أود أن أتقدم بالشكر إلى وزارة الإعلام في مملكتنا الحبيبة على تفضلها بإنشاء إذاعة للقرآن الكريم على موجات FM. وفي رأيي المتواضع أن هذه الإذاعة متميزة عن مثيلاتها ووحيدة في أسلوب بثها، إذ إنها تقتصر في بثها على تلاوة آي الذكر الحكيم ولا تبث الموضوعات الجدلية أو البرامج الفقهية التي سارت عليها إذاعات القرآن الكريم الأخرى المنتشرة في منطقتنا. وغني عن الذكر أن هذه الموضوعات أو البرامج وإن كانت بلا أدنى شك أو ريب مفيدة وسليمة المقاصد والأهداف فإنها تبقى في نهاية الأمر برامج ومواد خلافية، غير متفق على كيفياتها وأحكامها. وما يميز هذه الإذاعة أيضا اقتصارها على ترتيل وتجويد قراء محليين أو خليجيين ذوي أصوات هادئة وغير متكلفة و تساعد على إدخال جمهور المستمعين في خشوع روحاني وتعينهم على تدبر المعاني السامية والعميقة لكلام العزيز الحكيم (سبحانه).
ذلك على عكس غيرهم من القراء المرتلين الكبار والمشهورين الذين على رغم حلاوة وعذوبة وصفاء أصواتهم فإن تسجيلاتهم للأسف مليئة بأصوات المشاغبين الحضور، الذين قلما تخلوا عن المقاطعات عالية النبرات الصوتية والمتضمنة لتكبيرات وتهليلات ذات طابع ومنشأ صوفي، ما يعوق الاستماع والإنصات والتفكر والاستفادة من الآيات الرائعة لكتاب الله الأعظم. بارك الله خطاكم.
عبدالله حبيب الفرج
العدد 576 - السبت 03 أبريل 2004م الموافق 12 صفر 1425هـ