أكد عضو مجلس بلدي الوسطى صادق ربيع، أن غاز المعامير لا يقتصر على منطقة القرية فقط، إذ إن الغاز يشمل قرى سترة أيضا، مطالبا بعدم التقليل من حجم المشكلة.

وأوضح ربيع في حديث إلى «الوسط» أن إطلاق مسمى غاز المعامير على الغازات المنبعثة من المصانع يقلل من حجم المشكلة، مبينا أن السبب في إقران المنطقتين مع بعضهما يعود إلى أن قرية المعامير وهي الجهة الجنوبية تعاني من انبعاث الغازات، في الوقت الذي يشتكي فيه الأهالي أيضا في جزيرة سترة والتي تقع في الجهة الشمالية من كثرة المصانع، إذ إن أهالي سترة وخصوصا في مهزة يستنشقون الغازات بشكل يومي الغازات.

ولفت إلى أن الغازات تكون منتشرة ويستطيع المارة شم رائحتها بكثرة إذا كان الهواء شمالا، مشيرا إلى أن الهواء في غالبية الأحيان يكون شمالا، منوها إلى أن المعامير تشتكي من المصانع وسترة تشتكي من مصانع الألمنيوم ومن انبعاث الغازات.

وأكد أن الاعتقاد بأن الغاز تشهده قرية المعامير فقط غير صحيح، مبينا أن هناك أدلة تؤكد خطورة المنطقة الشمالية، ومشيرا إلى أن أهالي المعامير ولجنة «بيئيو المعامير» يتفقان مع أهالي سترة في أن قضية المعامير لا تقتصر على القرية فقط.

ونوه ربيع إلى أن المشكلة الكبرى هي مكابرة الشركات والمصانع المعنية، لافتا إلى أن مكابرة الأخيرة أصبحت تشعر الأهالي والمسئولين بالقلق، مبينا أنه لو كانوا شفافين بصورة أكثر مع ترك الشعارات البراقة فإن الأهالي والمسئولين سيكونون أكثر طمأنينة.

وأشار ربيع إلى أن الأهالي ليسوا بحاجة إلى أجهزة لرصد الغازات، فهم على علم بجميع أنواعها، قائلا «إن تكرار قضية انبعاث الغازات جعلت الأهالي على علم بالغازات المنبعثة وعن مصدرها، لذلك فهم ليسوا بحاجة إلى أجهزة الرصد، كما أن المواطنين يعتقدون بأن الهيئة العامة لحماية البيئة إذا تدخلت فإن موقفها سيكون محرجا أمام الشركات والمصانع».

وذكر أن الأطفال خلال مهرجان سترة البيئي أطلقوا بالونات احتجاجا على تلوث الهواء، بالإضافة إلى حمل شعارات للمطالبة بوقف انبعاث الغازات، مبينا أنه في كل مرة تنبعث الغازات سيحمل الأهالي والأطفال شعارات إلى المصانع التي تنبعث منها الغازات.

وأشار إلى أن الأهالي رفعوا شعارات تطالب بإيقاف انبعاث الغازات، وخصوصا أن الوضع أصبح يزداد، إذ إن الأهالي أصبحوا يختنقون أثناء الليل لقلة الأوكسجين. وأوضح أن أهالي المعامير وسترة يقع عليهم الضرر مباشرة وخصوصا أن هذه الغازات أصبحت تنبعث بشكل يومي.

وعلى صعيد متصل، قال ربيع: «إن مهرجان سترة البيئي وخيمة سترة بألوان الطيف كانت طريقة للتعبير عن الاحتجاج على المصانع التي تنبعث منها الغازات، إذ تم تدريب المشاركين على الإسعافات الأولية وخصوصا أنه في كل شهر يحترق مصنع كما أن الشاحنات تهدد الأطفال، كما تم تقديم بعض الفحوصات الطبية، إذ شاركت لجنة تعزيز الصحة كما شاركت جمعية الارتقاء بالمرأة لنشر الوعي ودار سترة لرعاية الوالدين مع مشاركة أهالي المعامير ولجنة (بيئيو المعامير) وجمعيات سترة السبع».

وأضاف «لقد عبر الأهالي عن احتجاجهم بشكل سلمي وحضاري، إذ تم زرع 200 نخلة وتوزيع 500 شتلة وذلك من اجل تصفية الجو والمساعدة على خلق نوع من التوازن البيئي في المنطقة».

وتابع أن «ما تطلقه المصانع من غازات يعتبر من السموم التي يتنفسها المواطن، إلا أن هذه المصانع على رغم علمها بأنها مصدر انبعاث الغازات، إلا أنها لم تبادر إلى زرع النخيل، إذ واصلت عملياتها التخريبية عن طريق تخريب الشوارع العامة في المعامير وسترة وتلويث البيئة وتلويث السواحل».

ولفت إلى أن على المصانع الموجودة في المعامير وسترة حماية الأهالي عن طريق تشجير المنطقة، مطالبا الجهات المعنية باعتماد مبدأ الشفافية وقبول الواقع، إذ إن انبعاث الغازات كان سببا في موت العديد جراء الإصابة بالأمراض السرطانية، في الوقت الذي لم تكترث فيه المصانع المسببة.

وذكر أن وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي سيكرم اليوم (الاثنين) القائمين على المهرجان والقائمين على التشجير والأعمال الوطنية الاجتماعية. وأكد أنه سيتم اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل إرجاع قرية المعامير وجزيرة سترة كما كانت في السابق، إذ إنها لم تكن تشهد انبعاث الغازات ولم تكن المصانع محيطة بها.

وأشار ربيع إلى أنه سيقوم بإرسال مجموعة من أفلام الفيديو إلى المجلس البلدي من أجل إرسالها إلى جميع المصانع التي كانت سببا في تلوث المنطقتين، مطالبا بتوعية الشركات، مؤكدا أن الأهالي لا يريدون أي مبالغ وإنما نقل المصانع بعيدا عن المناطق السكنية.