أكد الرئيس ياسر عرفات أمس في ختام محادثات أجراها مع مدير المخابرات المصري عمر سليمان أن السلطة قادرة على تسلم زمام الأمور في قطاع غزة الذي أعلنت «إسرائيل» عزمها الانسحاب منه.
ونفى عرفات أن تكون «إسرائيل» تقدمت بعرض الانسحاب، وقال «لم يعرض علينا شيء».
ميدانيا، أعلنت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها دمرت دبابة إسرائيلية شرق مدينة غزة وأصابت من فيها من جنود الاحتلال.
وذكرت «الجزيرة» مساء أمس أن الكتائب نشرت صورا لعملية التفجير التي أهدتها إلى أهالي مخيمي البريج والنصيرات، غير أنها لم تشر إلى عدد المصابين في هذه العملية.
وقد استشهد سبعة فلسطينيين هم خمسة ناشطين في كتائب الأقصى سقطوا ضحايا «عملية تصفية» إسرائيلية عندما اعترضت وحدة خاصة السيارة التي كانوا على متنها، كما استشهد طفل رضيع أعاق جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التي كانت تقله من الوصول إلى مستشفى للأطفال لتلقي العلاج، كذلك استشهد فلسطيني مساء أمس برصاص جنود الاحتلال الذين فتحوا النار على فتية كانوا يرشقونهم بالحجارة في مخيم العروب للاجئين، وكان من بينهم.
الأراضي المحتلة -
محمد أبوفياض، وكالات
في وقت أكدت فيه حركة حماس أمس وجوب التوصل إلى توافق وطني فلسطيني لإدارة شئون قطاع غزة في حال حدوث أي انسحاب إسرائيلي، وفي ظل الحديث عن إمكان عقد لقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ونظيره الإسرائيلي ارييل شارون الأسبوع المقبل، أكد وزير خارجية «إسرائيل» سيلفان شالوم أن هنالك تغييرا كبيرا في العالم العربي في أعقاب الحرب على العراق ومصر تجسد هذا التغيير.
ووفق وسائل إعلام الاحتلال من المتوقع أن يجتمع قريع مع شارون، الأسبوع المقبل، لبحث خطة فك الارتباط وأن اللقاء سيتم قبل سفر شارون إلى واشنطن لبحث خطته مع الرئيس الأميركي جورج بوش وأن الموعد النهائي للقاء قريع شارون لم يحدد بعد، لكنها أشارت إلى إمكان عقد اللقاء يوم الثلثاء المقبل.
وحسب المصادر ذاتها سيجتمع رئيس مكتب شارون، دوف فايسغلاس، مع رئيس ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني، حسن أبولبدة، يوم الأحد المقبل، بهدف ترتيب اللقاء بين قريع وشارون وستحدد نتائج اجتماع فايسغلاس أبولبدة موعد اللقاء بين قريع وشارون.
وعربيا يجتمع وزير خارجية «إسرائيل»، سيلفان شالوم، اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك. وقال شالوم انه سيبحث مع الرئيس المصري الكثير من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية وان زيارته تهدف إلى إخراج التفاهمات المصرية الإسرائيلية إلى حيز التنفيذ.
وذكر في مقابلة إذاعية صباح أمس مع راديو «إسرائيل» أن هنالك تغييرا دراماتيكيا في العالم العربي بعد الحرب على العراق، وان مصر تجسد هذا التغيير وأعرب شالوم عن موقف بلاده المتفائل من نتائج اللقاء المرتقب مع الرئيس المصري وقال إن بلاده تثمن رفض مصر المشاركة في مداولات محكمة العدل الدولية في هاغ التي بحثت مسألة جدار الفصل العنصري. وأشار شالوم خلال المقابلة أن مصر بدأت في الآونة الأخيرة تعبر عن توجه جديد وإيجابي في العلاقات المصرية الإسرائيلية، معربا عن أمله بأن تحذو دول عربية إضافية حذو مصر، وأن الرئيس المصري معني بتحقيق إنجازات اقتصادية مثل صفقة الغاز الطبيعي وغيرها، ثم أضاف «ونحن مهتمون جدا بالجانب السياسي». وفي سياق ثانٍ قال عضو القيادة السياسية لحركة حماس والناطق باسمها في الضفة الغربية محمد غزال إن الحال السياسية والميدانية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية تتطلب توافقا وطنيا كبيرا يقود إلى صيغة تفاهم بين القوى الفلسطينية بشأن إدارة شئون قطاع غزة في حال حدوث أي انسحاب إسرائيلي منه. وأكد أن الفصائل الفلسطينية التي تعمل على إجبار الاحتلال على الانسحاب لابد أن تتفاهم على آلية إدارة القطاع في حال حدوثه، ورأى في مثل هذا التفاهم أمرا غير جديد قائلا إنه موجود على ارض الواقع وهو أمر ضروري مشيرا إلى مراهنة دولة الاحتلال على وقوع اقتتال فلسطيني داخلي كثمن يدفعه الفلسطينيون للهزيمة الأمنية الاحتلالية المرتقبة في غزة.
وحذر غزال من العودة إلى منطق الاتفاقات والتفاهمات المنقوصة مع الاحتلال قائلا إن طريق المقاومة وحده يحصد الإنجاز ولا يوجد أي منطق أو دافع في خطط ومبادرات ميتة. من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس في ختام محادثات أجراها مع مدير المخابرات المصري عمر سليمان ان السلطة الفلسطينية قادرة على تسلم زمام الأمور في قطاع غزة الذي أعلنت «إسرائيل» عزمها الانسحاب منه.
وقال عرفات للصحافيين ردا على سؤال عن إمكان السلطة لتولي الأمور في غزة في حال انسحبت «إسرائيل» «طبعا نحن مستعدون دائما لتولي مسئولياتنا على المستويات كافة». وأضاف عرفات في مقره حيث يحاصره الجيش الإسرائيلي، «أقمنا نظاما قويا ورائعا في بيت لحم ولكنهم عادوا (الإسرائيليون) واحتلوها».
وفي موضوع آخر، طالب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بغداد أمس بتشكيل «لجنة تحقيق دولية» تتولى «إلقاء الضوء» على ظروف وفاة أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية السابق محمد عباس (أبوالعباس) في سجنه الاميركي في العراق. ومن جانبها اتهمت زوجة أبوالعباس قوات الاحتلال الأميركية في العراق بقتله إذ منعت عنه الدواء.
على صعيد آخر، انتخب المجلس التشريعي أمس روحي فتوح رئيسا له خلفا لأحمد قريع الذي يشغل في الوقت الراهن منصب رئيس الوزراء.
وشغل فتوح منصب أمين سر المجلس في عهد رئاسة أحمد قريع الذي استقال من منصبه في سبتمبر/ أيلول. وأدار نائب رئيس المجلس إبراهيم أبو النجا أمور المجلس لحين انتهاء الدورة البرلمانية هذا الشهر. كما عين حسن خريشة نائبا أول للرئيس وغازي حنانيا نائبا ثانيا للرئيس وأحمد نصر أمينا للسر.
وميدانيا أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية أن الجنود الإسرائيليين قتلوا خمسة فلسطينيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد ظهر أمس. وقالت المصادر إن الخمسة وجميعهم أعضاء في كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح كانوا يستقلون سيارة عندما رصدهم الجنود وأطلقوا النار عليهم.
غزة - الوسط
طالبت حركة حماس الحكومة الأردنية أمس بوقف عملية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي الغاصب. واعتبرت الحركة في بيان لها تدشين الحكومة الأردنية المشروع المشترك مع الاحتلال استخفافا بدماء شهداء المجازر وتطبيعا مستهجنا. واستنكر مصدر مسئول في الحركة في بيان له تدشين الحكومة الأردنية المشروع العلمي المشترك مع حكومة الاحتلال في وادي عربة صباح يوم أمس الأول. وقالت الحركة إنه «يمثّل استخفافا بدماء الشهداء التي تسيل على أرض فلسطين في كل يوم، ويمثل حال تطبيع مستهجنة مع العدو وخصوصا في ظل تصعيد عدوانه على شعبنا الفلسطيني، ويقدح في صدقية الحديث الحكومي الأردني المتواصل عن الخطورة الاستراتيجية لبناء الجدار العنصري وتأثيرها على الأردن». وطالبت حماس الحكومة الأردنية بوقف عملية التطبيع مع «إسرائيل» الغاصبة، لما تشكله من ضرر بالغ على الأردن وفلسطين معا والأمة
العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ