في الوقت الذي تنهي فيه الولايات المتحدة برنامجها للمكوك الفضائي، بدأت الهند ذات الاقتصاد الناشئ في تطوير مركبتها الفضائية التي يمكن إعادة استخدامها على أمل أن تصبح دولة لها القدرة على غزو الفضاء. وستكون «افاتار» وهي سفينة إطلاق يمكن إعادة استخدامها قادرة على نقل حمولة تصل إلى ألف كيلوجرام إلى المدار وبكلفة منخفضة نسبيا. وتعطي «افاتار» الأسرع من الصوت مثالا يوضح مدى التقدم الذي وصل إليه برنامج الفضاء الهندي منذ أن أطلق للمرة الأولى صاروخا العام 1963 من قرية ثومبا للصيد بجنوب كيرالا. وطور علماء الفضاء الهنود خلال العقود الأربعة الماضية تدريجيا لكن بشكل مضطرد قدرات كاملة على الرغم من الموازنات المنخفضة والحظر المفروض على نقل التكنولوجيا المتقدمة بسبب تجاربها النووية. وقال الرئيس السابق لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية (ايسرو) «بموازنة منخفضة للغاية، تمكنا من تطوير أحدث التكنولوجيا».

وتضم هيئة الفضاء الهندية منظمة طايسرو» بالإضافة إلى أكثر من عشر وحدات للأبحاث والتطوير وهيئة «انتركس» المملوكة للدولة التي تسوق منتجات وخدمات الفضاء. وتساهم أكثر من 500 من الصناعات الصغيرة والمتوسطة في هذه البرامج. وبعد أعوام من التركيز على التطبيقات في مجال الاتصالات اللاسلكية والاستشعار عن بعد بهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية تدرس الهند الآن غزو الفضاء.

وفي العام 2008 دخلت الهند مرحلة عملية جديدة في برنامجها الفضائي من خلال مهمة تشاندريان-1 لاستكشاف القمر وبلغت كلفة المهمة 83 مليون دولار وهو ما يعادل نحو ثلث كلفة مهمة «تشانج-1» الصينية وسدس كلفة مهمات «كاجوياما» لاستكشاف القمر التي أطلقتها اليابان. وكادت مهمة «تشاندريان-1» أن تلغى في أغسطس/آب العام 2009 قبل عدة أشهر من الموعد المحدد بسبب فشل في الاتصالات، لكن «ايسرو» أكدت أن المهمة حققت 95 في المئة من أهدافها.

وتولد شعور بنجاح المهمة مع اكتشاف وجود مياه وثلوج على القمر بالاستعانة بأدوات وكالة الفضاء الأميركية ناسا على متن تشاندريان. لكن يبدو أن تشاندريان هي فقط البداية، إذ إن هناك مجموعة من المهمات الفضائية للهند يجرى تجهيزها تضم الآتي:

- مهمة ثانية لتشاندريان-11 في الربع الأول من العام 2013 .

- رحلة فضائية مأهولة العام 2016 سيقوم خلالها رائدا فضاء برحلة تستمر أسبوعا حول المدار المنخفض للأرض، وقدرت «ايسرو» كلفة المشروع بنحو 124 مليار روبية (7ر2 مليار دولار). وأقرت الحكومة تمويل المشروع من حيث المبدأ لكن لم يتم تخصيص سوى جزء محدود من هذه الكلفة حتى الآن.

- مشروع «اديتيا-1» وهو قمر اصطناعي يطوف حول الغلاف الخارجي للشمس لجمع معلومات عن الشمس تقريبا خلال 2016-2017 .

- مهمة مزمعة للمريخ العام 2030 .

وأحد العوامل الرئيسية التي تعرقل برنامج الفضاء الهندي هي قلة التمويل، وقال الرئيس الحالي «لإيسرو» كيه راداكريشنان إن الموازنة التي خصصت للعام 2010-2011 وبلغت 50 مليار روبية (أعلى بقليل من مليار دولار) هي الأعلى على الإطلاق، لكنها زادت بنسبة بلغت 58 في المئة عن موازنة العام السابق وبلغت فقط ما نسبته 3 في المئة من التمويل الذي خصصته الولايات المتحدة لبرنامجها الفضائي للعام 2010.