أبرزت بعض المقابلات التي أجرتها «الوسط» مع بعض ممثلي المآتم والناشطين في محافظة العاصمة أن أغلبية هذه المآتم لا تدار عن طريق الانتخاب، إذ علل الكثير من ممثليها عدم وجود الانتخاب، لكون الكثير منها متعلقا بأبناء المنطقة، وكل من يمثلها يأتي بالتراضي، ولا وجود لمشكلات في هذا الصدد بحسب زعمهم.
إلا أن ممثلي المآتم اختلفوا بشأن «هيئة المواكب الحسينية» ففي حين أكد البعض منهم أن هذه الهيئة لا تقوم بواجبها في تنظيم توقيت خروج المواكب، وعادة ما تقف الموقف السلبي من الاختلافات، أشار بعضهم إلى أن الخلاف بشأن «الهيئة» كان بسبب عدم وجود دستور ينظم عملها، أما وقد وضع دستور لها، فقد أمل هذا البعض في أن يتحسن أداء الهيئة في تنظيم عمل المواكب والتنسيق بينها.
إلى ذلك، قال أحد شباب مأتم بن سلوم عبدالحسين القصاب، إن إدارات المآتم عادة ما تكون بالتراضي بين شباب المنامة، وكل المواكب الموجودة في المنامة يتم تسييرها بهذه الطريقة، إذ لا توجد سلطة لشخص معين، وإنما لكل فرد مهمة محددة، لا وجود لشخص أعلى مرتبة من الآخر عدا رئيس المأتم، «والبقايا خدام للإمام الحسين».
وعند سؤاله عن إمكانية العمل على انتخاب إدارات المآتم، أجاب «الأمر القائم مقبول جدا، لو أردنا أن نعمل بنظام الانتخاب، فمن ننتخب إذا كان الجميع يعملون في خدمة المأتم؟» مؤكدا أن مأتم بن سلوم يعد أكبر موكب مركزي، ويرجع ذلك إلى قوة الرواديد ونشاط الشباب العامل في المأتم، وأن الموكب لم يتراجع عن مركزيته التي كانت قوية في فترة التسعينات.
ولفت القصاب إلى سبب تأخير بعض المواكب القوية هي المواكب التي تخرج في البداية، من دون أن تلتزم بالوقت، مرجعا ذلك إلى عدم وجود الإدارات القوية في المآتم، لكون أغلب هؤلاء الإداريين هم من كبار السن، إذ دعا في هذا المجال إلى وجود شباب منفتح، لتجاوز هذه المشكلات.
ومن ضمن أسباب التأخير، أشار القصاب إلى أن موكب العلماء ليلة عاشر سبب رئيس في التأخير، لضخامته واشتراك الكثيرين فيه، معتبرا أن الحل بوجود هيئة قوية تسيِّر المواكب بشكل منضبط، فالهيئة الحالية بحسب القصاب - ليس لها دور في تسيير المواكب، فهي سلبية في هذا الجانب، نتيجة ضعف الكثير ممن دخلوها.
وعن الأنشطة التي يقوم بها مأتم بن سلوم، أشار القصاب إلى أن المأتم يقوم بأنشطة متنوعة طوال العام، ولكن عدم وجود تعاون بين رجال الدين معنا سبب في عرقلة هذه الأنشطة، فهناك تدريس كمبيوتر للأطفال، وتوجد مجموعة كبيرة منهم تدرس الكمبيوتر في المأتم، وقد توقفنا عن هذا النشاط في محرم، كما أننا مستعدون لفتح المأتم للدروس الدينية، ولكن هذا متوقف على علماء الدين، مشيرا إلى أن الجمعيات الثقافية والإسلامية لا تشرك المأتم في أية فعالية تقيمها في محرم، ونحن نطالبها بأن تشركنا في هذه الفعاليات.
أما عضو مأتم بن زبر مرتضى الحلواجي، فأشار إلى أن مأتم بن زبر يتكون من جمعية الأنصار لمأتم بن زبر، وهذه الجمعية لا يوجد بها نظام انتخاب ولا تعيين، وإنما هي تلقائيا تتكون من أبناء المنطقة، وتشترك فيها كل العوائل.
وعن تعاطي مأتم بن زبر مع توقيت خروج المواكب، وما يسببه من مشكلات، أكد الحلواجي أن هذا الأمر مرتبط «بهيئة المواكب الحسينية»، إذ لفت إلى أن الهيئة كان بها مشكلات كثيرة، وأهمها عدم وجود دستور ينظم عملها، وقد وضع لها دستور، ونأمل منها أن تكون التنسيق بين المواكب، فنحن في مأتم بن زبر علاقتنا مع جميع المآتم ممتازة في موضوع توقيت خروج المواكب، وأسباب التأخر عن ناتج ضغط المواكب وكبرها، والاقتراح لحل المشكلة، هو عدم تعطيل أي من المواكب بالوقوف إذا كان وراءه موكب آخر واقف.
وكشف الحلواجي أن فكرة شارع الإمام الحسين انبثقت من مأتم بن زبر، وذلك حين جاء المحافظ ليلة عاشوراء في السنة الماضية، فاقترح عليه مقترح تسمية شارع الإمام الحسين، وتم التوقيع على ذلك، وما إن أطلق اسم شارع الإمام الحسين على الشارع الذي تخرج منه المواكبـ، حتى كثفنا الإعلانات والسواد، وجعلناه اسما على مسمى.
وعن نشاطات المأتم في عاشوراء، كشف الحلواجي عن وجود معرض للصور التاريخية، فيه صور الخطباء القدماء، وكذلك الرواديد القدماء، وواقعة الطف مصورة بشرح تفصيلي، كما يوجد تنسيق تام بين المأتم والمرسم الحسيني، إذ تم تشكيل لجنة بين المأتم والمرسم الحسيني لتبادل الزوار بين المعرضين وخصوصا من الزوار الأجانب.
عضو إدارة مأتم الحاج خلف نجيب المخرق، أكد عدم وجود انتخابات في مأتمهم، وإنما يوجد مسئول من قبل دائرة الأوقاف، قام بتعيين جماعة من المنتمين للمأتم، ووزع المهمات بينهم، مشيرا إلى أن موضوع الانتخابات لم يتم التطرق إليه حتى الآن، ولكن إذا وجدت عند القائمين على المأتم رغبة فسيتم ذلك
العدد 539 - الخميس 26 فبراير 2004م الموافق 05 محرم 1425هـ