وجه طفولي يطل ببراءة من إحدى الفتحات، جسد مسجى ومتقطع على الصخور، منظر للغروب وهو يتخلل صارية أحد القوارب، ثياب علقت وقد اتسخت بالألوان، لم يكن ما رأيناه هلوسة ولكنها مشاهد انطبعت في الذاكرة، إبان معرض التصوير الفوتغرافي، الذي نظم في قاعة جمعية البحرين للفنون التشكيلية بالمنامة، ضمن فعاليات ملتقى أصيلة الثقافي.

الدلالات اختلفت والرموز تشعبت، ولكنها في النهاية تحمل رؤية فنية، مرتبطة بصاحب الصورة، فقد عكف غالبية المشاركين على انتقاء أفضل الوسائل التقنية، لإظهار أعمالهم بصورة مغايرة عن السائد والمألوف، فمنهم من من طبع صورته مرتين وربما ثلاث مرات، باستخدام المرشح ذو الألوان المتعددة، وآخر تلاعب في الترشيحات حتى يظهر الورود بطريقة مختلفة، في حين آثر بعضهم طبع «نكتيفين» في وقت واحد ودمجهما ببعضهما بعضا.

وفي عمل تجسيدي كسر إيقاع العرض الكلاسيكي للصور بتميزه وتفرده، تلطخت الملابس ونطقت الصورة، حين استعان الفنانان علي محمد وعباس الموسوي، بصورة كبيرة التقطت للأخير، وهو يرسم لوحة ارضية ضخمة باستخدام اللونين الأبيض والأحمر، بغرض تحقيق رقم قياسي في موسوعة غينيس العالمية، بالإضافة إلى تعليق ملابسه التي تلطخت بالألوان على حبل طويل ممتد في خط متوازٍ مع الصورة التي مدت على الأرض، الأمر الذي شكل مزيجا غير مألوف ما بين الفعل والنتيجة.

وعلى هامش الافتتاح التقينا الفنان حيدر أكبر، ليحدثنا عن مشاركته وانطباعه عن المعرض، إذ قال: «يقام هذا المعرض بشكل سنوي بمعدل كل سنتين، ولكن بما أنه قد حصل نوع من التأخير هذا العام بسبب ظروف طارئة، فإننا ارتأينا المشاركة ضمن ملتقى البحرين - أصيلة للثقافة والفنون، لنبرهن بأننا على قدر المسئولية. وأما بالنسبة إلى الأعمال المشاركة اليوم، فإنني أرى أنها تحمل موضوعات متباينة، تعكس ثقافات مختلفة، فأنا مثلا أحب أن أتناول موضوعات الغروب والشروق والتراث والأشياء القديمة، ودائما ما ألجأ إلى الأشياء الطبيعية».

أما الفنان علي محمد فعلق على الأعمال التي قدمها بالقول: «شاركت في هذا المعرض بثلاث لوحات مركبة، مقسمة إلى نصفين بداخل إطارات خشبية، تتدلى من على حبل طويل بين إسطوانتين إسمنتيتين، ففي النصف الأول وضعت صورة لثوب نشل صغير، وفي الجهة الأخرى لصقته كما هو في الواقع، وبللته بالماء حتى يبدو كما في الصورة وهو يتقطر، وفي اللوحة الأخرى عملت الأمر ذاته، ولكنني علقت ثلاثة جواريب مختلفة الألوان، أما في اللوحة الأخيرة فعلقت (تي شيرت) صغيرا»