العدد 674 - السبت 10 يوليو 2004م الموافق 22 جمادى الأولى 1425هـ

حين يكون محرّك التحكيم مخرجا مبدعا وناقدا

إجماع على جوائز الفيلم الروائي

لمرة نادرة في تاريخ مهرجانات السينما العربية، لم يثر أي اعتراض حقيقي وجدي في وجه لجنة التحكيم حين أعلنت في الحفل الختامي لمهرجان السينما العربية في باريس أسماء الأفلام والفنانين الفائزين بجوائز الدورة السابعة. ومن هنا اعتبرت لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الفرنسية بول أوجيه نفسها محققة انتصارا كبيرا. حتى وإن كانت بول أوجيه اعترفت من البداية إلى النهاية بأنها في الأصل لا تعرف شيئا عن «هذه السينما العربية» التي دعيت «بشكل مباغت» إلى أن تقول رأيها فيها. ومهما يكن من الأمر كان واضحا أن النتائج إنما حملت بصمات عضو لجنة التحكيم المخرج المصري يسري نصر الله، أكثر مما حملت بصمات الممثلة الفرنسية المخضرمة. علما بأن يسري نصرالله، كان ناقدا قبل أن يتحول إلى الإخراج.

إذا، كان يسري نصرالله، الذي عرض فيلمه الجديد «باب الشمس» في ختام عروض المهرجان من دون أن يشارك في مسابقته الرسمية، دينامو مسابقة السينما الروائية. ومن هنا كانت الاختيارات مميزة، أو لعلها كانت صحيحة إذ منذ البداية بدا واضحا أن الأفلام الثلاثة الفائزة بالجوائز الثلاث الكبرى هي الأكثر تميزا وقوة واقتناعا. وأتت جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بحسب ما أعلنتها لجنة التحكيم على الشكل الآتي:

جائزة معهد العالم العربي للفيلم الروائي القصير: «كأننا عشرون مستحيل»، إخراج آن ماري جاسر (فلسطين/ الولايات المتحدة الأميركية 2003) مقدارها 2000 يورو. وتمنحها مختبرات GTC في صورة خدمات مختبر لمخرج الفيلم.

جائزة معهد العالم العربي للفيلم الروائي الأول: «الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء» إخراج محمد عسلي (المغرب/ إيطاليا 2004) مقدارها 3000 يورو. وتمنحها مؤسسة (GAN) للسينما لمخرج الفيلم.

في هذه الدورة من المهرجان، أظهر العمل الجماعي لممثلي أحد الأفلام الفريدة المبهرة موهبة كل واحد منهم.

جائزة معهد العالم العربي لأفضل ممثلة وممثل تمنح للممثلات والممثلين الرئيسيين في فيلم «سهر الليالي»، إخراج هاني خليفة (مصر 2003) منى زكي، حنان ترك، جيهان فاضل، علا غانم. خالد أبوالنجا، أحمد حلمي، شريف منير وفتحي عبدالوهاب.

جائزة مارون بغدادي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «عطش»، إخراج توفيق أبووائل (فلسطين 2004) مقدارها 2500 يورو. وتمنحها إذاعة الشرق في باريس لمخرج الفيلم.

الجائزة الكبرى لمعهد العالم العربي للفيلم الروائي الطويل «معارك حب»، إخراج دانييل عربيد (لبنان 2004) مقدارها 7500 يورو. ويمنح معهد العالم العربي في باريس مبلغ 4000 يورو وTitra Films مبلغ 3500 يورو في صورة خدمات مختبر لمخرج الفيلم.

مساعدة معهد العالم العربي للتوزيع لفيلم «معارك حب»، إخراج دانييل عربيد (لبنان 2004) مقادرها 5000 يورو، وتمنح إذاعة فرنسا الدولية (RFI) مبلغ 2500 يورو وإذاعة مونت كارلو - الشرق الأوسط مبلغ 2500 يورو لموزع الفيلم.

جوائز المهرجان للأفلام القصيرة

شهادة تقدير خاصة: «برلين - بيروت» إخراج ميرنا معكرون (لبنان/ ألمانيا 2003). ينبثق هذا الفيلم من فكرة جديدة تحاول المقاربة المرئية بين مدينتين كانتا منقسمتين إلى غرب وشرق قبل أن ينضم شرقهما إلى غربهما. جاءت لنا ميرنا معكرون بفيلم حيوي متألق كي تفتح لنا، بدءا من ظلام حكايتها الشخصية المأسوية، نافذة على العالم وجاءت لنا بفيلم وهو نفسه منفتح على العالم.

شهادة تقدير خاصة: «يعيشون بيننا»، إخراج محمود سليمان (مصر 2003). يكشف لنا هذا الفيلم بحساسية فائقة وبأسلوب واقعي جديد ما يخفى من القصص الصغيرة وهي كثيرا ما تكون قصص الفقر والنساء التي يزخر بها عالمنا العربي.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير: «ريس البحار» إخراج هشام بن عمار (تونس 2002) مقدارها 1500 يورو. ويمنحها معهد العالم العربي لمخرج الفيلم. يقص هشام بن عمار في فيلمه هذا قصة جميلة من قصص الحياة تأتي إلينا وإليه من عالم الصيادين وذلك بلغة شاعرية وبنظرة صادقة صدق شخصيات الفيلم نفسه.

جائزة معهد العالم العربي للفيلم التسجيلي القصير لفيلم «الطوفان»، إخراج عمر أميرالاي (سورية/ فرنسا 2003) مقدارها 2000 يورو. ويمنحها معهد العالم العربي لمخرج الفيلم. اعتبرت لجنة التحكيم أن فيلم الطوفان عملا مرجعيا يوثق لعمليات التلقين الأيديولوجي الفادحة. وهو يلتقط هذا في صورة واقعية جمالية تلتفت بالقدر نفسه وعلى الدرجة نفسها من الحساسية إلى كل من موضوع الفيلم وجمال التعبير الساخر عنه. ولذلك، فاللجنة تعتبره وثيقة مرجعية تنسحب على جميع المجتمعات الشمولية في البلدان التي يسود فيها استبداد الحزب الواحد.

جوائز الأفلام التسجيلية الطويلة

شهادة تقدير خاصة: «الجزائر وأشباحي» إخراج جان - بيير ليدو (الجزائر/ فرنسا 2003). يعتبر هذا الفيلم فيلما يجمع بين البحث الشخصي والاستقصاء الصحافي عن قضية الهوية الجزائرية. فهو يعلمنا التواضع أمام التاريخ ويضع كل شيء في موضعه لأن ما يقوله لنا هذا الفيلم هو أن التاريخ تحمله تيارات عميقة تصل به دائما إلى مناطق جديدة وغير مطروقة. فالذاكرة والتذكر يأخذان بهذا الفيلم وبنا إلى مكان ما في الوعي أو التصور يصبح فيه التصالح والتعايش الودي مع الآخر ممكنا.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الطويل «اجتياح»، إخراج نزار حسن (فلسطين 2002)، ومقدارها 2500 يورو. ويمنحها معهد العالم العربي لمخرج الفيلم. تود لجنة التحكيم التشديد على الوعي والدقة التي تعامل بهما مخرج الفيلم مع موضوعه ومع الاضطهاد الواقع على الشعب الفلسطيني. فهو يساءل الضمير الإسرائيلي بشكل هادئ وموضوعي. ويقوم بذلك ويوظف من أجله لغة وكتابة سينمائية جديدة. وهو في محاولته هذه لإقامة حوار مع الآخر يتجاوز بالصورة الحوائط ونقاط التفتيش.

جائزة معهد العالم العربي للفيلم التسجيلي الطويل لفيلم «اغترابات»، إخراج مالك بن إسماعيل (الجزائر/ فرنسا 2003) مقدارها 3500 يورو. وتمنحها قناة Soread 2M لمخرج الفيلم. تجري حوادث هذا الفيلم في قلب مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، إذ توصل المخرج مالك بن إسماعيل إلى أن يقدم لنا صورة للصدمات والآلام التي أصيب بها المجتمع الجزائري الذي مازال يصارعها وتصارعه حتى الآن. فقد تمازج الفيلم ومخرجه بشكل شديد الحساسية والقرب وفي اللحظة ذاتها مع التحفظ والاحترام، مع ما يعتمل في لبّ هذا العالم من دون أن يتعدى على خصوصيته. ولذلك فإن هذا الفيلم يتسم بطابع مجازي عالمي وهو الذي دفعنا إلى أن نهديه هذه الجائزة

العدد 674 - السبت 10 يوليو 2004م الموافق 22 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً