من الأشياء المفضلة لدى خبير اليوغا الأميركي الشهير، بيكرام غودبري تدريب الناس على ممارسة اليوغا بأساليبها الصحيحة في أوضاع مضطربة ملتوية داخل غرفة ساخنة وتحت شروط معينة. هذا المعلم الروحي الذي اجتذب الكثير من المشاهير مثل مادونا ورايتشل والش وسيرينا ويليامز أثار جدلا واسعا في الأوساط الأميركية بسبب أسلوبه المتشدد والمعروف، إذ انه لا يتردد في رفع الدعاوى القضائية على كل من يقحم نفسه في هذا المجال ويخالف أو يحرف تعاليم اليوغا والأوضاع الـ 26 المعروفة التي وضعها وحفظ حقوق نشرها لنفسه.
يوجه بيكرام تحذيرات دائمة إلى جميع معلمي اليوغا الذين يدرسون منهجه ويفرض عليهم عقوبات تقدر بـ 150,000 دولار لكل مخالفة يرتكبونها. فلكي يكون معلم اليوغا مثاليا بالنسبة إلى بيكرام عليه أن يلتزم بدفع ضريبة التوكيل التجارية للاستوديو الخاص به ويحضر دورات تدريبية مكلفة إذ يدفع 5000 دولار وإلا فانه يعتبر مخالفا لقوانين تدريس اليوغا. هذه القوانين أثارت غضب معلمي اليوغا الآخرين الذين بدورهم رفعوا دعاوى قضائية مماثلة من قبل المحكمة الفيدرالية لاستيائهم من تعصب بيكرام وملاحقته لهم قضائيا لكنها فشلت جميعا أمام إصرار بيكرام وادعاءاته بأن رياضة اليوغا هي تقليد قديم يعود إلى خمسة آلاف سنة ولا يمكن لأي أحد أن يتدخل لتغيير الأساليب المتبعة في ممارستها.
ويبدو أن بيكرام البالغ من العمر 57 عاما عازم على مواصلة طريقه لملاحقة من يخالف تعاليمه قضائيا.
ان ممارسة رياضة اليوغا بالنسبة إليه والتي تعتبر علاجا للكثير من الأمراض مثل أمراض القلب لاتتم إلا في غرفة مليئة بالمرايا وفي درجة حرارة لا تقل عن 105 فهرنهايت. «اذا أردتم أن تغيروا رياضة اليوغا فافعلوا ما شئتم لكن لا تسموها باسمي ابدا» هذا ما صرح به بيكرام لجميع معارضيه.
هنا تتدخل المحامية والعضوة في جامعة ستانفورد الأميركية، إليزابيث رايدر والتي تعلق قائلة إن بيكرام لا يمكنه اعتبار هذه الوضعيات ملكية خاصة تخصه وحده، فهناك الكثير من الناس في وقتنا الجاري ممن يحاولون تدريس اليوغا لكنهم لا يستطيعون التنبؤ بما سيحصل لهم، فهم يتوقعون أن ترفع عليهم دعاوى قضائية في أية لحظة. ان طريقة بيكرام الخاصة في لعب اليوغا أصبحت ظاهرة منتشرة في أميركا بل ثقافة قائمة بحد ذاتها منذ قدومه من الهند العام 1971. فهو يدعي بأنه يملك أكثر من 800 مدرسة في 220 دولة في أنحاء العالم لتدريس اليوغا ويفتتح ما يقارب استوديوهين جديدين يوميا كما أن ثروته تقدر بسبعة ملايين دولار.
(خدمة الاندبندت - خاص بـ «الوسط»
العدد 565 - الثلثاء 23 مارس 2004م الموافق 01 صفر 1425هـ