قال ساسة بارزون إن مجلس الحكم وواشنطن والأمم المتحدة اتفقوا أمس على مناصب مهمة في الحكومة المقبلة إلا أن آخرين لفتوا الانتباه إلى أن القائمة ليست نهائية.
وقال عضو مجلس الحكم أحمد الجلبي: «اتفق المجلس وبريمر والأخضر الإبراهيمي على القائمة»، وأضاف «ليس مؤكدا بنسبة 100 في المئة أن المرشحين سيقبلونها». وأكد سياسي بارز آخر أن القائمة وضعت وستعلن اليوم.
إلا أن وزير الخارجية الحالي هوشيار زيباري، قال إن القائمة ليست نهائية ولم يتم الاتفاق عليها رسميا. وقال الجلبي إن النقطة الوحيدة محل الخلاف تتعلق بمنصب الرئيس. وأوضح أن هناك مرشحين لمنصب الرئيس هما عدنان الباجه جي وغازي الياور. وأضاف أن ثامر غضبان اختير وزيرا للنفط وزيباري للدفاع وبرهام صالح للخارجية وعادل عبدالمهدي للمالية وسمير الصميدعي سيبقى وزيرا للداخلية.
عمّان، عواصم - حسين دعسة، وكالات
أكد المرشح لتولي رئاسة الحكومة العراقية المقبلة أياد علاوي أمس انه سيعمل على تحسين علاقات بغداد مع دول الجوار وأوضح أن أولوياته ستكون أمن البلاد. وقال مساعدون إنه بدأ عملية تشكيل فريقه الحكومي بالاجتماع بمسئولين أميركيين وعراقيين.
وقال علاوي لصحيفة «الرأي العام» الكويتية: «سأعمل على تحسين العلاقات مع جيران العراق وخصوصا الكويت». وأضاف «إن احتلال الكويت من قبل النظام السابق كان طعنة في قلب الأمة العربية... والأولوية في العراق الجديد هي إقامة علاقات جديدة قائمة على الاحترام والثقة».
وشدد على أن «الوضع الأمني سيحتل الأولوية للحكومة العراقية» مؤكدا أن العراق «بحاجة إلى حكومة قوية متجانسة تقوم على أسس وطنية وليس طائفية».
كما أعلن مسئول عراقي أن اللائحة النهائية للحكومة الجديدة ستعلن في نهاية الأسبوع الحالي. وقال العضو الكردي في مجلس الحكم محمود عثمان إن «منصب رئيس (البلاد) موضع تنافس بين غازي عجيل الياور وعدنان الباجه جي لكن يبدو أن فرص الأول أقوى» في أن يتم اختياره.
وأضاف «أتوقع أن يتخذ القرار النهائي اليوم (أمس)» مضيفا ان هذا التعيين يجب أن يوافق عليه رسميا المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي والحاكم المدني بول بريمر. وتابع أن «لائحة الوزراء قد وضعت. وعلاوي سيدرسها وكذلك بريمر والإبراهيمي وسيصدر إعلان اليوم أو غدا على ابعد تقدير».
وقال «إن عددا من أعضاء مجلس الحكم سيتسلمون مناصب في التركيبة الجديدة والآخرون سينضمون إلى المجلس التشريعي الذي سيشكل في وقت لاحق».
وأعرب عراقيون أمس عن الأمل في أن تنجح الحكومة الجديدة في الاستجابة إلى شواغلهم الأساسية بتوفير الأمن وتحسين الوضع الاقتصادي والبطالة وإنهاء حال الاحتلال في البلاد. وبادر عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بالإعراب عن أمله في أن يكون اختيار علاوي خطوة على طريق التحرر الكامل للعراق.
في تطور متصل قال مسئول أميركي: إن واشنطن منفتحة على فكرة أن تراجع الأمم المتحدة تفويض القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق خلال أقل من عام في إطار المفاوضات بشأن صدور قرار جديد.
وبينما تطالب دول لها حق استخدام النقض مثل الصين وفرنسا بوضع قيود على القوة المتعددة الجنسيات قال نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج إن الولايات المتحدة ليس لديها مشكلة في تقديم تنازل وقبول موعد مختلف لمراجعة القرار.
وقال مسئول بوزارة الخارجية إنه على رغم القلق من أن وزارة الدفاع «البنتاغون» لن ترحب بأي انطباع بأن تفويضها سينتهي فإن واشنطن يمكن أن تتحلى بالمرونة بشأن موعد مراجعة القرار لان العراقيين فقط هم الذين سيقررون متى لا يحتاجون لقوات أجنبية.
وفي الإطار ذاته جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك التأكيد على أن مشروع القرار الأميركي البريطاني بحاجة إلى تعديلات إلا انه أعرب عن تفاؤله بالوصول في نهاية المطاف إلى «قرار يكون ايجابيا ومرغوبا فيه». وأشار إلى أنه «شعر خلال اتصاله الأخير» بالرئيس الأميركي جورج بوش «إن الأخير حريص على القيام بما يمكن ان يحظى حقيقة بدعم الجميع».
كما أعلن مساعد وزير الدفاع الأميركي بول وولفوفيتز ان الحكومة العراقية المقبلة ستكون لها كلمتها في العمليات العسكرية، مشددا على وجود «شراكة» بين الجانبين.
إلى ذلك ظهر خلاف بين الولايات المتحدة والأكراد الذين يرون أن واشنطن هربت من مسئولياتها تجاههم خاصة فيما يتعلق «بتطنيش» قانون إدارة الدولة ما يعني تخلي الأميركان عنهم وعن الفيدرالية التي يتمسكون بها.
ميدانيا أفاد مصدر طبي أن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح أمس اثر تجدد المعارك لليوم الثاني على التوالي بين ميليشيا الزعيم الديني المتشدد مقتدى الصدر والقوات الأميركية التي استمرت ثلاث ساعات في الكوفة.
وقال الشيخ محمد الغزاوي من ميليشيا الصدر: «الليلة السابقة كانت هادئة، إلا أن القوات الاميركية التي كانت منتشرة بقوة قامت في الصباح بفتح النار من دباباتها المتمركزة عند جسر الكوفة على مواقع جيش المهدي». وأوضح أن قوات الصدر ردت على النار بالمثل وأطلقوا قذائف هاون وقذائف مدفعية ثقيلة من موقع قريب من احد جوامع البلدة على مواقع أميركية عند الجسر.
وأعلن محافظ النجف عدنان الذرفي السبت انه تسلم رسالة من التحالف تفيد أن اقتراح وقف إطلاق النار الذي عرضه الصدر «ايجابي». وأوضح انه سلم نسخة من الرسالة إلى مكتب الصدر وقلل من شأن الاشتباكات. وقال «هناك انتهاكات للهدنة لكن ذلك يمكن أن يحصل. المهم هو أن الطرفين يشعران بانهما ملتزمان بالاتفاق». وأعلن أن تحضيرات جارية «لكي تتسلم الشرطة السيطرة على الوضع الميداني من الميليشيا».
في غضون ذلك أعلن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أن ميليشيا الصدر تقودها عناصر سابقة موالية لصدام و«إرهابيون» واتهمها باغتيال الزعيم السابق للمجلس محمدباقرالحكيم.
وقال الناطق باسم المجلس الشيخ قاسم الهاشمي للصحافيين: إن «قيادة جيش المهدي اخترقها بعثيون وإرهابيون ولدينا لائحة بأسمائهم». وأضاف ان «هذه المجموعة خططت لمحاولة اغتيال صدرالدين القبانجي وهي المجموعة نفسها التي قتلت محمدباقرالحكيم وعبدالمجيد الخوئي».
من ناحية أخرى قالت الشرطة: إن قذيفة مورتر سقطت قرب مقر إدارة التحالف وسط بغداد وأصابت أربعة بجروح احدهم حاله خطيرة. كما قالت: إن مسلحين قتلوا سياسيا كرديا بارزا وأفرادا من أسرته في كركوك. وأصيب جنديان أميركيان خلال اشتباك مع خلايا المقاومة في الموصل.
وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إن اختصاصيين في أساليب الاستجواب في غوانتنامو أرسلوا في نهاية 2003 إلى العراق حيث شاركوا في إعداد فرق من الاستخبارات الأميركية في سجن أبوغريب. وأوضحت أن هؤلاء الاختصاصيين لعبوا دورا محوريا في أبوغريب طوال شهر ديسمبر/ كانون الأول، وهي الفترة التي شهدت اخطر التجاوزات بحق المعتقلين العراقيين في هذا السجن.
وتابعت ان اختصاصيي أساليب الاستجواب أرسلوا لفترات من تسعين يوما إلى العراق بطلب من الجنرال جوفري ميلر الذي كان في السابق مسئولا عن معتقل غوانتنامو قبل أن يتولى الإشراف على السجون التي يديرها التحالف في العراق.
باريس - أ ف ب
أكد وزير الثقافة العراقي مفيد الجزائري أن الآثار العراقية مازالت تنهب «ليس من المتاحف وإنما من مواقعها الأثرية إذ يوجد في العراق أكثر من سبعة آلاف موقع معظمها مغلق أو لم يبدأ التنقيب فيه». وقال إن عصابات تهريب الآثار تقوم بالتنقيب والسرقة في هذه المواقع، موضحا أن عمليات سرقة وتهريب الآثار لم تبدأ فقط بعد حرب السنة الماضية بل بدأت وتطورت بشكل منظم بعد الحرب مع إيران العام 1991.
وكشف الوزير أن صهر الرئيس المخلوع صدام حسين ارشد ياسين هو من كانت توجه إليه أصابع الاتهام بتهريب الآثار، لكنه أضاف «ان تجربة الثلاثة عشر شهرا الماضية أظهرت أن سرقة الآثار وصلت إلى حدود لم يسبق لها مثيل وأظهرت أن قوات الاحتلال عاجزة تماما عن حماية المواقع الأثرية»
العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ