علل عميد القبول والتسجيل عيسى الخياط، وعميد كلية العلوم في جامعة البحرين وهيب الناصر في المؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة العربية للمسئولين عن القبول والتسجيل في الجامعات بالدول العربية في اليوم الثالث للمؤتمر، والذي عقد صباح أمس، أسباب عزوف خريجي الثانوية العامة عن الالتحاق ببرامج كلية العلوم لعدة أسباب منها أسباب مجتمعية يعتقد فيها بعض الطلبة بعدم وجود فرص عمل لخريجي برامج كلية العلوم بالإضافة إلى نظرة أولياء الأمور لهذا التخصص، ورغبتهم في أن يحمل أبناؤهم «لقبا» مهنيا كمهندس أو محام أو طبيب.
وأشار كل من الخياط والناصر إلى أن الأسباب الأكاديمية ترتكز على اعتقاد بعض الطلبة بان نسب الرسوب في مقررات برامج الكلية هي أكثر، مقارنة بالتخصصات الأخرى التي تطرحها الكليات ذات الطبيعة النظرية الأخرى.
ورأى العميدان ان هذا السبب هو أهم سبب أدى إلى عزوف الطلبة عن كلية العلوم، وذلك من خلال عرض نتائج أربعة فصول وهم (الفصل الأول والثاني للعام 2001/2002) و(الفصل الأول والثاني للعام 2002/2003)، إذ تبين ان نسبة الحاصلين على تقدير (F) خلال تلك الفصول الدراسية الأربعة هي الأكثر في كلية العلوم، إذ كانت نسبتهم 18,3 في المئة، 16,7 في المئة، و17,2 في المئة، و15,4 في المئة على التوالي من إجمالي النتائج المتحصلة في مقررات كلية العلوم، وقال العميدان إن «هذا أكثر بكثير من تلك النتائج المتحصلة من برامج كلية التربية، إذ تصل نسبة درجة الرسوب (F) في برامجها إلى 1,2 في المئة، و0,07 في المئة، و1,6 في المئة، و1 في المئة على التوالي للفصول السابقة نفسها، ويلي كلية العلوم كلية الهندسة إذ نسبة درجة الرسوب (F)كانت كالآتي: 11,4 في المئة، و11,8 في المئة، و12,3 في المئة، و13,4 في المئة، على التوالي، وليهما كلية إدارة الأعمال إذ بلغت نسبة الرسوب فيها: 15 في المئة، و11 في المئة، و13,4 في المئة، و12,9 في المئة على التوالي.
كما عرض العميدان ان نسبة الحاصلين على تقدير (A) في الفصول نفسها إذ بلغت نسبة الطلبة الحاصلين على هذا التقدير في كلية العلوم: 9,6 في المئة، و8,8 في المئة، و9,6 في المئة، و12,3 في المئة على التوالي وهي النسبة الأقل مقارنة بالكليات الأخرى، وعلى سبيل المثال تتبوأ كلية الهندسة المرتبة الأولى من حيث نسب الحاصلين فيها على درجة (A) إذ كانت النتائج: 15,7 في المئة، و17,1 في المئة، 5,6 في المئة، و12,9 في المئة.
ورأى الخياط والناصر ان مثل هذه النتائج تؤثر على الطالب الذي يصاب بالخوف والرهبة من الالتحاق بالبرامج ذات الطبيعة العلمية التي تتطلب مهارة ذهنية عالية، وتخيل واسع للأفكار، والقدرة على التحليل التنافسي المرتب المتسلسل.
وقال العميدان إن «ما زاد الطين بلة، وزاد من نفور الطلبة من كلية العلوم، هو استحداث حفل توزيع الجوائز على أولئك الحاصلين على لوحة رئيسة الجامعة الشرفية، وتعليق صورهم في حرمي الجامعة ودعوة أولياء أمورهم لهذا الحفل، إذ لم يكن لأي طالب من العلوم نصيب هذا الشرف في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2001/2002، بينما هناك 43 طالبا من إدارة الأعمال، ويليها تقنية المعلومات (32 طالبا) ومن ثم التربية 15 طالبا والهندسة 10 طلاب والآداب ثمانية طلاب والحقوق طالبان.
كما أكد العميدان ان وسائل الإعلام - سواء المقروءة منها أو المسموعة - وعدم وجود الترويج الكاف لبرامج العلوم من قبل الأقسام العلمية، من جملة الأسباب التي تسببت في عزوف خريجي الثانوية العامة عن الالتحاق بكلية العلوم.
15 من موازنة الجامعة
لقسم الإنجليزي
وعرض مدير مركز اللغة الإنجليزية في الجامعة محمد بوليلة المشكلات التي تواجه تعليم اللغة الإنجليزية في المركز والتي تتلخص في أن التعليم في المرحلة بين المدرسة والجامعة يكلف الجامعة 15 في المئة من الموازنة العامة سنويا، وفي المقابل فإن مردود هذا البرنامج التمهيدي من الناحية العلمية لا يتناسب والمصاريف الباهضة. وقال بوليلة إن «عدد الطلبة الذين يلتحقون بالبرنامج التمهيدي يزيد عن خمسة آلاف طالب سنويا - أي أكثر من 25 في المئة من إجمالي طلبة جامعة البحرين - وإن جميع الطلبة في نهاية الفصل (الناجحين والراسبين) يلتحقون معا إلى البرامج الأخرى في السنة الأولى من التعليم الجامعي، وعلى الطلبة الراسبين تقديم امتحانات اللغة الإنجليزية مهما تعددت إلى أن يتمكنوا من اجتيازها».
ملاحظات على سياسة القبول في الجامعة
عدد مدير مركز القياس والتقويم والتطوير الأكاديمي في جامعة البحرين نزار العاني عددا من الملاحظات على سياسة قبول الجامعة ومنها ان أعداد الخريجين من الدراسة الثانوية في المملكة في تزايد مستمر بنسبة تتراوح من 8 في المئة إلى 14 في المئة تقريبا، كما ان نسبة الحاصلين على معدل 70 في المئة فأكثر في تصاعد مستمر ما أدى إلى زيادة عدد طلاب الجامعة خلال خمس سنوات إلى 300 في المئة، بالإضافة إلى زيادة النمو السكاني وزيادة نسبة نجاح الطلبة في الثانوية العامة.
وأكد ان مثل هذه الزيادات ستؤدي إلى إضافة عبء أكبر على الجامعة واصفا الجامعة بـ «الميناء الذي ترسو عليه سفينة خريجي الدراسة الثانوية». ورأى العاني ان «اختلاف المدخلات سيؤدي إلى اختلاف المخرجات ومادامت الجامعة لا تميز بين نوع المخرجات بتنوع فترة دراستهم، فلا يمكن لها أن تمايز بين معايير قبولهم كمدخلات، مؤكدا ان ذلك اعتراف ضمني بتدني مستويات تحصيل الدراسات المسائية».
كما انتقد العاني سياسة قبول الطلبة في برامج البكالوريوس ثم تستدرك ضعف بعض الطلبة بعد سنتين أو ثلاث سنوات من الإهدار المكلف والاكتفاء بإعطائهم شهادة دبلوم نظرية، مؤكدا ان الدبلوم المستدرك لا يمكن أن يعينه لينخرط في سوق العمل بسبب خلل إعداده ونقص برامجه، وفي الوقت ذاته فإن الكلفة التي صرفت عليهم تكون قد ذهبت هدرا لفشلهم في الدراسة.
قال مدير المركز الوطني للقياس والتقويم في المملكة العربية السعودية فيصل المشاري إن «درجة تحصيل الطالب في التعليم الثانوي شرط ضروري للقبول في الجامعات ولا غنى عنه إلا أن المعايير المدرسية وحدها لا تفي بشروط الاصطفاء العادل لوجود التفاوت الكبير في الدرجات التي تكون بيد المدرسة».
وعرض المشاري مبررات السعودية لاختبارات القبول الموحدة، ومنها زيادة أعداد الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات المحددة السعة، وضرورة انتقائهم بحسب الأهلية والاستعداد وارتفاع نسب التسرب من الجامعات وارتفاع نسب الرسوب في المقررات الدراسية، وبالتالي التأخر في التخرج عن الوقت المحدد وكثرة التحول بين التخصصات وبين الجامعات ما يزيد من فترة بقاء الطالب بالجامعة وانخفاض نسبة الكفاءة التعليمية في الجامعات.
وتمنى المشاري أن تسهم امتحانات القبول في معالجة هذه الجوانب السلبية، إذ أثبتت بعض التجارب العالمية أن هذه الاختبارات يمكن أن تتوقع بدرجة معقولة مدى استمرار الطالب في دراسته الجامعية.
جاء ذلك خلال عرضه إلى تجربة المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي بالسعودية والذي يهدف إلى المساهمة في رفع مستوى الأداء والكفاءة في التعليم من خلال قياس المؤشرات التربوية والتحصيلية وإعداد وتقديم وإدارة اختبارات القبول لمؤسسات التعليم العالي.
وأكد ان المركز يهدف من خلال توحيد اختبارات القبول إلى انتظام الاختبارات في مادتها وأسلوبها وأهدافها وتوحيد معايير القبول في الجامعات المختلفة، واستخدام معايير جديدة بالإضافة إلى درجة الثانوية العامة للقبول وبناء اختبارات قبول على أسس علمية متعارف عليها عالميا، والانعكاس الإيجابي على مسيرة التعليم العام
العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ