العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ

ندوات ثقافية تتناول العلاقة بين «أوروبا وأميركا والإسلام»

مهرجان أصيلة المغربي يبحث حوار الثقافات

تعيش مدينة أصيلة المغربية على إيقاع ندوات ونقاشات معمقة، تحتضنها المدينة المغربية، التي تنتصب وادعة، على ضفاف المحيط الأطلسي، في إطار فعاليات مهرجان أصيلة الدولي، إذ افتتحت ندوات المهرجان الثقافي بندوة تحت عنوان «أوروبا وأميركا والإسلام»، شاركت فيها مجموعة من الأسماء المعروفة على صعيد الوطن العربي، في مجالات العلم والثقافة والأدب.

وقد أجمع المشاركون على ضرورة تحديد المفاهيم، وضبط المصطلحات، حتى لا يتم الخلط بين الإسلام والإرهاب، كما دعوا إلى الاهتمام الأكثر بالحوار بين مختلف الثقافات، لتقريب الهوة بينها.

وعن أسباب افتتاح المهرجان بهذه الندوة قال أمين عام منتدى أصيلة محمد بن عيسى في الجلسة الافتتاحية للمهرجان، إن اختيار موضوع الندوة جاء بسبب الرغبة في التوصل إلى مقاربة جديدة للعلاقة بين أوروبا وأميركا والإسلام، قائمة على الفرز بين وجهة النظر الأوروبية ووجهة النظر الأميركية في التعامل مع العالم الإسلامي.

وأضاف أن العالم يعيش نقلة حضارية، تعلن نهاية النهضة الأوروبية وبداية النهضة الأميركية... ما يطرح علامة استفهام كبرى على إطار العلاقات والتوازنات الدولية بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

وفي كلمة ألقتها سفيرة بلجيكا في المغرب كريستين فونيس أكدت السفيرة أن الإسلام بات يشكل جزءا مكونا للحضارة الأوروبية، ولذلك فإن على أوروبا أن تفكر في أن تتوسع جنوبا، كما تعمل على التوسع شمالا وشرقا، داعية إلى التركيز على القواسم المشتركة، حتى لو كانت هناك منظومات ثقافية مختلفة، لما للاستفادة من الثروة الثقافية من أهمية في إغناء حوار الحضارات، ونشر قيم التسامح.

وأكد المشاركون، في ختام ندوة «أوروبا وأميركا والإسلام»، ضرورة اللجوء إلى العلم، والوصول إلى مجتمع المعرفة، لتقليص الهوة بين العالم الإسلامي والمجتمعات الأخرى، وأنه لذلك أضحى من الضروري قيام علاقات تفاعلية قوية ومتطورة لردم هذه الهوة، مع تأكيد أهمية الحرية للوصول إلى المعرفة، وتجسيد التفاعل الفكري والثقافي.

وفي سياق الأنشطة الثقافية، التي يعرفها المهرجان انعقدت بعد ذلك ندوة تحت عنوان «التراث الثقافي المعنوي: التحديات الإشكالية والتطبيق»، وزع خلالها بيان طالب فيه المشاركون المجتمع الدولي بدعم جهود منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، من أجل الحفاظ على التراث المعنوي، مؤكدين أولوية حقوق الإنسان في أي مشروع ثقافي.

ورأى المشاركون في منتدى أصيلة الدولي، أنه صار من الواجب القيام بتعبئة دولية شاملة، وخصوصا في صفوف الأجيال الشابة، لتوعيتها بضرورة المساهمة في الحفاظ على التراث المعنوي للبشرية.

وبالموازاة مع الندوات التي أفسحت المجال لنقاشات مستفيضة في موضوعات حساسة، خصوصا في الظرفية التاريخية والحضارية التي يعيشها العالم الإسلامي الآن، فتحت مدينة أصيلة أروقتها لعرض لوحات فنية لأسماء كبيرة.

وكانت أهم الأروقة، التي لاقت استحسان المتتبعين معرض الفنان ووزير الثقافة المصري، فاروق حسني، الذي تميزت لوحاته الفنية التشكيلية بالبساطة والوضوح، وبالألوان المؤثرة، ما جذب اهتمام زوار أصيلة، الذين تعلموا تذوق الفن التشكيلي، من خلال استمتاعهم سنويا بأعمال رائدة، من مختلف المشارب الثقافية

العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً