العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ

كتاب «المآتم في البحرين» طلالة على الظاهرة الحسينية في البحرين

يتناول الأبعاد التاريخية للشعائر في البحرين

المنامة - محرر الشئون المحلية 

03 مارس 2004

«المآتم في البحرين» كتاب ذو جزءين للكاتب البحريني والباحث التاريخي عبدالله آل سيف الذي صدرت له الكثير من المؤلفات والمقالات، ويعد من أول الكتب التي حاولت التوثيق للظاهرة الحسينية في البحرين بموروثها التاريخي الكبير، وضخامة الشعائر وتنوعها خصوصا فيما يتعلق بالمآتم والحسينيات التي تشكل العمود الفقري لهذه الشعائر على مدار مئات السنين، وللوقوف على هذا الكتاب كانت لنا محطة قصيرة مع مؤلفه فكان معه هذا الحوار.

من أين استوحيت فكرة هذا الكتاب؟

- بدأت فكرة هذا الكتاب عندما كنت أتعامل مع مجلة «المواقف» الأسبوعية، إذ كتبت فيها تحقيقات صحافية كثيرة عن شتى الموضوعات، وبعد ذلك أتتني فكرة إجراء تحقيق عن المآتم في البحرين. وأنا أحب أن أقسم موضوعاتي على حلقات؛ لأن هذا التقسيم يغني القارئ ويفي الموضوع حقه.

وعندما رأيت البحث عن تاريخ المآتم فتح لي بابا كبيرا لآفاق كثيرة، ورأيته موضوعا ثريا، ويستحق الاستمرار فيه، وبالفعل أستمريت في مقابلة أصحاب المآتم في مناطق «العاصمة، المحرق، سترة والمنطقة الوسطى»، واستسقيت منهم المعلومات عن هذه المآتم، وفي الوقت ذاته فأني لا احصر نفسي في المأتم وقصته، بل أسلط الضوء على المدينة أو القرية التي يقع فيها مستعرضا تاريخها وجميع مرافقها مثل الآثار والمزارع ودور العبادة.وقد كتبت عدة حلقات ونشرتها في المجلة،ثم ضاعفت هذه الموضوعات، وأصدرتها في كتاب بعنوان «المأتم في البحرين» وذلك في العام 1995م.

ما هي المنهجية التي سلكتها في الكتاب؟

- في الحقيقة لي الشرف أن أكون الأول في وضع بذرة لتناول الظاهرة الحسينية في البحرين بما فيها من مؤسسات، وقد اعتمدت على عدة نقاط في طرحي للكتاب وهي تناول تاريخي للواقعة بشكل عام والبحرين بشكل خاص، وثانيها أن المأتم يعني محل إقامة العزاء وليس مجرد مبنى، وأنا أركز على نقطة متداولة عند كثير من الناس، وهي أن المأتم حديث في البحرين، وأنا أقول إذا أخذنا المأتم كمبنى فهو حديث نسبيا، لكن التسمية الصحيحة للمبنى هي«حسينية» أو «عباسية»، أما تسمية المبنى بالمأتم فهو خطأ شائع وربما يقتصر على أهل البحرين فقط.

- على رغم الصعوبات الكبيرة التي تمثلت في غياب المصادر التاريخية، فأنا بدأت من الصفر تقريبا، وقد اعتمدت على عوامل مساعدة لتحقيق المنهج الذي سلكته في جمع مادة الكتاب على الكتب التاريخية التي تناولت مقتل الحسين (ع) وأصحاب المآتم والحسينيات، فضلا عن ما أختزنته مخيلتي عبر سنين عمري كلها، إذ نشأت منذ الصفر في بيئة حسينية.

وأحب أن أشير إلى أن الجزء الأول من الكتاب واجه مشكلة مع جهة رسمية، إذ بعد توزيع الكتاب في الأسواق والمكتبات صودر من قبل هذه الجهة بقرار شخصي عن طريق الهاتف. لكن الإقبال على الكتاب كان مشجعا خصوصا بعد فترة المنع، ولقيت الاستحسان والإطراء من القراء الشيء الكثير، ما دفع مؤسسة صحافية كبرى بشراء جميع كميات الكتاب بعد الإفراج عنه.

وماذا عن الجزء الثاني من الكتاب؟

- أما الكتاب الثاني فتناولت فيه مآتم المدن والقرى وخصوصا في المحافظة الشمالية والمنطقة الغربية التي لم أتناولها في الجزء الأول، وقد استفدت من تجربة الجزء الأول ووظفتها في الجزء الثاني الذي أعتقد أتى أكثر توثيقا ودقة وموضوعية في المعلومات.وحاولت في جزئي الكتاب أن أغطي غالبية مآتم البحرين وليس كلها؛ لان هذا يحتاج إلى جهد جبار تقوم به مؤسسة وليست جهة فردية.

وما الجديد الذي تفكر فيه؟

- أنا أفكر في مشروع ضخم يحتاج إلى جهد جبار وهو يتناول تاريخ إقليم البحرين (البحرين الطبيعية) الذي يمتد من البصرة شمالا إلى عمان جنوبا. وأنا في الواقع مدين في إصدار الجزء الثاني من الكتاب إلى التجربة الإصلاحية التي تمر بها المملكة، وما نحظى به من سقف لحرية الكلمة والرأي، فلولا هذا الانفتاح لما رأى الجزء الثاني النور، فعلى رغم ما فيه من جرأة وصراحة ومن تصحيح لبعض التاريخ المشوه، ومع ذلك أجيز الكتاب.

وهل تعتقد أن هذا الموضوع قد أشبع بحثا وتحليلا، أم أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من التوثيق؟

- نعم أنا أرى أن هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتوثيق، وأنا فتحت هذا الباب من خلال مجهودي الفردي، وأتمنى أن يواصل الآخرون ما بدأته؛ لان هذا الباب واسع وكبير وثري ويمثل حقلا خصبا لمن أراد أن يوثق لهذه الظاهرة في البحرين

العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً