العدد 642 - الثلثاء 08 يونيو 2004م الموافق 19 ربيع الثاني 1425هـ

الإسرائيليون يختلفون بشأن أهمية خطة الانسحاب

يختلف السياسيون والمعلقون الإسرائيليون في الرأي بشأن ما إذا كان قرار الحكومة الإسرائيلية الذي طال انتظاره بشأن خطة ارييل شارون بالانسحاب من قطاع غزة هو إنجاز له أهمية تاريخية أم مجرد استسلام مشروط لمعارضي الخطة.

وتمثل الوثيقة التي استطاع شارون في نهاية المطاف تمريرها داخل حكومته الأحد الماضي إعلان نوايا بالانسحاب بشكل أحادي الجانب من قطاع غزة ومساحة محدودة من الضفة الغربية. ولكن الخطة ترجئ القرار الفعلي بإخلاء المستوطنات تسعة أشهر أخرى.

وشبه معلق سياسي إسرائيلي الأمر بقرار الارتباط وشراء خاتم الخطبة وحجز قاعة الزفاف ثم تأجيل قرار المضي قدما في الزواج إلى وقت لاحق. وربما يكون من الأفضل تشبيهه بقرار الطلاق من الفلسطينيين ثم إرجاء توقيع أوراق الطلاق لحين استكمال جميع الترتيبات.

فأقل ما توصف به الصياغة النهائية للخطة - وهي نتاج أسبوعين تقريبا من المناورات السياسية والمحادثات الرامية للوصول إلى حل وسط بين المتشددين ومؤيدي شارون - أنها غامضة، كما يمكن الوصول إلى حد القول إنها متناقضة في شروطها.

فالوثيقة تنص من جهة على أن الحكومة تسمح بتنفيذ خطة شارون المعدلة بفك الارتباط التي جرى تلخيصها في ملحق إضافي ينص صراحة على إخلاء جميع المستوطنات في قطاع غزة، علاوة على أربع مستوطنات أخرى في الضفة الغربية.

ولكنها تؤكد من جهة أخرى أن «هذا القرار بذاته ليس قرارا بإخلاء المستوطنات». وتسمح الخطة لطاقم العاملين مع شارون بالمضي قدما في إعداد ترتيبات إخلاء 25 مستوطنة في غزة والضفة الغربية مقسمة على أربع مجموعات، ولكنها تلزم رئيس الوزراء بالحصول على موافقة مستقلة من أعضاء الحكومة على الإخلاء الفعلي لكل واحدة من المجموعات الأربع فور استكمال الترتيبات.

وأبلغ شارون الحكومة أن مرحلة الاستعدادات ستستكمل في الأول من مارس/ آذار المقبل. ويشير الملحق الإضافي إلى وجود نوايا لاستكمال عملية الانسحاب بحلول نهاية العام 2005.

وأتاحت الفقرة التي تنص على أن الخطة لا تعطي ضوءا أخضر للانسحاب من المستوطنات الفرصة للوزراء الذين يخشون من دوائرهم الانتخابية المتشددة كي ينأوا بأنفسهم عن أي قرار بإخلاء للمستوطنات، وأن يصوتوا في الوقت ذاته لصالح الخطة.

وكتب المعلق السياسي نيهاما دويك في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هذه الفقرة «لا تقلل من شأن الانتصار الاستراتيجي الذي حققه شارون»، مضيفا أن «الحكومة اتخذت قرارا ينص على أن الإسرائيليين لن يبقوا في قطاع غزة في المستقبل».

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الوزراء الليكوديين الثلاثة الذين كانوا من أقوى المعارضين للانسحاب، وصوتوا في نهاية المطاف لصالح الخطة بعد مراجعتها «اضطروا إلى قبول بعض التغييرات اللغوية التافهة»

العدد 642 - الثلثاء 08 يونيو 2004م الموافق 19 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً