بكل ثقة وعزيمة الرجال انتزع سفير الكرة البحرينية فريق الرفاع صدارة المجموعة الخامسة، على إثر الفوز الثمين والمستحق الذي حققه على حساب مضيفه ومنافسه المباشر فريق الريان القطري يوم أمس بهدفين دون مقابل في إطار الجولة الثالثة من دور المجموعات في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وحمل هدف الرفاع توقيع هدافه الدولي إسماعيل عبداللطيف في الدقيقة (36) و(77)، لينفرد «السماوي» بصدارة المجموعة الخامسة بعد تحقيقه الفوز الثالث له في البطولة، ما أدى لحصد العلامة الكاملة برصيد 9 نقاط وضعته على رأس المجموعة، من خلف الريان القطري بـ 6 نقاط، وعزز الرفاع حظوظه في خطف احدى بطاقتي العبور للدور ثمن النهائي بهذا الفوز، وسيواجه الرفاع منافسه الريان الأسبوع المقبل في استاد البحرين الوطني في افتتاح مرحلة الإياب، بينما رفع الوحدات الأردني رصيده إلى 3 نقاط بعد فوزه على النهضة العُماني أمس بهدفين نظيفين كذلك.

الشوط الأول

بداية المباراة عرفت حالة من الحذر المتبادل من الطرفين، اذ سعى كل فريق لجس نبض الآخر من خلال تمرير الكرات في منطقة المناورات ومحاولة خلق بعض الهجمات على الفريق المنافس، في المقابل عمل الرفاع طيلة الشوط الأول على تأمين الدفاع ومن ثم الاعتماد على سرعة الارتداد على مرمى الخصم، مستغلا المساحات التي يتركها لاعبو الريان في منتصف الملعب.

المحاولة الأولى في المباراة كانت لصالح الرفاع عن طريق محمود العجيمي في الدقيقة (4) عندما سدد كرة أرضية من على مشارف منطقة الجزاء انتهت خارج أرضية الملعب، وشهدت الدقائق الأولى الرد من قبل أصحاب الأرض في الدقيقة (7) عبر المهاجم سيدعلي البشير الذي تابع تسديدة زميله فابيو سيزار المرتدة من حارس المرمى علي سعيد غير أن تسديدة البشير انتهت فوق المرمى.

وشهدت المباراة ضغط من قبل فريق الريان القطري سعيا وراء تسجيل هدف التقدم، غير أن صلابة دفاعات الرفاع بتواجد محمد دعيج وحسن خميس وأحمد بوبشيت وداوود سعد ونضال إسماعيل ومساندة خط الوسط صعبت المهمة أمام الريان الذي لم يشكل خطورة كبيرة في تلك الفترة على مرمى الرفاع.

في المقابل، حاول الرفاع استثمار المساحات الخالية في نصف ملعب الريان، من خلال سرعة حسين سلمان وإسماعيل عبداللطيف ومحمود العجيمي، وفي الدقيقة (11) مرر الأخير كرة من داخل منطقة الجزاء للقادم من الخلف حسين سلمان غير أنه سددها فوق المرمى.

وعرفت الدقيقة (16) أبرز محاولات الريان في الشوط الأول وأكثرها خطورة، عندما تلقى فابيو سيزار كرة ساقطة خلف المدافعين داخل منطقة جزاء الرفاع ليستدير ويسددها ناحية المرمى، غير أن براعة الحارس علي سعيد اسعفته ليحول الكرة بصعوبة إلى خارج الملعب لركلة ركنية.

وكان الرفاع أكثر خطورة على رغم السيطرة الميدانية ونسبة الاستحواذ الكرة الأكبر التي كانت لصالح الريان القطري، واستمرت محاولات «السماوي» وأهدر نضال إسماعيل في الدقيقة (26) فرصة افتتاح التسجيل في المباراة، عندما تلقى كرة داخل منطقة الجزاء سددها خارج المستطيل الأخضر.

وترجمة الرفاع خطورته في الدقيقة (36) بعد تمريرة بينية متقنة من محمود العجيمي لإسماعيل عبداللطيف جعلته ينفرد بحارس مرمى الريان عمر باري قبل أن يسدد الكرة من بين رجليه ناحية شباك أصحاب الأرض، مانحا ممثل الكرة البحرينية هدف التقدم وقصب السبق في المباراة.

ورمى الريان القطري بكامل ثقله في الهجوم خلال الدقائق العشر الأخيرة من زمن الشوط الأول، بغية الخروج من الشوط الأول بنتيجة التعادل على أقل التقديرات، ومجددا أثبت دفاع الرفاع أفضيلته أمام هجوم الفريق القطري، من خلال الحد من خطورة لاعبيه على رأسهم البرازيلي افونسو الفيس، واستطاع أصحاب الأرض خلق محاولة وحيدة خلال هذه الفترة كانت في الدقيقة (45) وعبر دربكة داخل منطقة جزاء الرفاع استطاع المدافعون تأمين الكرة فيها دون منح أي فرصة للاعبي الرفاع لاستثمار الكرة التي كانت حائرة، لينتهي الشوط الأول بتقدم «أسود الرفاع» على «أسود الريان» بهدف من دون رد.

الشوط الثاني

في الشوط الثاني واصل أصحاب الأرض النهج الذي انتهى عليه نصف المباراة الأول، عبر الاستحواذ على الكرة ومحاصرة الرفاع في نصف ملعبه، غير أن هذه الطريقة لم تجد نفعا مع ممثل الكرة البحرينية، الذي لم يعان حارسه مرماه علي سعيد كثيرا، في ظل غياب الخطورة الحقيقية من جانب فريق الريان.

وحرمت عارضة مرمى الريان الرفاع من الهدف الثاني في الدقيقة (60)، عندما أطلق حسين سلمان كرة قوية من على مشارف منطقة الجزاء صدتها العارضة قبل أن تتحول إلى خارج الملعب، وتعتبر محاولة حسين سلمان من أبرز محاولاته الربع ساعة الأول في الشوط الثاني. واعتمد الريان خلال الشوط الثاني على الكرات العرضية الهوائية في غالبية محاولاته على مرمى الرفاع، التي لم تشكل أيضا الخطورة المرجوة أمام صلابة دفاعات الرفاع، ومن كرة مرتدة مثالية صنع حسين سلمان وعلي السيدعيسى هدف الرفاع الثاني في الدقيقة (77) بعد أن تبادل الأخير مع إسماعيل عبداللطيف الكرة وتلاعبا بدفاعات الريان، ليواجه اللطيف حارس المرمى عمر باري مجددا، ويسكن الكرة مرة أخرى في شباكه، معلنا هدف تأمين النتيجة بالنسبة لـ»السماوي». وبعد هدف الرفاع جاءت أولى المحاولات الحقيقية للريان في الدقيقة (80) عندما حول البديل محمد صلاح النيل الكرة برأسه ناحية مرمى علي سعيد، غير انها انتهت بجوار القائم الأيسر. واستطاع لاعبو الرفاع المحافظة على نتيجة المباراة بفضل تألق جميع اللاعبين.

تشكيلة الفريقين

دخل مدرب الرفاع البرتغالي خوزيه جاريدو مباراة الأمس بتشكيلة مكونة من علي سعيد في حراسة المرمى وفي الدفاع محمد دعيج وحسن خميس البري وأحمد بوبشيت وداوود سعد إضافة إلى نضال إسماعيل، وفي منتصف الملعب الصربي ميلادين والبرتغالي بيدرو وحسين سلمان (إسماعيل صالح) ومحمود العجيمي (علي السيد عيسى) وفي المقدمة إسماعيل عبداللطيف (الكاميروني مصطفى مختار). في المقابل، بدأ مدرب الريان البرازيلي باولو آتوري المباراة بتشكيلة مكونة من عمر باري في حراسة المرمى، وفي الدفاع عبدالرحمن مصبح والبرازيلي مارسيلو تفاريس وحامد إسماعيل وعبدالغفور مراد، وفي خط المنتصف محمد ياسر ودانيل جومو وفابيو سيزار ويوسف رحمتي، بينما لعب في المقدمة سيدعلي البشير والبرازيلي افونسو الفيس.

«الجوكر»: اللاعبون قدموا أداء راقيا

أكد مدير فريق الرفاع واللاعب الدولي السابق خميس عيد أن الفوز على فريق كبير مثل الريان في عقر داره هو أمر يحسب للفريق والواقفين من ورائه، مبينا أن الرفاع زاد من حظوظه في التأهل للدور الثاني ولم يتأهل بعد، وأن هذا الأمر ينبغي ألا يغيب عن أذهان جميع اللاعبين.

وقال خميس عيد: «لقد قدم فريقنا مباراة راقية تليق بسمعة وتاريخ نادي الرفاع، وكان فيها سفيرا مشرفا للكرة البحرينية... إننا كجهاز إداري نشكر اللاعبين على مقدموه خلال المباراة ونتمنى منهم الاستمرار لتحقيق المزيد من الانتصارات في البطولة الآسيوية»، مشددا على ضرورة المحافظة على التعاون والانضباط من أجل تواصل عملية التصاعد الفني والنتائج الإيجابية، خصوصا أن الفريق سيعود ليلاقي الريان يوم الثلثاء المقبل في المنامة وهو ما يتطلب تحضيرا بدنيا وذهنيا مناسبا.

اللطيف: الفوز جاء بفضل جهود الجميع وصدقت توقعات سعد

أكد نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم وفريق نادي الرفاع إسماعيل عبداللطيف أن الفوز الذي حققه الفريق يوم أمس على حساب فريق الريان جاء بفضل ثمرة وتعاون جميع اللاعبين في الفريق، الذين قدموا أداء راقيا شرفوا من خلاله الكرة البحرينية، مقدما تهنئته الحارة لجميع الرفاعيين وعلى رأسهم رئيس النادي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.

وأشار اللطيف الى أن لاعبي السماوي كانوا على قدر عال من المسئولية بعد أن طبقوا تعليمات المدرب جاريدو في أرضية الميدان، وأن الروح القتالية داخل الملعب والأخوية خارجه كانا أهم الأسلحة التي قادت الفريق للتألق هذا الموسم، مشددا على ضرورة استمرارية التعاون والألفة بين اللاعبين في سبيل تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية على الصعيدين الداخلي في مسابقة الدوري والخارجي في الاستحقاق الآسيوي.

وأوضح المهاجم اللطيف أن الفريق لم يضمن بعد التأهل للدور الثاني، اذ يحتاج إلى 4 نقاط على أقل تقدير من أجل التأهل الرسمي، مؤكدا على ضرورة استمرار الجدية والمواصلة على ذات النهج في المباريات المقبلة.

واختتم «اللطيف» تصريحه قائلا: «لقد صدق حدس زميلي في الفريق داود سعد حينما توقع أني سأسجل في المباراة»، مؤكدا أن مساعدة الفريق هي التي تأتي في المقام الأول بالنسبة إليه قبل التفكير بتسجيل الأهداف من عدمه.

آتوري يؤكد أفضلية الرفاع بالنقاط الثلاث

جاريدو: سجلنا هدفين واستحققنا الفوز بالمباراة

أكد مدرب فريق الرفاع البرتغالي خوزيه جاريدو على مسألة استحقاق فريقه للفوز بمباراة الأمس أمام الريان القطري، وأشار جاريدو خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد المباراة إلى أن المواجهة كانت قوية أمام فريق بحجم الريان، مضيفا: «سجلنا هدفين واستحققنا الفوز بالمباراة وحصد النقاط الثلاث في النهاية».

ورفض المدرب البرتغالي اعتبار أن الرفاع يعتمد فقط على إسماعيل عبداللطيف من أجل تحقيق الانتصارات، نظرا لتسجيله 3 أهداف في هذه البطولة منحت الرفاع 6 نقاط، وتابع: «هذا أمر غير صحيح، فنحن خضنا العديد من المواجهات من دونه هذا الموسم، وحققنا الفوز فيها، إسماعيل لاعب مهم للفريق، ولكن نحن نعلم بروح الفريق الواحد وليس بشكل فردي».

وقال جاريدو أنه تابع الريان في المواجهات السابقة، وعرف أنه يعتمد على تمرير الكرة في الأرض ومن دون التركيز كثيرا على الكرات الهوائية، وعليه فإنه دخل المباراة وعمل على الزيادة العددية في منتصف الملعب، في حين اعترف بانه ركز على أسلوب دفاع المنطقة طيلة المباراة، واعتمد على الكرات المرتدة، متابعا: «هذا أمر صحيح، مع وجود إسماعيل عبداللطيف وحسين سلمان ومحمود العجيمي وعلي السيد عيسى، فإن السرعة تكون متواجدة لدى الرفاع في الكرات المرتدة وهذا ما حصل».

من جانبه، أكد مدرب الريان البرازيلي باولو آتوري على أحقية الرفاع بنقاط المباراة، مشيرا إلى أن «السماوي» كان الأفضل وأثبت أنه يملك عقلية كروية ناضجة، في حين قال: «لم يقدم لاعبو الريان العرض المتوقع منهم، وأنا غير راضٍ عن المردود في هذه المباراة»، موضحا أن الأمور لن تقف عن هذه الخسارة، وأن المجال مفتوح أمام الفريق في المواجهات الثلاث المقبلة، متمنيا أن يحقق نتيجة إيجابية في لقاء الفريقين المقبل في المنامة الأسبوع المقبل.

اللاعبون يشكرون جماهيرهم

تواجدت مجموعة صغيرة من رابطة مشجعين نادي الرفاع في ملعب المباراة بعد أن قطعوا رحلتهم عن طريق البر في سبيل الوصول لمؤازرة فريقهم الذين يعشقونه.

وقد أشاد اللاعبين بالحضور الجماهير الذي بدا كبيرا في نفوسهم رغم قلة العدد، وهو ما اتضح من خلال التحية الحارة التي توجه بها اللاعبون إلى جماهيرهم عقب نهاية المباراة.

وقد أصر اللاعبون على اللجنة الإعلامية بتوجيه الشكر والتقدير لجميع جماهير الرفاع وخصوصا الذين تواجدوا في ملعب الريان.