قبل أسبوعين فقط اتفق الجميع في إسبانيا على أن المنافسة على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم قد انتهت لصالح برشلونة الذي حطم كل الأرقام القياسية في النصف الأول من الموسم بقيادة مديره الفني جوسيب غوارديولا ووسع الفارق الذي يفصله عن منافسه العنيد ريال مدريد حامل اللقب إلى 12 نقطة.
وحطم الكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي وزافي هيرنانديز ومعهم باقي نجوم برشلونة الأرقام القياسية في عدد النقاط والأهداف التي يحرزها أي فريق في هذه الفترة من زمن المسابقة على مدار تاريخ الدوري الإسباني.
كما صاحب ذلك الأداء الراقي والممتع من جانب لاعبي برشلونة الذين سيطروا على مجريات اللعب في معظم المباريات التي خاضوها هذا الموسم.
وعلى النقيض كان أداء ريال مدريد ونتائجه إذ حقق الفريق عدة انتصارات صعبة وبنسبة هزيلة من الأهداف، كما تعرض مدربه الجديد خواندي راموس لموجة انتقادات عنيفة بسبب أسلوبه العنيد الذي يعتمد على الهجوم المرتد الحذر.
وبعد 10 انتصارات متتالية لبرشلونة توقفت انطلاقة الفريق الناجحة في مطلع الأسبوع الماضي بالتعادل مع ريال بيتيس 2/2 قبل أن يعاني الفريق من الهزيمة 1/2 السبت الماضي أمام ضيفه اسبانيول صاحب المركز الأخير في جدول الدوري الاسباني.
وكانت الهزيمة أمام جاره اسبانيول هي الأولى لبرشلونة منذ أغسطس/ آب الماضي.
وما ضاعف من سوء الموقف هو الفوز الساحق 6/1 لريال مدريد السبت على ريال بيتيس ليكون الفوز التاسع على التوالي للفريق.
وأكد هذا الفوز الساحق أن راموس يمكنه قيادة الفريق نحو تقديم عروض جيدة ونتائج مقنعة ومقبولة.
وتقلص الفارق الذي يفصل ريال مدريد صاحب المركز الثاني عن برشلونة المتصدر إلى 7 نقاط فحسب ليسود الاقتناع وسائل الإعلام في العاصمة الاسبانية مدريد أو على الأقل تحاول أن تقتنع بأن فريقها يمكنه أن يتفوق على برشلونة.
لذلك لم يكن غريبا أن يشير صانع ألعاب الفريق زافي هيرنانديز ورئيس النادي خوان لابورتا الأسبوع الماضي إلى سابقة موجعة للفريق وهي تقدمه بفارق 7 نقاط على ريال مدريد في الدوري الاسباني قبل عامين ثم فوز ريال مدريد باللقب في النهاية من خلال نظام النتائج المباشرة بين الفريقين اثر تساويهما في عدد النقاط مع نهاية الموسم.
وفرض نجاح ريال مدريد في تقليص الفارق مع برشلونة نفسه على عناوين الصفحات الأولى بجميع صحف مدريد أمس الأول (الأحد).
وأوضحت صحيفة «إيه بي سي» المحافظة «هناك صراع على الدوري حاليا» بينما أشارت «لا رازون» إلى أن ريال مدريد «يتخلف حاليا بفارق 7 نقاط فحسب».
أما صحيفة «آس» الرياضية، ومعظم قرائها من مشجعي ريال مدريد، فقد اتخذت عنوانا قاسيا ذكرت فيه «انقضوا عليهم» واقتبست صحيفة «ماركا» الرياضية قول الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما «نعم، يستطيعون».
وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفتا «آس» و»ماركا» أن 64 في المئة من قراء «آس» و68 في المئة من قراء «ماركا» يعتقدون أن ريال مدريد ما زال بإمكانه الفوز بلقب الدوري الاسباني.
وذكرت إذاعة «كادينا كوبي» في مدريد أن ظهير أيسر فريق برشلونة إيريك أبيدال أصيب بتمزق عضلي في الفخذ الأيمن خلال مباراة الفريق وأنه سيغيب عن الملاعب لمدة شهرين وهو ما «سيضعف بشدة دفاع برشلونة».
أما محطة «تليمدريد» التلفزيونية فذكرت أن «أزمة أخرى لصامويل إيتو. قد تكون في الطريق».
وأثار إيتو في الأسبوع الماضي غضب مشجعي برشلونة بقوله إنه كان فعلا من مشجعي ريال مايوركا الذي لعب له من 2000 إلى 2004 وأضاف «أعمل فقط لدى برشلونة» وألمح أيضا إلى أنه قد يرحل عن صفوف الفريق عندما ينتهي عقده في العام 2010.
وأثار غوارديولا دهشة الجميع السبت عندما أخرج هداف الدوري الاسباني إيتو من الملعب قبل 25 دقيقة من نهاية المباراة أمام اسبانيول ليترك اللاعب الملعب غاضبا.
ولم يصفح مشجعو برشلونة حتى الآن عن إيتو بعد تصريحاته العدائية ضد زميله السابق البرازيلي رونالدينهو ومديره الفني الأسبق الهولندي فرانك ريكارد في فبراير/ شباط 2007 وهي التصريحات التي ساهمت في تفكك الفريق في ذلك الوقت ليضيع فارق النقاط السبع التي كانت تفصل برشلونة أمام ريال مدريد في الموسم قبل الماضي.
ويأمل مشجعو ريال مدريد ووسائل الإعلام في العاصمة الاسبانية في تكرار الشيء نفسه في الموسم الحالي
العدد 2363 - الإثنين 23 فبراير 2009م الموافق 27 صفر 1430هـ
