ردا على ما نشر في صحيفة «الوسط» للصحافي القدير حسين خلف بشأن منع فيلم «آلام المسيح» من العرض في إحدى دور سينما البحرين جاء: «ان إدارة الرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الإعلام منعت عرض فيلم «آلام السيد المسيح» في البحرين، وذلك وفق تأكيد لمدير إدارة الرقابة جمال داوود»، وفي تصريح لـ «الوسط» قال داوود: «إن قوانين المملكة تمنع تجسيد الأنبياء والرسل، وبناء على هذه القوانين تم منع عرض هذا الفيلم في المملكة».
إنه لمن المحزن فعلا وفي عصر حوار الحضارات وتقارب الأديان والأفكار أن يُمنع مثل هذا الفيلم من العرض ونحن بلد منفتح وديمقراطي، وهو لا يسيء لأي طرفٍ كان، وخصوصا أن ديننا يحث على التحاور والتقارب.
أما من ناحية ما ذكره الأخ جمال داوود «بأن قوانين المملكة تمنع عرض تجسيد الأنبياء والرسل»، فلا أعتقد أن مثل هذه القوانين هي في مصلحة وخدمة بلادنا، وخصوصا أننا نعيش عصرا ديمقراطيا منفتحا ونريد أن نتقدم على كل المستويات.
تُرى هل تساءلت الدائرة عندما يُعرض في دور عرض السينما من أفلام تسيئ لأخلاقيات الإنسان مثل أفلام الرُعب التي لا أهمية لها سوى تأثيرها على روحية المراهقين وتوليد العنف لديهم مثلا؟ هذا من ناحية، من ناحية أخرى أرغب في توضيح أن هذا المنع يتنافى مع حرية المعتقد والتعبير، وخصوصا أن لكل إنسان الحق بأن يحتفظ بمعتقده. ثم ان هذا المنع ينافي المادة الثانية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على ان لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، من دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، من دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم لن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود. والمادة الثامنة عشرة من الإعلان نفسه والتي تنص على ان لكل شخص الحق في التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة.
ولا أرى أن هذا المنع يسيئ لبلادنا ولا لشعبنا أو ديننا ولا لأية جهةٍ كانت، إلا إذا كانت إدارة الرقابة تخاف على المشاعر الإسرائيلية، لأن «إسرائيل» هي الدولة الوحيدة التي منعته لأنها تعتبر الفيلم يسيئ إليها.
رملة جواد
العدد 576 - السبت 03 أبريل 2004م الموافق 12 صفر 1425هـ