العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ

الرنتيسي يلحق بشيخه

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

17 أبريل 2004

استشهد زعيم حركة حماس في قطاع غزة عبدالعزيز الرنتيسي، أمس متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها في قصف جوي إسرائيلي بالصواريخ استهدف سيارته التي كانت تقله ونجله محمد ومرافقين لهما.

وتوعدت «حماس» بالرد وقالت إن ذلك لن يثنيها عن نضالها من أجل تدمير الدولة اليهودية، بينما قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، إن الاغتيال جاء نتيجة للتشجيع الأميركي للحكومة الإسرائيلية.

وقال مستشفى الشفاء في غزة إن «الرنتيسي أصيب بشظايا في الرأس والعنق» وخضع لعملية جراحية قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

يذكر أن الرنتيسي تولى قيادة الحركة بعيد استشهاد الزعيم الروحي الشيخ أحمد ياسين في الثاني والعشرين من شهر مارس/ آذار الماضي.

ودعا رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل أمس الحركة لاختيار قائد لها في غزة من دون إعلان اسمه، بينما أعلن مسئول في وزارة الخارجية الاميركية في تصريح لشبكة التلفزيون الاميركية «سي ان ان» ان الولايات المتحدة لم تبلغ بعزم لـ «إسرائيل» على اغتيال الرنتيسي ولم تعط أي ضوء اخضر «لإسرائيل» للقيام بهذه العملية. واعتبر وزير الخارجية البريطاني، جاك سترو، عملية الاغتيال عملية غير قانونية، ووصفها بالاستفزازية.


عرفات: ليس من حق أحد أن يتنازل عن حقوقنا

استشهاد الرنتيسي عقب ثلاثة أسابيع من رحيل الشيخ ياسين

الأراضي المحتلة، عّمان - محمد أبوفياض، حسين دعسة، وكالات

استشهد مسئول حركة حماس في قطاع غزة عبدالعزيز الرنتيسي مساء أمس متأثرا بجروح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أكد أمس أنه «ليس من حق أحد في هذا العالم أن يتنازل عن أرضنا وحقوقنا»، ردا على إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش تأييده للإبقاء على قسم من أراضي الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي، ورفض حق العودة للاجئين، بينما حذر العاهل الأردني الملك عبداللّه الثاني من أن عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يؤثر في استقرار وامن منطقة الشرق الأوسط فحسب بل وفي استقرار العالم كله. في غضون ذلك فجر فلسطيني نفسه عند نقطة تفتيش إسرائيلية واستشهد آخران في حادثين منفصلين في كل من رفح ونابلس.

وقال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء في غزة الطبيب قادر أبوصفية أن «الرنتيسي توفي متأثرا بإصابته».

وقال مصدر امني فلسطيني إن صاروخين على الأقل أطلقا من مروحية وأصابا بشكل مباشر السيارة التي كان يستقلها الرنتيسي مع نجله محمد وآحد مرافقيه اللذين قتلا كما اصيب ستة من المارة بجروح.

ونددت السلطة الفلسطينية بالجريمة الإسرائيلية وطالبت المجتمع الدولي بـ «توفير حماية دولية» للشعب الفلسطيني. فيما أشاد الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة عوزي لاندو في حديث للتلفزيون الإسرائيلي باغتيال الرنتيسي مؤكدا أن «إسرائيل» ستواصل سياسة «تصفية الإرهابيين».

وكان الرنتيسي أصبح بحكم الأمر الواقع زعيم حماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين في الثاني والعشرين من مارس/ آذار الماضي.

وقال عرفات في كلمة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني «ليس من حق احد في هذا العالم أن يتنازل عن أرضنا وحقوقنا فشعبنا وقيادته الشرعية المنتخبة هما وحدهما المؤهلان للنطق باسم شعبنا في المحافل العربية والدولية كافة وقرارنا الوطني الفلسطيني المستقل تحميه سواعد أشبالنا وزهراتنا وتحميه سواعد الأبطال الميامين في الوطن والشتات وفي السجون والمعتقلات الإسرائيلية».

وأضاف عرفات، في كلمته التي نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية «في هذا اليوم الوطني للأسير والمعتقل الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته البغيضة يقف الشعب الفلسطيني في جميع المدن والمخيمات والبلدات والقرى وفي مخيمات المنافي والشتات ليؤكد بصوت واحد وقوي: الحرية والاستقلال لفلسطين والحرية والانعتاق لأسرى الحرية».

وتوجه عرفات إلى الأسرى بقوله «أنتم مفخرة الشعب الفلسطيني، وأنتم رواد الحرية وطلائع التحرير وانتم الساعد القوي الذي تحدى ويتحدى جبروت الاحتلال وقيوده وزنازينه وجلاديه ومعتقلاته ويعلن للعالم كله أن شعبنا الفلسطيني لن ينحني لجبروت الاحتلال وجرائمه ومعتقلاته، وأن أبناءنا الأسرى والمعتقلين يعلنون بكل شجاعة ورجولة وهم خلف القضبان أن الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية هي أهداف شعبنا وأسرانا ومعتقلينا التي لا تراجع عنها».

وأضاف أن «حكومة «إسرائيل» التي تحيك المؤامرات والمناورات هنا وهناك لسرقة أرضنا وبناء جدار الضم والتوسع الاستيطاني العنصري، أن هذه الحكومة المتطرفة والمصممة على الاحتلال والعدوان والاستيطان لن تجد من شعبنا غير الصمود البطولي دفاعا عن أرضنا ووطنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية».

على صعيد متصل قال الملك عبداللّه في حوار عقب الخطاب الذي ألقاه في نادي الكومنولث بسان فرانسيسكو نقلته «الإذاعة الأردنية» أمس إنه لا احد سيكون بأمان إذا لم ننجح في حل القضية الفلسطينية حلا عادلا.

وأوضح أن هدف خلق عالم أكثر أمنا وحل مشكلة الإرهاب العالمي والتطرف لا يتم بالتركيز على الجانب الآني المباشر من المشكلة وهو مجرد محاربة المتطرفين، فهذا جزء من الحل إلا أنه لا يعتبر حلا جذريا يعالج المشكلة من أساسها.

وحذر العاهل الأردني الولايات المتحدة من تزايد الشعور بالعداء تجاهها من شعوب المنطقة التي تشاهد الدبابات الإسرائيلية في شارع تسير عليه النساء والأطفال وترى الأمر نفسه مع الدبابات الأميركية في العراق، مطالبا إياها بحل قضيتي فلسطين والعراق «لأنكم مسئولون في نهاية الأمر عن تزايد حالات العداء ما يزيد حال عدم الشعور بالأمن لدى الأميركى العادي». وردا على سؤال بشأن ما على الولايات المتحدة أن تفعله لتحقيق السلام في الشرق الأوسط قال عبدالله «لدينا عملية وكل طرف يعرف ما يجب أن يفعله، وهناك آلية لتنفيذ الهدف الذي أعلنه الرئيس بوش قبل سنتين وهو الدولة الفلسطينية القابلة للحياة التي تعيش جنبا إلى جنب مع «إسرائيل»، وهذه الآلية هي «خريطة الطريق» وما يجب أن يحدث الآن على الأرض هو تطبيق الخريطة».

في غضون ذلك أعرب وزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي عن مخاوفهم أمس من تأثير مبادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون التي ساندها بوش على «خريطة الطريق» للسلام التي يدعمها الاتحاد.

ميدانيا، فجر فدائي فلسطيني نفسه أمس في المنطقة الصناعية القريبة من معبر بيت حانون «إريتز» على الحدود الشمالية لقطاع غزة. وأفاد شهود عيان بأن طائرات مروحية إسرائيلية وصلت إلى المكان وقامت بنقل خمسة من الجرحى الإسرائيليين. وأوضحت مصادر فلسطينية مطلعة أن منفذ العملية هو فادي العامودي (22 عاما) فيما تبنت كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى العملية. وقالت المصادر إنه تم إخلاء المنطقة الصناعية وإغلاقها اثر وقوع الانفجار. واستشهد شابان فلسطينيان أحدهما في رفح جنوب قطاع غزة والآخر في نابلس وسط الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية أمس إن شابا فلسطينيا يدعى فتحي أبوغالي (22 عاما) يعمل في قوات الأمن الوطني الفلسطيني أصيب إصابة بالغة ادخل على إثرها المستشفى في رفح لتلقي العلاج وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجروحه.

وفي الضفة الغربية أشارت مصادر طبية إلى أن شابا يدعى ياسر أبوحبيب (21 عاما) استشهد وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متوسطة وخطيرة نتيجة انفجار وقع الليلة قبل الماضية في احد المقاهي بمخيم عسكر شرق مدينة نابلس وسط الضفة.


شعث يقرر إلغاء زيارته لواشنطن

غزة - وكالات

ذكرت مصادر فلسطينية أن وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث قرر إلغاء زيارته لواشنطن المقررة في الأسبوع الجاري احتجاجا على تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش الأخيرة.


بعد إصابة أميركا بعمى ألوان

شارون يرشد بوش

الوسط - وليد نويهض

هل هي مصادفة أن تغتال «اسرائيل» قائد حماس في غزة عبدالعزيز الرنتيسي بعد أيام من لقاء بوش - شارون في واشنطن؟

وهل هي مصادفة أن تغتال قائد حماس ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين حين كان وزير الخارجية الاسرائيلي في زيارة لمكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني؟

المصادفتان تؤكدان ذاك الرابط السري بين سياسة الولايات المتحدة الدولية وسياسة «إسرائيل» الإقليمية. فكل طرف يقوم بمهمة الآخر. وما يضر بالدول العربية والإسلامية يفيد «إسرائيل» لأن الضعف للجانب العربي يعني المزيد من القوة للجانب الاسرائيلي.

وهذا ما استغلته «اسرائيل» منذ 11 سبتمبر/ ايلول حين ربطت مشروعها الخاص في «الشرق الأوسط» باستراتيجية الولايات المتحدة مستفيدة من الغضب الأميركي وانفعالات ادارة البيت الأبيض التي انفجرت ضد العرب والمسلمين من أفغانستان إلى العراق وفلسطين.

كانت أهداف شارون واضحة من وراء دعم الخطة الأميركية وهي تلخيص القضية الفلسطينية وحشرها في عنوان واحد: الإرهاب. وتحت سقف تجميع الأوراق نجحت «اسرائيل» في ربط القاعدة بحماس وجعل الثانية مجرد شبيه فلسطيني للأولى.

وحين نجحت تل أبيب في وضع حماس على قائمة القاعدة، حصلت من البيت الأبيض على ما يسمى بالضوء الأخضر السياسي لتصفية كل ما له صلة بالجهاد الفلسطيني.

من الخطأ قراءة سياسة التصفيات، والتهديد بالمزيد منها، خارج سياق الحرب الأميركية التي أخذت تتداعى وتتدحرج من دون تمييز بين الألوان.

واشنطن بعد 11 سبتمبر أصيبت بعمى ألوان. ومن يصاب بهذا النوع من المرض يحتاج عادة إلى مساعدة. ومصيبة الشعب الفلسطيني، المضافة إلى مصائبه الكثيرة، أن شارون تبرع بأن يكون المرشد الإقليمي لبوش... كان الله في عوننا.


البحرين تصف اغتيال الرنتيسي بـ «إرهاب الدولة»

المنامة - اف ب

أدانت البحرين أمس - ضمن موجة إدانة عربية واسعة - اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة عبدالعزيز الرنتيسي ووصفته بأنه «إرهاب دولة» داعية الدول الكبرى إلى «تحمل مسئولياتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني».

وحذر وزير الإعلام نبيل الحمر من «انعكاساته الخطيرة على عملية السلام»

العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً