انثري الدمع وجودي، يا مآقي الشوق، يا عين الولاءْ
حارقا، يُشعل أسفارا، وأحبار انعتاقٍ وانقضاء
ابكي ازمانا طوالا، وكما شئتِ، هدى الله وسبط الأنبياء
ابكي مصباح الدجى، والفلك الناجي إن ماج بلاء
يوم أصداء الجوى هاجت، فهلّت بتباريح السماء
يوم لاحت في نواحي الأفق راياتُ انتظار واجتلاء
وإذا الوالهُ في ذكراه يبقى في اشتياق وانتماء
لائذا بالحب والعرفان، يرنو لسجاياه بفخر وإباء
قلبه يخفق ما بين حناياه، اذّكارا، وقنوتا، ودعاء
مستهيضا بالرزايا، مستفيضا في اصطبار واعتلاء
ساكبا من وجدِهِ المسطور آياتِ خشوع والتجاء
تاليا في حضرة «الزهراء» أورادَ حنينٍ ووفاء
واحسيناه... نعم... أيْ واحسيناهُ أنينا ورثاء
واحسيناه... فم الدهر يدوّي بتراتيل عزاء
اسمعْ القلبَ صداها، بافتقاد وافتجاع وبكاء
واحسيناه، ذبيحا عاري الأكفان في نهر الظماء
واسليبا، واخضيبا، واتريب الخدّ في حرّ العراء
واحسيناه ابتساما في خطى الموت، وذبحا، وافتداء
صار في العباس والأكبر والقاسم عزما ومضاء
واسليل الهَدْي، يابن الوحي، يا خامس أصحاب الكساء
واحسيناه، ضميرا، واعتقادا، وحنينا يترامى في الخفاء
فإذا ما أعلنت في عنفوان الدهر، في يوم الفداء
تتجلى في نواحي الكون أطياف محاريب، وأطياب اختلاء
لم تزل تعبق في ذكرى حوتها عرصات الطف عطرا ودماء
لم تزل تُشعل في الوجدان جمرا، أنبتته في فيافي كربلاء
معصومة المهدي
العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ