حوار الحضارات ومخاطبة الإنسانية كان السمة الأبرز في النهضة الحسينية على مدار التاريخ، من هنا استوحت جمعية التوعية الإسلامية فكرة انشاء «مركز للجاليات الأجنبية» للتعريف بأهداف الثورة الحسينية التي تتجاوز الخصوصيات الطائفية والعرقية بل تخاطب الفضاء الإنساني الأرحب وضمير البشرة الحرة التي بسليقتها ترفض الظلم وانتهاك الحرمات.
ويتحدث لنا المسئول بالمركز الشيخ هيثم السلمان عن هذا المشروع قائلا: «في الحقيقة يعد هذا المركز البادرة الأولى من نوعها في البحرين وفي الخليج العربي، وهذا ناتج عن تميز البحرين بأكبر عدد من متحدثي اللغة الإنجليزية، فمن المعروف أن البحرين تضم أكثر من 50 جالية أجنبية، وهي من أكبر النسب في الشرق الأوسط».
ويضيف السلمان - الذي يلقي محاضرات ليلية بالمركز- قائلا: «في السنوات الماضية لم يوجد اعتناء حقيقي بهذه الفئات، ولكن الآن تتوافر الفرص والظروف الموضوعية الملائمة لمحاكاة وتبليغ رسالة الإمام الحسين (ع) إلى عموم الوافدين الموجودين في البحرين، ليتسنى لنا عقد مثل هذه البرامج، والحضور غير مقتصر على المسلمين وحدهم، بل كل الوافدين بغض النظر عن الديانة أو المذهب».
وعن برنامج هذا المركز يوضح السلمان: «يشتمل البرنامج على 6 مكونات هي: المجلس الحسيني، حلقات نقاش، زاوية سؤال وجواب، توزيع كتيبات بلغات متعددة ، إضافة إلى ركن اللوحات الفنية بالتعاون مع جمعية المرسم الحسيني، فضلا عن التبرع بالدم بالتنسيق مع الجهات المعنية».
وبخصوص آلية الاتصال مع الجاليات يجيب السلمان« في الواقع كان الاستفسار عن الحدث جيد للغاية، أما من ناحية الحضور فلم نصل إلى المستوى الذي نرنو إليه ونتوخاه، لكن بالتأكيد ستشهد الليالي المقبلة المزيد من الحضور والتفاعل من الجاليات الأجنبية». مضيفا «لدينا إعلانات يومية في الصحف الإنجليزية الصادرة في البحرين، كما نقوم بتوزيع الكثير من الإعلانات في المراكز التجارية الكبرى وأماكن وجود هذه الجاليات، كما تتوافر خدمة المواصلات ليليا من السابعة والنصف مساء، وأنشأنا محطة لنقل الجاليات تقع بالقرب من المستشفى الاميركي لهذا الغرض».
ويلخص السلمان أهداف المشروع في نقطتين أساسيتين «تتمثل الأولى في إيصال صوت الحسين (ع) إلى المتحدثين باللغة الإنجليزية، وبالخصوص المتزوجين من بحرينيين الذين يصعب عليهم التلقي المعلوماتي والتفاعل المعنوي مع المنابر العربية، أما الهدف الآخر فيتمثل في بيان البعد الحضاري والشمولي للنهضة التي قام بها أبي عبدالله الحسين (ع) بطابعها الإنساني».
وردا على سؤال «الوسط» عن طبيعة مادة هذه المحاضرات التي يلقيها فيجيب السلمان قائلا: «نحن نركز على جانبين مهمين للغاية وهما أن الحسين (ع) لم يهدف من ثورته طلبا للجاه والسلطة أو الحرب وإراقة الدماء، بل كان الهدف الأسمى للثورة هو الإصلاح بعناوينه المختلفة، وقد كشف الإمام الحسين (ع) في أحدى خطبه عن هدف ثورته قائلا: «ألا وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص)».
وعن الأسئلة المعتادة لدى الأجانب يوضح السلمان: تتلخص أسئلة واستفسارات الأجانب في نقطتين محوريتين: الأولى وهي كيف يمكن لمسلم أن يقتل أخاه المسلم، وكيف به إذا كان المراد قتله هو سبط نبي الإسلام (ص)؟ أما السؤال الآخر فهو عن كيفية وسائل التعبير عن التضامن مع الحسين (ع). يذكر أن «المركز» يقع بالقرب من مسجد بن خلف في المنامة، ويستقبل الزوار ليليا حتى يوم الحادي عشر من المحرم
العدد 541 - السبت 28 فبراير 2004م الموافق 07 محرم 1425هـ