مع نهاية معرض الرياض للكتاب سيبدأ معرض البحرين للكتاب أيضا. الزبون تقريبا واحد. أهل الشرقية ينتظرون معرض البحرين. معرض الرياض أبعد وأغلى وأكثر تشددا في الرقابة ولا تستطيع المرأة أن تأتي للرياض من أجل نصف حقوق. لماذا يجوز للمرأة دخول المعرض في أيام ولا يجوز لها ذلك في أيام أخرى؟ هذه لم أفهمها.
أفضل تفسير توصلت إليه أن الرجال يوم الجمعة أقل أدبا منهم يوم الخميس ومزاجهم في الفترة المسائية يختلف عنه في الفترة الصباحية. لو قيل لي أن مثل هذا التنظيم يحدث في بلاد التبت ما صدقت. أصدق أن هذا يحدث لأنه يحدث أمامي فقط. يدفعني هذا أن أقبل أن أحد الخلفاء في مصر منع أكل الملوخية.
كتب الصديق عبدالله العسكر في هذه الجريدة عن ارتفاع الأسعار في معرض الكتاب. المبالغة في الأسعار هي جزء من سياق أكبر وأوسع. إذا تجولنا داخل المعرض سيتبين لنا طرف من المشكلة.
المؤلف سعودي والقارئ سعودي والوسيط ( التاجر) غير سعودي. إذا كانت المبيعات في المعرض بعشرة ملايين فقد خرجت هذه الملايين من المملكة العربية السعودية. لم يضخ منها ريال واحد في الاقتصاد السعودي. النشر لا يشبه صناعة الصواريخ البالستية . لا ينطوي على أي درجة من التعقيدات. يوجد في المملكة مؤسسات سعودية خبيرة في صناعة النشر.
أين المشكلة إذا؟ لماذا لا يقوم هذا الناشر السعودي الخبير بنشر الكتاب السعودي؟ إذا وقفنا على رأس جبل ونظرنا جيدا سنرى أن الكتاب السعودي كتابان وليس كتابا واحدا. لكل واحد منهما ثقافته التي يصدر منها. أحدهما يفرض نفسه كخطاب سائد main stream والآخر يبدو أنه خارج هذا السياق. مؤلفات تركي الحمد خارج الخطاب الرسمي. مؤلفات عايض القرني ضمن السياق. هذا التقسيم الوهمي هو المشكلة التي تؤسس لكل المشاكل بما فيها غلاء الأسعار وضياع حقوق المؤلف السعودي. كتاب تحتضنه المؤسسة الثقافية المهيمنة وترعاه ، وكتاب تتصدى له هذه المؤسسة وتقصيه. لا أقصد بالمؤسسة جهازا حكوميا محددا. عندما تفكر بدرية البشر في نشر كتاب لا يطرأ على بالها أبدا ناشر سعودي.
بنية ثقافية عجيبة ترسخت في الأذهان جعلت من الطبيعي أن تجد مؤلفات سيد قطب في مكتبات المدارس الحكومية ولا تجد أثرا لغازي القصيبي فيها. يسمح للمرأة أن تدخل معرض الكتاب في الصباح ولا يسمح لها بعد العصر. يسمح للمرأة أن تقف عند الكاشير في السوبر ماركت مع الرجال ولا يسمح لها أن تقف أمام الكاشير في البنك. خلطة ثقافية ملوخية سرية عليك أن تبلعها وتحمد ربك.
غازي القصيبي وبدرية البشر وعبده خال ومئات آخرون تماهوا مع الإقصاء فتبناهم الناشر الأجنبي. المسألة أبعد من مجرد أسعار. مثل أمراض العمود الفقري. العلة في الظهر والتنميل في أطراف الأصابع. دفع مئات الكتب للهروب خارج الحدود السعودية ثم عودتها مرة أخرى في لباس أجنبي يجعلها كتبا غازية. لا يحق لها أن تكون ضمن المنظومة التي تحرسها المؤسسات الرسمية وتقدم لها الدعم. يكفي أن تتفضل عليها هذه المؤسسات بدخول البلاد خلسة. من يشتكي من الأسعار مازالت رائحة المنطق تتضوع في دماغه، لم يبهر بعد بخلطة الملوخية السرية.
صدقت
يعجني الاسلوب الساخر البليغ و شكرا على التوضيحات و التذكير ... أبو مريم
بالمناسبة فقط وعذرا للكاتب
المتأسلمون يسمونهم وليس المسلمون لننا كلنا مسلمون هم الخلطة السرية من اي طائفة كانت ولكنهم المسيطرون هم السوني وليس الشارب ولو ان الطينة واحدة حين يتفقون على القشور
visitor no 5
visitor no 5 on your face
هممم
الله يخلي البحارنة ويعزهم والله البحرين يعزها ليش؟ محنا شايفين خير منها ,,غير عن الاسعار احين بعد وجامعة البحرين الطماعة اللي تبيع الكتب اغلى من بيع السوق ,,
مقالة رائعة جدا
المقال جدا رائع وواقعي وكتب بإسلوب جميل جدا .... ولكن البحرين شكلها تريد الاتجاه بنفس اتجاه الرياض ......... لا تجعلـــــــــــــــوا معــــــــــــــــــــــرض الكتـــــــــــــــــــاب معـــــــــــــــــــــــرض للتخــــــــــــــــــــــــلف
لشي مستغرب
هههه
عادي كلش عادي
***
الله يعز البحرين وأهلها