أعلن وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أمس اتخاذ خطوات صارمة للقضاء على المسلحين. مضيفا أنه يدرس احتمال إعلان حال الطوارئ في بعض المناطق. ورفض الشعلان خلال مؤتمر صحافي إعطاء تفاصيل بشأن الخطوات لكنه أوضح أن القرار المحتمل بإعلان الطوارئ «يتوقف على مستوى الخطر في أي منطقة معينة». وشكلت الحكومة غرف طوارئ في الوزارات تعمل 24 ساعة لمراقبة الوضع وتقديم تقارير دورية، كما شكلت وزارة الداخلية غرفة عمليات مركزية للطوارئ من الرتب العليا ترتبط بها غرفة عمليات في مختلف مديريات الشرطة الفرعية. وعلى الصعيد ذاته أصدرت الحكومة أمرا بتجميد الإجازات يشمل الوزراء والوكلاء إلى إشعار آخر، كما أعلن مجلس الأمن القومي اعتبار اللجنة الوزارية المكلفة بالأمن القومي في حال انعقاد دائم. وتشهد الأوضاع في الموصل وبعقوبة والفلوجة توترا عقب «الخميس الدامي». وقصفت طائرات أميركية أمس مواقع في أحد أحياء الفلوجة، ما أدى إلى مصرع 25 شخصا.
واشنطن، عواصم - محمد دلبح، وكالات
أعلن مسئول عسكري أميركي كبير أمس أن قوات التحالف قتلت بين 20 و25 شخصا في غارة جديدة هي الثالثة في غضون أسبوع على الفلوجة، على موقع يعتقد انه مخبأ لشبكة الزرقاوي.
وكان شهود عيان تحدثوا عن إطلاق صاروخين من طائرة على منزل في حي الشهداء جنوب المدينة. وقال الجنرال الأميركي مارك كيميت أن «قوات التحالف شنت ضربة جديدة على مخبأ معروف لشبكة الزرقاوي جنوب شرق الفلوجة استنادا إلى تأكيدات للاستخبارات العراقية والتحالف». وأوضح مسئول عسكري كبير في قوات التحالف طلب عدم كشف هويته أن بين عشرين و25 شخصا قتلوا، لكن تعذر الحصول على تأكيد من مصدر طبي في الفلوجة.
وكان قائد لواء الفلوجة ذكر في وقت سابق أنه أجرى محادثات مع القوات الأميركية حصل خلالها على تعهد بعدم مهاجمة المدينة. وأضاف اللواء محمد لطيف أن القوات الأميركية طلبت منه نشر قوات من اللواء والدفاع المدني والشرطة على الطريق السريع الذي يمر بشرق المدينة حتى شمالها وذلك لتأمين مرور الدوريات الأميركية من بغداد إلى الرمادي من دون مواجهات.
وانتشر لواء الفلوجة بالفعل في مواقع على الطريق السريع لمنع وقوع أية مواجهات مع عناصر المقاومة. وكان اشتباك عنيف وقع صباحا في الفلوجة بين القوات الأميركية وعناصر المقاومة استمر نحو عشر دقائق وذلك للمرة الثانية خلال أقل من 12 ساعة.
وذكر شهود عيان أن طابورا من الدبابات والمركبات المدرعة الأميركية تقدم على الطريق السريع المؤدي إلى الفلوجة من الجهة المقابلة لحي العسكري في شرق المدينة. وواجهت المدرعات مقاومة عنيفة من مسلحين عراقيين قتل خلالها أحد سكان المدينة بينما شوهدت النيران تشتعل في إحدى المركبات العسكرية.
ووقع تبادل اطلاق نار متفرق الليل قبل الفائت وصباح الجمعة بين مقاومين وجنود المارينز شرق الفلوجة ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة سبعة عراقيين بجروح.
ونفى مقاتلون ملثمون في الفلوجة في رسالة مسجلة أن يكون الزرقاوي محاصر في المدينة. واتهم رئيس «مجلس شورى المجاهدين» الشيخ عبدالله الجنابي القوات الأميركية بنقض العهد والميثاق... وحملها مسئولية استمرار التوتر. ونقلت قناة «الجزيرة» عن الجنابي تأكيده على أن تركيز الاحتلال على الزرقاوي يشبه التركيز على أسلحة الدمار الشامل. وقتل ثلاثة من رجال الشرطة وأصيب رابع بجروح مساء الخميس لدى سقوط قذيفة مضادة للدبابات على مركز للشرطة شمال شرق بعقوبة. وأعلن مصدر في دائرة كهرباء بعقوبة أن عائلة مدير عام دائرة كهرباء المدينة المكونة من سبعة اشخاص قتلت الخميس خلال الاشتباكات التي وقعت بين القوات الأميركية والشرطة من جهة ومسلحين من جهة أخرى.
إلى ذلك يؤكد أهالي بعقوبة ورجال الشرطة فيها وجود مقاتلين أجانب، عرب على وجه الخصوص، في المدينة. وعلى صعيد متصل كشف مسئول عسكري أميركي كبير في واشنطن أن المقاتلات الأميركية ألقت 14 قنبلة الأربعاء على الفلوجة وبعقوبة. وأصيب مدني بجروح في هجوم على مركز للشرطة في الموصل التي تعيش حال طوارىء. وقال المتحدث الإعلامي باسم الشرطة إن شرطة المدينة باشرت تطبيق «خطة طوارىء» لضمان الأمن تعتمد على «انتشار واسع لرجال الشرطة وفرض حظر التجوال وإغلاق مداخل المدينة ليلا». كما أعلن متحدث باسم القوى الأمنية في الموصل أن التحقيق بشأن الاعتداءات ضد مراكز الشرطة «صعب جدا». عثرنا على أشلاء متناثرة فقط ولكننا نأمل أن نتوصل إلى نتيجة إذا ما تعاون المواطنون معنا.
كما قتل عقيد في الحرس الجمهوري السابق بأيدي مجهولين قرب كركوك التي فرضت فيها بدورها حال التأهب القصوى تخوفا من اعتداءات مماثلة لتلك التي وقعت الخميس. وقال مدير الشرطة في المدينة العميد تورهان يوسف «لدينا معلومات بشأن تنفيذ اعتداءات إرهابية محتملة (اليوم) السبت على مراكز للشرطة أو مسئولين محليين».
من جهته قال احد أئمة مدينة الصدر إن الهدنة التي أعلنها «جيش المهدي» ستسمح له بتجنب تحمل مسئولية فشل انتقال السلطة. وألغيت صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي في النجف للأسبوع الثالث على التوالي.
إلى ذلك حذر البيت الشيعي أمس من تداعيات اعتقال عضو قيادته وعضو مجلس الحكم المنحل عبدالكريم المحمداوي. واعتبر أن صدور أمر بذلك يدخل ضمن ضغوط تمارس ضد البيت الشيعي وقيادته وتهدف إلى إفشال دوره في تسوية الأوضاع بالمدن المقدسة.
في غضون ذلك عقدت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع أمس بشأن نقل السلطة إلى العراقيين. وكان المجلس وافق بالإجماع في وقت متأخر الخميس على تعيين الجنرال جورج كايسي قائدا للقوات المتعددة الجنسيات في العراق إذ سيخلف الجنرال ريكاردو سانشيز. ومن جهته قال وزير الخارجية الأميركية كولن باول أمس إن مهمة التحالف ستصبح أصعب إذا أعلنت الحكومة العراقية الجديدة الأحكام العرفية بعد تسلمها السلطة. وأعرب عن ارتياحه خلال حديث مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية للتصريحات التي أدلى بها مسئولون عراقيون قالوا فيها انه لا توجد خطط لإعلان الأحكام العرفية.
وقال باول «كان هذا سيجعل مهمتنا في العراق أكثر تعقيدا لأن فرض الأحكام العرفية هو مشكلة بوليسية في المقام الأول لا أمنية». وصرح بأنه بعد مراجعة لاحقة للموقف اكتشف أنه كان من الأفضل تشكيل قوات الأمن العراقية قبل ذلك.
وقال باول أيضا إن الولايات المتحدة قد تحتفظ بوجود عسكري في العراق «لفترة طويلة إلى حد ما» لكن على نطاق اضيق ما هو قائم الآن. وقال «لم نحتل العراق لنقيم قواعد عسكرية في منطقة بين النهرين أو في منطقة الخليج. في وجود عراق ديمقراطي ستتدني الحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في المنطقة كلها.«لكن هذا لا يعني انه سيكون للبلدين مصالح مشتركة تتطلب شكل من أشكال الوجود هنا أو هناك». وقال أعضاء في الكونغرس الأميركي إن الذخيرة التي اشتراها الجيش الأميركي من «إسرائيل» لسد نقص، ينبغي استخدامها فقط للتدريب وليس لمحاربة ثوار مسلمين في العراق وأفغانستان.
واشنطن - أ ف ب
أظهرت وثيقة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن أجهزة الاستخبارات العراقية اتصلت بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في التسعينات للتعاون ضد السعودية، ولكن بغداد رفضت في وقت لاحق المشاركة في عمليات ضد القوات الأميركية المتمركزة في المملكة.
وبحسب هذه الوثيقة التي عثر عليها قبل اشهر في العراق وتحقق من صحتها خبراء الحكومة الأميركية، فان الاتصالات جرت في منتصف التسعينات حين كان بن لادن في السودان. وكان نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين آنذاك يحاول تنسيق عمله مع المنظمات التي تحارب العائلة المالكة في السعودية.
وعند انتهاء الاتصالات مع بن لادن وافق العراق على نقل الدعاية المناهضة للسعودية انطلاقا من أراضيه ولكنه لم يرد على طلب من بن لادن لتنظيم عمليات مشتركة ضد القوات الأجنبية المتمركزة في المملكة منذ انتهاء حرب الخليج الأولى
العدد 659 - الجمعة 25 يونيو 2004م الموافق 07 جمادى الأولى 1425هـ