تبادل أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر وجنود التحالف مساء أمس إطلاق النار على مقربة من قاعدة للجيش الاسباني عند المدخل الشمالي لمدينة النجف وعلى الطريق المؤدية إلى الكوفة.
وأعلن مراسل «فرانس برس» انه تم إغلاق الطريق التي تربط النجف بالكوفة، وأفاد أنه خلال النهار سمع اطلاق نيران مصدره شمال شرق النجف إذ بدا أن القوات الأميركية حشدت قوات.
وأظهرت محصلة أولية للخسائر مقتل أربعة عراقيين وإصابة 12 آخرين اثنان منهم في حال خطرة.
وصرح مدير عام إدارة صحة النجف بأن القوات الاسبانية استولت على مستشفى الكوفة العام ما اضطر السكان إلى نقل جرحاهم إلى مركز صحة مدينة النجف. وكان الناطق باسم الصدر، قيس الخزعلي، أعلن في وقت سابق أن الوساطة مع قوات التحالف توقفت بسبب عرقلة الاحتلال، معربا عن خشيته من شن القوات الأميركية هجوما على النجف، لكن الناطق باسم الائتلاف دان سينور، نفى هذه المعلومات زاعما أن الائتلاف منفتح على الوساطة.
وبخلاف ما كان في الأيام الماضية، ساد الفلوجة أمس جو من الهدوء الحذر وعادت الحياة إلى ما يشبه وضعها الطبيعي. ودعا علماء الدين العاملون في الهيئات الخدمية إلى العودة إلى أعمالهم وانتشرت الشرطة بشكل كثيف.
ونقل عن نائب رئيس الحزب الإسلامي ورئيس وفد المفاوضات حاج الحسني، أنه تم الاتفاق مع الجانب الأميركي على إحالة العراقيين الذين مثلوا بجثث الأميركيين إلى القضاء العراقي وإحالة الضباط الأميركيين المتورطين في المجازر إلى القضاء الأميركي.
عواصم - وكالات
أكد قيس الخزعلي الناطق باسم رجل الدين مقتدى الصدر أمس أن الوساطة مع قوات التحالف توقفت معربا عن خشيته من شن القوات الأميركية هجوما على النجف «في أي لحظة».
وقال الخزعلي للصحافيين إن «المباحثات والمفاوضات توقفت لأن الوفد المفاوض اخبرنا أن الأميركيين يضعون العراقيل أمام التوصل إلى حلول والموقف آخذ في التصعيد». وأضاف «نحن نتوقع أن القوات الأميركية ستعتدي على النجف في أي لحظة».
وسمع إطلاق نار في شمال شرق المدينة في المنطقة المعروفة باسم بحر النجف إذ يبدو أن القوات الأميركية حشدت جنودها. وقال مساعد قائد العمليات العسكرية في التحالف جنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي إن جنديا أميركيا توفي متأثرا بجراحه بعد هجوم قرب النجف الجمعة. وأضاف أن اثنين من المسلحين أيضا قتلا في الاشتباك.
وقال الخزعلي: «نحن مستعدون للمواجهة ونعتقد أن هذا الاعتداء سيمثل ساعة الصفر لانطلاق ثورة شعبية عارمة». وزعم الناطق باسم قوات التحالف جارث بيلى أن النجف وكربلاء ليستا من أهداف التحالف. وقال «إنه يتعين على الصدر ألا يستغل المدينتين لأسباب شخصية»... نافيا وجود مفاوضات حاليا.
في الإطار ذاته أعرب أعضاء في مجلس الحكم عن أملهم في ألا يحدث تدخل عسكري لحل الأزمات خصوصا الأزمة الحالية بين الصدر والقوات الأميركية. ويعتقد العضو إبراهيم الجعفري أن الخيار العسكري لحل النزاعات فاشل. وقال «نرفض جملة وتفصيلا أن يستخدم السلاح من قبل التحالف في قتل العراقيين». ورأى نصير الجادرجي «إن تصرفات الإدارة المدنية خلال المرحلة الماضية كانت بعيدة عن المفهوم الديمقراطي لتفردها باتخاذ القرارات».
وكشفت صحيفة «المؤتمر» أمس أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وضع قائمة تضم 100 شخصية ستشكل منها الحكومة العراقية الجديدة استبعد منها الصدر وأنصاره.
في غضون ذلك قررت قيادتا «جيش محمد» و«جيش المهدي» في بيان مشترك نقل العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال إلى بغداد. وأعلنت هيئة علماء المسلمين تأييدها للصدر ودعت جميع العراقيين لطرد قوات الاحتلال.
وقال محمد عياش الكبيسي ممثل الهيئة في الخارج لقناة «العربية» إن جميع العراقيين الذين يقاومون قوات الاحتلال ومن بينهم الصدر يعملون من اجل تحقيق الهدف نفسه. وأضاف أن الهيئة تدعم مقاومة الصدر وهو يدعم الهيئة لانهما في نفس القارب ويتحملان مسئولية حمايته. وأضاف أن الهيئة أصدرت فتاوى توجب إنهاء الاحتلال.
من جهته أنهى وفد الخارجية الإيرانية أمس مهمة «لتقويم الوضع» في العراق استمرت أربعة أيام. وقال مساعد رئيس الوفد مدير منطقة الخليج في الخارجية حسن صادقي «أجرينا تقويما للوضع، وستجرى مشاورات لاحقة بين طهران ومختلف الأطراف».
من ناحية أخرى وافق مشاة البحرية الأميركية على إعادة الانتشار في الفلوجة في أعقاب محادثات مباشرة مع المسئولين فيها. وأفاد مراسل «العربية» بأن القوات الأميركية انسحبت من مستشفى المدينة.
والتقى مسئولون أميركيون أمس الأول مع وفد يتألف من أحد عشر من زعماء قبائل الفلوجة وذلك في إطار الجهود التي يبذلها القادة العسكريون الأميركيون من أجل وضع حد لحمام الدماء الذي تشهده المدينة. وأكد عضو الحزب الإسلامي أحمد حردان أن القوات الأميركية «تفهمت مطالب أبناء الفلوجة» وأردف «اتفقنا على تسليم الذين مثلوا بجثث الأميركان الأربعة إلى القضاء العراقي».
وأكد عدد من أهالي الفلوجة أن من يتصدى ويقاوم الاحتلال هم أبناء المدينة. ونفوا بصورة قاطعة وجود أبو مصعب الزرقاوي أو أجانب يقاتلون إلى جانبهم. وشهدت المدينة ليلة هادئة لم تقع فيها مواجهات واستمر ذلك حتى نهار السبت.
في تطور أخر أعلن الشيخ عبد السلام الكبيسي المسئول في هيئة العلماء أن اليابانيين اللذين كانا اختطفا خلال الأسبوع الجاري أطلق سراحهما أمس في بغداد. وقال «لقد أطلق سراحهما وهما الآن جالسان إلى جانبي وبصحة جيدة». وذكر أن ممثلا عن السفارة اليابانية حضر إلى مقر الهيئة في مسجد أم القرى لتسلمهما.
وسئل الكبيسي هل أجرت الهيئة اتصالات للإفراج عن جندي أميركي يعتبر أسيرا لدى المقاومين، فأجاب أن الهيئة «لا تهتم سوى بالمدنيين». وفي طوكيو، أكدت الحكومة عملية الإفراج.
وفقد اثر كندي من اصل عراقي منذ تسعة أيام فيما كان عائدا من سجن أبوغريب إذ يعمل في شركة سعودية. وقالت أمه نجاة احمد، «اختفى ابني رفعت محمد رفعت وهو يحمل جواز سفر كنديا منذ 8 ابريل/ نيسان».
وبعث أقارب الإيطاليين الثلاثة المخطوفين في العراق أمس رسالة مأسوية إلى الخاطفين طلبوا فيها إطلاق سراح ذويهم. كما ذكر المدير التنفيذي لشركة (انتير انيرجو سيرفيس) الكسندر ريبينسكي أن الشركة تلقت تأكيدات من وزارة الأمن العراقية بشأن تعزيز إجراءات حماية خبراء الطاقة الروس الذين أعربوا عن رغبتهم بالبقاء.
وذكر تقرير صحافي أن المخابرات الألمانية تلقت تحذيرا بشأن «الوضع الخطير للغاية» في الفلوجة قبل أسبوع من مقتل مسئولي أمن ألمانيين هناك.
ميدانيا أعلن كيميت أن جنديا أميركيا توفي متأثرا بإصابته في هجوم استهدف دورية في جنوب بغداد أسفر كذلك عن مقتل مهاجمين اثنين. وقال إن الجندي الذي لم يحدد جنسيته أصيب في هجوم على دورية بالقرب من نهر الفرات.
وذكرت قناة «الجزيرة» أن خمسة صواريخ سقطت فوق مجمع سكني في شارع النضال بوسط بغداد. ومن جانب آخر انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مستشفى الراهبات في ضاحية الكرادة وسط بغداد ما أسفر عن إصابة شرطي بجروح.
ومن جانب آخر أغارت القوات الأميركية على مسجد الرابع عشر من رمضان القريب من ساحة الفردوس في بغداد واعتقلت شخصين كما ضربت حصارا عن المسجد بعدد من الآليات لكنها لم تقتحمه.
وقال شاهد إن سودانيا قتل في انفجار قذيفة هاون في بغداد بالقرب من فندقين يقيم فيهما الحراس الامنيون العاملون لدى سلطة الائتلاف. كما قتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود أميركيين و جرح ثلاثة آخرون في هجوم شنه مسلحون بقذائف على دورية أثناء سيرها في احد شوارع منطقة الكمالية الضاحية الشرقية لمدينة بغداد.
ولقي عراقي مصرعه أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة أسفل الجسر الرئيسي بكركوك. وذكرت «الجزيرة» أن مقر القوات الأميركية في منطقة الجمرك بمدينة القائم على الحدود العراقية السورية تعرض السبت لهجوم عنيف بعدد من قذائف الهاون.
وأفادت أن القوات الأميركية اشتبكت مع المسلحين في محيط المدينة وفي أحيائها مستخدمة المروحيات والدوريات الراجلة. لكن المقاومة العنيفة أجبرتها على الانسحاب والتراجع. كما أفاد شهود عيان بأن مسلحين عراقيين اثنين قتلا في الاشتباكات.
وشن مجهولون هجوما مسلحا على الآبار والمنشآت النفطية في منطقة عين زالة شمالي محافظة الموصل الليلة قبل الماضية ما أسفر عن مصرع حارسين كرديين كانا يتوليان تأمين الموقع إضافة إلى إصابة خمسة أكراد آخرين.
لندن - أ ش أ
طلبت الشركات العسكرية الخاصة التي تتولى حراسة المقاولين الأجانب في العراق السماح لها بحمل أسلحة أكثر قوة بعد سقوط عدد من أفراد الأمن قتلى في اشتباكات مع أفراد المقاومة.
وذكرت صحيفة «الغارديان» أمس أن هذه الشركات تشعر بقلق كبير بعد عجز قوات التحالف أو عدم رغبتها في مساعدتها خصوصا أثناء تعرض أفراد الحراسة العاملين بها لإطلاق النار من جانب رجال المقاومة. وأوضحت أن طلب الشركات سيثير المخاوف إزاء اللوائح التي تعمل في ظلها وإمكان عدم الفصل بين دورها الرسمي والواقع الذي تعمل في ظله أثناء الاشتباكات.
ونسبت الصحيفة إلى أحد المصادر قوله إن الشركات قد تضطر إلى حمل أسلحة ثقيلة إذا لم تجد استجابة لطلباتها.
ضحايا المواجهات في اليوم الرابع عشر
الفلوجة: 732 قتيلا و1340 مصابا
الصدر: 67 قتيلا و 36 مصابا
النجف: 43 قتيلا و257 مصابا
الموصل: 47 قتيلا و36 مصابا
الناصرية: 30 قتيلا و51 مصابا
بغداد: 25 قتيلا و28 مصابا
بعقوبة: 18 قتيلا و65 مصابا
كركوك: 16 قتيلا و32 مصابا
الحويجه: 13 قتيلا و20 مصابا
العمارة: 12 قتيلا و27 مصابا
الكوت: 10 قتلى و11 مصابا
كربلاء: 8 قتلى و28 مصابا
الكوفة: 8 قتلى و27 مصابا
القائم: قتيلين
تكريت: قتيل واحد
المجموع: 1032 قتيلا و1961 مصابا
90 قتيلا أميركيا و31 مصابا
قتيلان المانيان
قتيل سلفادوري و4 مصابين
قتيل أوكراني و5 مصابين
قتيل بلغاري و مصابان
قتيل بريطاني
قتيل ايطالي وإصابة 12
إصابة 3 بولنديين
إصابة 3 البان
فقد جنديين اميركيين ونيوزيلندي
و7 من شركة هاليبرتون وكندي من اصل عراقي
35 مخطوفا من 12 بلدا
المجموع 97 قتيلا و60 مصابا
و35 مخطوفا و11 مفقودين
العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ