العدد 593 - الثلثاء 20 أبريل 2004م الموافق 29 صفر 1425هـ

الفحص قبل الزواج... وقاية وأمان

هناك الكثير من الأمراض التي لا تحدث أو تتكاثر بفعل الميكروبات أو الجراثيم، ولكن السبب الرئيسي في وجودها وازدياد نسبتها هو انتقالها من الوالدين إلى الأطفال أي بالوراثة. ومع الأسف فإن معظم تلك الأمراض الوراثية تكون مستعصية، ولا يوجد لها علاج فعال وطبعا فإن الضحية دائما ما يكون فيها الطفل البريء الذي يتطلع إلى الحياة بكل نشاط ومرح، راغبا في التمتع بطفولته، ولكن هناك ما يمنعه من ذلك، ألا وهو ذلك الداء الوراثي الذي انتقل اليه من دون أي اشعار أو ذنب يقترفه. لذلك فإن من الواجب منع حدوث هذه المجموعة من الأمراض، وان أحسن سبيل لذلك هو الوقاية. وإحدى وسائل الوقاية هو الفحص قبل الزواج، ولحسن الحظ فإن هذه الخدمة متوافرة في المراكز الصحية التابعة إلى وزارة الصحة في مملكة البحرين، وبالمجان.

فما الهدف الرئيسي من هذه الخدمات؟ طبعا هناك أهداف كثيرة ومتنوعة، ولكن أهمها هو ما يتعلق بالآتي:

أولا: تحديد المخاطر الوراثية

إن الفحص قبل الزواج يبين مدى اصابة أحد الوالدين أو كلاهما بالأمراض. كما أنه بالامكان اكتشاف ما اذا كان أحد الزوجين أو كلاهما حاملين للمرض، ففي معظم الحالات قد يبدو الزوجان أو كلاهما في صحة جيدة، بينما يكون أحدهما أو كلاهما حاملا للصفة الوراثية لمرض ما. وبالتالي فإن هذا الفحص يكشف تلك الصفة الوراثية ويبين مدى خطورة واحتمالات اصابة الجنين بالداء نفسه.

ثانيا: خفض معدل الإصابة بالأمراض الوراثية

طبعا هذا هو أحد الأهداف الرئيسية للفحص قبل الزواج وهو خفض معدل اصابة الجيل الجديد بالأمراض الوراثية. فعلى سبيل المثال عندما يتم اكتشاف اصابة الشخص أو حمله مرضا معينا، يستطيع الطبيب ان يخبر الوالدين بمدى احتمالات اصابة الاطفال بالمرض وبالتالي ان لم يحدث هذا الزواج فنستطيع ان نقلل من نسبة ذلك المرض بين الناس.

ثالثا: القضاء مستقبلا على الأمراض الوراثية

وطبعا عندما نختار السلالة الطيبة في تكوين اجيال المستقبل فاننا نستطيع وبالتدريج التقليل من نسبة هذه الأمراض الموروثة وبالتالي القضاء مستقبلا على هذه الأمراض الوراثية.

تقييم المخاطر

إن الأهداف الرئيسية من تقييم المخاطر كثيرة، منها:

1- التعرف على الوضع الاجتماعي والشخصي للفرد، أي اننا باستطاعتنا اثناء زيارة الزوجين التعرف على هذا الوضع لأن هناك أمورا ومشكلات صحية قد تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوضع الاجتماعي للناس.

2- الأنماط الحياتية غير الصحية: انها فرصة كذلك للتعرف على التصرفات غير الصحية والعادات السيئة المتبعة لدى بعض الناس، مثل التدخين، الإدمان، أو التغذية غير الصحيحة... الخ.

3- الحال الصحية للفرد: هناك بعض الأمراض التي قد تصيب الإنسان وقد لا يشتكي منها الفرد، ولا تكون هناك عوارض لها، وبالتالي لا يحس بها بينما هي على درجة من الخطورة بحيث تحتم علينا اكتشافها مبكرا، وبالتالي وضع أسس العلاج لها، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرهما.

4- الحال النفسية: كثيرا ما يؤدي اعتلال الحال النفسية للإنسان إلى أمراض عضوية وبالاضافة إلى ذلك فانه قد يؤدي إلى تأخر عملية الحمل لدى المرأة. كما أن هناك بعض الأمراض النفسية التي تزداد نسبة انتشارها بين أفراد العائلة. فلو قدر للزوجين المتقدمين إلى الفحص ان يكون بهم أحد تلك الأمراض فباستطاعة الطبيب اكتشاف المرض مبكرا وكذلك يخبرهم عن مدى احتمالات اصابة الجنين بها. وكذلك دراسة خطة مناسبة للعلاج الفعال.

5- البيئة المحيطة بالفرد: تؤثر البيئة المحيطة بالفرد تأثيرا مباشرا على صحته النفسية، فعلى سبيل المثال ان كانت البيئة غير صحية أو كانت البيئة متميزة بالضغوط الاجتماعية فان ذلك يتسبب في اعتلال صحة الإنسان وبالتالي فإن الفحص قبل الزواج يساعد على اكتشاف تلك المخاطر ومن ثم سردها للشخص واعطاؤه المعلومات الكافية عنها ما يساعد في وضع الحلول المناسبة لها.

6- العوائق الخاصة بالمباعدة بين الولادات: طبعا من أحسن طرق تنظيم النسل هو المباعدة بين الولادات، ما يعطي جسم الأم الفرصة اللازمة لكي يعود إلى قوته وبنائه الطبيعي ويعطي الوالدين فرصة للاهتمام ورعاية طفلهم. وقد تكون هناك عوائق لتلك المباعدات مثل الاعتقادات الاجتماعية والدينية فتكون فترة الفحص ما قبل الزواج فرصة لكي يتحدث الطبيب عن هذه الموضوعات للزوجين.

نائب عميد كلية الطب

العدد 593 - الثلثاء 20 أبريل 2004م الموافق 29 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً