العدد 626 - الأحد 23 مايو 2004م الموافق 03 ربيع الثاني 1425هـ

شارون يبدأ دفع خطة معدلة للانسحاب من غزة

عرفات يلتقي بسليمان اليوم... واغتيال ثلاثة ناشطين

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

23 مايو 2004

بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، أمس دفع خطة معدلة للانسحاب من غزة ستطرح على الحكومة الأحد المقبل، بعد ثلاثة أسابيع من رفض حزب الليكود خطته لـ «فك الارتباط» مع الفلسطينيين.

وعقد للغرض ذاته - قبل بدء الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية - اجتماعا تشاوريا مع قادة الأجهزة الأمنية للنظر في الخطة البديلة.

إلى ذلك، تدرس الحكومة الإسرائيلية خطة لتعويض الفلسطينيين المتضررين من هدم منازلهم في محور «فيلادلفي» في رفح، وتسعى «إسرائيل» - عبر التلويح بإمكان تقديم تعويضات مالية مغرية لكل من ستشمل عمليات الهدم بيته - جس نبض الشارع الفلسطيني بهذا الخصوص.

ومن جانب آخر، أفادت مصادر فلسطينية أن طائرات مقاتلة إسرائيلية أغارت أمس على مدينة نابلس واغتالت ثلاثة ناشطين فلسطينيين من «كتائب عز الدين القسام» (الذراع العسكري لحركة حماس) و«كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح.


استشهاد ثلاثة من مجاهدي «القسام» و«الأقصى» وإصابة تسعة في نابلس

شارون يحاول إقناع وزراء حزبه بخطته الجديدة

الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات

يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لطرح نسخته المعدلة من خطة «فك الارتباط»، وتقترح «إسرائيل» على الفلسطينيين تعويضا ماليا مقابل الموافقة على هدم منازلهم في محور فيلادلفي جنوب رفح، في وقت استشهد فيه ثلاثة من نشطاء من «كتائب الشهيد عزالدين القسام» (الذراع العسكري لحماس) و«كتائب الأقصى» التابعة لحركة فتح وأصيب تسعة فلسطينيين نتيجة الانفجار الذي وقع في حي رأس العين في مدينة نابلس بعد ظهر أمس.

وقال وزير العدل الإسرائيلي، يوسف لابيد من شينوي إن المرأة المسنة التي شوهدت في رفح وهي تبحث عن أغراضها تحت أنقاض منزلها الذي هدمته الجرافات الإسرائيلية، ذكرته بجدته التي عانت ملاحقة النازيين لليهود.

وكان لابيد يتحدث خلال الجلسة الأسبوعية التي عقدتها الحكومة الإسرائيلية، وناقشت في إطارها العمليات العسكرية في رفح ونوايا الجيش الإسرائيلي بهدم مزيد من المنازل الفلسطينية، وقال لابيد فيما يتعلق بنوايا الجيش بهدم آلاف المنازل بهدف توسيع محور «فيلادلفي»: «سيقومون في نهاية الأمر بطردنا من الأمم المتحدة، وسيُقدم المسئولون عن ذلك إلى المحاكمة أمام المحكمة الدولية في لاهاي وسيقاطعنا العالم بأسره، سيتصدى لنا العالم ويوقفنا بعدما نهدم 100 منزل فقط». وأثارت تصريحات الوزير لابيد موجة انتقادات خلال الجلسة، وطالبه كل من رئيس الحكومة والوزير بنيامين نتنياهو والوزير سيلفان شالوم بالتراجع عن تصريحاته، واستغل شارون الموقف ليوبخ لابيد على تصريحات أدلى بها في وقت سابق، تعقيبا على الحملة العسكرية في رفح، إذ قال لابيد وقتها إن ما يحدث هو كارثة إنسانية وسياسية ناتجة عن بقائنا في غزة.

وبدوره تناول وزير الجيش الإسرائيلي، شاؤول موفاز، خلال الجلسة قضية التعرض للمدنيين في رفح وقال إنه «كان من الممكن تجنب حدوث ذلك، وإن الجيش الإسرائيلي سيستخلص العبر اللازمة من حادث قصف المسيرة التي شارك فيها مئات الفلسطينيين في المدينة وقد أعربنا عن أسفنا حيال ما حدث ونقوم بتقصي الحقائق بشكل جذري وسنستخلص العبر وبحسب تقديراتي، كان من الممكن تجنب ما حدث، لكن علينا أن نتذكر أنه خلال أكثر من ثلاث سنوات ارتكبنا أخطاء قليلة من هذا النوع، وإن الحملة العسكرية في رفح لن تستمر عدة أسابيع، إنما عدة أيام فقط». وكان شارون، بدأ أمس حملة لإقناع وزراء حزب الليكود تمهيدا لتصويت الحكومة على خطة «فك الارتباط» يوم الأحد المقبل، وعقد للغرض ذاته قبل بدء الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية اجتماع تشاوري مع قادة الأجهزة الأمنية من أجل النظر في الخطة البديلة. ويتشاور شارون حاليا مع القادة والمسئولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين بحضور موفاز ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا ايلاند الذي سيطرح تفاصيل «النسخة المعدلة» للخطة.

إلى ذلك تدرس الحكومة الإسرائيلية حاليا خطة لتعويض الفلسطينيين المتضررين من هدم منازلهم في محور «فيلادلفي» الفاصل بين شقي مدينة رفح على الحدود الفلسطينية - المصرية وتسعى «إسرائيل» عبر التلويح بإمكان تقديم تعويضات مالية مغرية لكل من ستشمل عمليات الهدم بيته لجس نبض الشارع الفلسطيني بهذا الخصوص. وتقول المصادر الإسرائيلية إن خطة التعويضات ستشمل كل فلسطيني يوافق على هدم منزله مقابل حصوله على تعويض مالي جيد يسمح له ببناء بيت آخر في مكان بعيد عن المنطقة المحيطة بالمحور والتي تنوي «إسرائيل» توسيعها لمئات الأمتار الإضافية ما يعني هدم مئات المنازل الفلسطينية الممتدة على طوله، ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس على موقعها على الإنترنت أن موفاز ورئيس هيئة الأركان، موشيه يعالون يؤيدان مثل هذا السيناريو الذي تم عرضه أيضا على المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، ميني مزوز خلال جلسة مداولات عقدت أخيرا.

ميدانيا أكدت المصادر الفلسطينية أنها تلقت أشلاء ثلاثة شهداء هم سعيد القطب وسعد زامل عليان وسعد غزال وهم من الكتائب في حين وصل المستشفى عدد من المصابين. وأكد شهود عيان أن الانفجار كان عنيفا وتطايرت أشلاء الشهداء إلى مسافات بعيدة وعلى أسطح المنازل فيما لحقت أضرار بالغة بالمنازل المجاورة إذ وقع الانفجار في احد أكثر أحياء المدينة اكتظاظا بالسكان. وذكر الفلسطينيون أن الانفجار ناجم عن إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخا باتجاه السيارة إذ سبق العملية تحليق مكثف لطائرات «إف16» في سماء المدينة. وفي رفح دمّرت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في فلسطين، ناقلة جند إسرائيلية في حي البرازيل في مدينة رفح. وفي رام الله ذكرت مصادر فلسطينية أن مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان سيطلب من «إسرائيل» إيضاحات بشأن خطة الانفصال التدريجية التي يبلورها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ارييل شارون وأن سليمان سيلتقي اليوم مسئولين فلسطينيين بينهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات

العدد 626 - الأحد 23 مايو 2004م الموافق 03 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً