يعود زائر مهرجان بوري الأول للتراث في سيره على عجلة الزمن الماضي إلى الوراء ليشاهد مراسم حية للعرس البحريني القديم الذي فاحت منه رائحة المشموم وماء الورد، وأحاطته الأهازيج وتغاريد الأهل والأحبة مهنئة بهذه المناسبة السعيدة، ناهيك عن المطبخ القديم الذي احتوى على طبق عمره يقارب الخمسين عاما وترجع ملكيته إلى الحاج محفوظ الحجيري أحد أبناء القرية، إضافة إلى الكثير من الموجودات القيمة التي عكست اهتمام أهالي القرية بالتراث.
في تلك الأجواء الأصيلة، احتضنت قرية بوري المهرجان الذي أقيم في مأتم الإمام الباقر (ع) بدعم من صندوق بوري الخيري ومركز بوري الثقافي والرياضي ورعاية عضو المجلس الأعلى للمرأة وفية خلف، والمميز فيه مشاركة جميع أهالي القرية بمقتنيات قديمة وبالكثير من الأدوات العتيقة والحرف اليدوية التي مازال أهالي القرية يزاولونها.
بوري - الوسط
قالت عضو المجلس الأعلى للمرأة وفية خلف في مهرجان التراث الأول الذي أقيم برعايتها مساء أمس في مأتم الإمام الباقر (ع) في قرية بوري: «هذه أول مشاركة لنا في مثل هذه الفعاليات، ونحن نشجعها لأنها تحفظ التراث الشعبي عبر السنين وتعرف الجيل الجديد بتقاليد وحرف آبائهم وأجدادهم فتخلق بذلك تواصلا بين الأجيال»، وكانت خلف افتتحت المهرجان، وأعربت عن سعادتها لاهتمام الأهالي بمثل هذه الفعاليات.
وقالت نائبة رئيسة اللجنة الإعلامية في اللجنة النسائية في الصندوق زهراء سلمان: «يهدف هذا المهرجان إلى الحفاظ على التراث والقيم المستوحاة منه وزيادة الترابط بين تعريف هذا الجيل بماضي القرية العريق» وأضافت: «لاقى المهرجان تعاونا من جميع أبناء القرية الذين ساهموا بالكثير من المنتجات، ولم يكن المهرجان سيخرج بهذه الصورة لو لم يتعاون معنا أبناء القرية».
وقد اشتمل المهرجان على زوايا عدة مثل زاوية فرشة العروس التي اشتملت على مقتنيات العروس من ذهب وأدوات الزينة مثل الصندوق المبيت الذي تحتفظ فيه بحاجياتها، والسبات الذي تضع فيه ملابسها، وزاوية منتجات النخلة التي ظهر فيها الحس الإبداعي لأهالي القرية، وتنوعت المنتجات ما بين السلال والمداد والسفر والمهفات، بالإضافة إلى السباك الذي يستخدم لحفظ الرطب والكثير من المنتجات التي تستخدم للزينة وليف النخيل الذي تصنع منه الحبال، والكَار الذي يستخدم لتسلق النخلة. هذا كما تم عرض الأدوات التي تستخدم للتعامل مع خامات أجزاء النخلة مثل المسن والمنجل، وقالت إحدى المشاركات في هذه الزاوية (فاطمة حسن): «مازالت القرية تصنع منتجات سعف النخيل ويزيد الطلب عليها في المناسبات الشعبية ومناسبات الزواج»، و زاوية الملابس الشعبية فقد كانت مما أضفى البهجة على المهرجان بألوانها البديعة وأنواع التطريز .
أما زاوية المطبخ فقد اشتملت على الأواني القديمة، منها قِدْر يقدر عمره بحوالي ستين عاما ويعود هذا القدر لعائلة آل إبراهيم
العدد 616 - الخميس 13 مايو 2004م الموافق 23 ربيع الاول 1425هـ