وتكريم، منوها بنتائج مباحثاته الرسمية مع رئيس الوزراء الفرنسي والاتفاقات الثنائية التي وقعت بين الجانبين والتي من شأنها ان تعزز علاقات التعاون الثنائي في الكثير من المجالات، مشيرا سموه الى مساهمة جمهورية فرنسا في تنفيذ مشروعات التنمية في مملكة البحرين وما لديها من خبرات كبيرة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا يمكن لمملكة البحرين الاستفادة منها وبما لدى البلدين من فرص وامكانات كبيرة يمكن تفعيلها بما يحقق الخير والمنفعة للشعبين الصديقين.
وفي سؤال عن حجم الدور الفرنسي والاوروبي في منطقة الخليج قال سموه ان العلاقات الفرنسية والاوروبية مع دول الخليج ليست بجديدة، وان لفرنسا دورا حيويا مهما في المنطقة وخصوصا على الصعيد الاقتصادي والتجاري وهو ما يلعب دورا غير مباشر في دعم الامن والاستقرار في المنطقة، معربا عن امله في ان يستمر هذا الدور وان يتفاعل اكثر بما يسهم في دعم وترسيخ العلاقات مع دول الخليج وجمهورية فرنسا، كما اكد اهمية التواصل مع اوروبا وان يزداد حجم التعاون والتقارب بين الدول الاوروبية والدول العربية، مشيرا الى ان التقارب والتعاون بين الدول والشعوب هو مفتاح التنمية وركيزة الامن والاستقرار في العالم.
وفي هذا الاطار تحدث سمو رئيس الوزراء عن تطور العلاقات مع الولايات المتحدة، معربا عن ارتياحه لما وصلت اليه تلك العلاقات من تقدم وازدهار وخصوصا فيما يتعلق باتفاق التجارة الحرة المزمع توقيعه قريبا بين البلدين، ومنوها بأن هذا الاتفاق سيكون له مردود كبير فيما يتعلق بتوثيق عرى التعاون والتقارب بين مملكة البحرين والولايات المتحدة.
وعما يسمى «مشروع الشرق الاوسط الكبير» وغيرها من الآراء المتداولة الآن بشأن اجراء اصلاحات ديمقراطية في المنطقة قال سموه ان مثل هذه الآراء والافكار التي تناولتها وسائل الاعلام تبدو مبهمة وغير واضحة المعالم، وان أية مبادرة حتى يكتب لها النجاح يجب ان تتم بالتنسيق والتعاون مع دول المنطقة وفي اطار من الحوار والتفاهم مع قيادات تلك الدول، مؤكدا سموه أن فرض أية وجهة نظر خارجية بشكل منفرد ليس في صالح دول المنطقة.
وفي هذا الاطار اكد سموه أن ما يجري في البحرين من المزيد من تطوير النظم والمؤسسات الديمقراطية والدستورية يتم برغبة متبادلة بين القيادة والشعب وبعيدا عن أية ضغوط من أطراف خارجية، وفي اطار حرص مملكة البحرين على تحقيق المزيد من تطلعات شعبها في المزيد من التقدم والتطور الحضاري.
وفي رده ايضا على سؤال عن الموقف من العراق قال سموه ان العراق جزء لا يتجزأ من الامة العربية وهو دولة مهمة في المنطقة، وان ما يحدث به يؤثر على جميع الدول المحيطة به، معربا عن امله في أن يعود الامن والاستقرار سريعا الى العراق وان يستعيد عافيته ويعود الى لعب دور ايجابي في محيطه العربي بما يسهم في دعم الامن والاستقرار في المنطقة.
وفي سؤال كذلك عن العمل العربي المشترك والمشروعات المطروحة بشأن اعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتفعيل مسيرة العمل العربي المشترك وخصوصا في ضوء رئاسة البحرين للدورة الحالية للجامعة قال سموه ان هناك الكثير من الآراء والمقترحات في هذا الصدد ولكن ينقصها التنظيم والتنسيق بين الدول العربية، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود بين الاطراف العربية المختلفة لوضع الاطر والآليات التي يمكن من خلالها وضع تلك الافكار موضع التنفيذ وتفعيلها بما يضمن التعاون الفاعل والبناء ويعود بالخير والمنفعة على الشعوب العربية.
وعن الاوضاع الجارية الآن في ايران وتأثيرها على مستقبل العلاقات بين ايران ودول الخليج قال صاحب السمو ان ما يحدث في ايران هو شأن داخلي، وان الايرانيين هم أدرى بشئونهم وهم لاشك قادرون على تنظيم احوالهم وشئونهم الداخلية، مؤكدا حرص مملكة البحرين ودول الخليج على تطوير علاقاتها مع ايران، متمنيا سموه للشعب الايراني الصديق دوام الاستقرار والتقدم وللعلاقات بين البلدين المزيد من النماء والازدهار
العدد 539 - الخميس 26 فبراير 2004م الموافق 05 محرم 1425هـ