العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ

أثنار يلعب بالورقة المغربية في الانتخابات

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الإسبانية، بدأت الغيوم تتلبد من جديد في سماء العلاقات بين الرباط ومدريد بعد فترة عسل لم تتجاوز بضعة أشهر أعقبت أزمة دبلوماسية خانقة استمرت ما يناهز السنتين اعتبرتا الأكثر قتامة في تاريخ المملكتين منذ تصفية إسبانيا لتركتها الاستعمارية شمال المغرب العام 1955 (باستثناء سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما بطبيعة الحال).

وإن كان المسئولون المغاربة وحتى الساعة وربما بسبب تداعيات زلزال الحسيمة تعاملوا بأناة وتحمل كبيرين مع تصرفات وتصريحات بعض أركان الحكومة الإسبانية وعلى رأسها رئيسها خوسي ماريا أثنار ووزير دفاعه فريدريكو تريو، وعيا منها ربما بأن الأمر لا يتجاوز نزقا سياسيا انتخابيا للجيران الإسبان، على رغم أن هذا النزق وصل إلى حد المس ببروتوكول موقع بين البلدين يحول دون زيارة ملكي ورئيسي حكومتي المغرب وإسبانيا لسبتة ومليلية، وهو ما لم يتم احترامه من قبل أثنار بداية شهر مارس/آذار الجاري، فإنها في المقابل أثارت احتجاج الكثير من السياسيين الإسبان الذين نوهوا بالأناة المغربية هذه.

وإن حالت أنقاض زلزال الحسيمة التي استنفرت كامل الجهد المغربي لها دون تعرض الرباط لتصريحات وزير الدفاع فريديريكو تريو بشأن احتلال قواته لصخرة ليلى وهو ما اعتبره العمل الأبرز للأرمادا الإسبانية منذ أكثر من 70 سنة خلال حرب الريف التي كلفت إسبانيا الآلاف من القتلى والجرحى خصوصا خلال معركة أنوال 1921 بقيادة المجاهد عبد الكريم الخطابي، فإنها لم تحل دون انتقاد ذلك من قبل المعارضة ووسائل الإعلام في إسبانيا معتبرة أن هذه التصريحات تصب في الحملة الانتخابية للحزب الشعبي الإسباني، وهو ما يخرق بنود الاتفاق المبرم بين الحزب الاشتراكي العمالي وحزب أثنار والقاضي بعدم استخدام الورقة المغربية في الحملة.

إلا أن المراقبين للعلاقات العابرة لمضيق جبل طارق يجزمون بأنها قابلة للتفجر بين الحين والآخر، وإن وضعوا في حسبانهم أن الحدث الذي يمكن أن يحول دون ذلك هو خروج فريق أثنار الحالي بقيادة أنخيل ماريونا من قصر الحكومة في مدريد، وهو ما لن يأسف عليه المغرب بأي حال من الأحوال إذا تم، ودخول الاشتراكيين بقيادة ثباتيرو المصنفين في خانة أصدقاء المغاربة، وهو ما سيقابل بالارتياح الكبير في العاصمة الرباط التي سيسارع مسئولوها إلى تحضير أجندة المباحثات المقبلة بين جطو وثباثيرو وخصوصا أن العرف استقر في إسبانيا منذ سنوات إلى أن أول زيارة يقوم بها رئيس وزرائها الجديد مباشرة بعد الانتخابات خارج البلاد تكون في اتجاه المملكة الجنوبية

العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً