سألتني عن عاشوراء والأدب والأدباء، والكلام لا تكفي فيه هذه العجالة... هو موضوع بذاته وهي غني ومتشعب... الأدب في النهاية هو الدهشة. من لا يندهش لا يكتب أدبا جميلا ولابد للأدب الجميل أن يدهش. شهادة الحسين تدهش الفنان والأديب وتقرّب الفن والأدب من الإيمان بالغيب وتقيم التضحية والفداء...
إذا فشهادة الحسين (ع) مكان أو فضاء للقاء بين الفنان وأهله، بين الفنان وقلبه، بين الفنان وعقله، بين الفنان ودمه، بين الفنان وذاكرته، بين الفنان وأوجاعه وأحلامه، بين الفنان وعلامات السمو في أهل البيت... ولم يقصر أدباؤنا أيا كانت انتماءاتهم أو قناعاتهم الفكرية والسياسية، لم يقصروا في إبداعهم الحسيني، لأن شهادة الحسين الصافية البليغة البالغة والجميلة، لا يمكن أن تكون قاصرة عن الوصول إلى عمق الوجدان لدى الفنان، تفجر طاقاته، بفعل الحزن الجميل والحار الذي يعادل الفرح والورد والصلاة والحرية والعفة والممانعة ضد الشر والاستبداد بهاء وجمالا وإشراقا.
هاني فحص
العدد 541 - السبت 28 فبراير 2004م الموافق 07 محرم 1425هـ