ما ميّز منطقة النعيم عن غيرها من المناطق هو وعيها للدور المؤسساتي في تنظيم وإدارة المشروعات كافة، وخصوصا مشروع التعليم الديني في المنطقة، إذ بدأ التعليم الديني بمنطقة النعيم بصورته المعاصرة منذ بدايات الثمانينات من القرن الماضي بجهود بعض الشباب المؤمن الذين مازال بعضهم يشارك في التعليم الديني بالمنطقة إما إدارة أو تدريسا. وشهد نقلة نوعية عندما انتقل من إطار الجهود الفردية الى عمل مؤسساتي منظم.
وكان للحوزة العلمية برعاية السيدعلوي الغريفي (تأسست سنة 1962م) دور بارز في تطوير مشروع التعليم الديني الصيفي وتوفير مستلزماته وخصوصا الحوزة النسائية التي أتاحت المكان المناسب لدراسة العدد الكبير من الطالبات، كما وفرت الحوزة بعض المدرسات المؤهلات للتدريس الصيفي.
الى أن تسلم مجلس طلاب العلوم الدينية مشروع التعليم الصيفي منذ زمن طويل قبل تشكله الأخير إذ إن كثيرا من منتسبي المجلس الحاليين هم من القائمين على المشروع منذ تأسيسه، وبرعاية المجلس للمشروع دخل التعليم الديني بالمنطقة مرحلة متطورة جديدة في جانبي الكم والكيف فيما يتعلق بالمشروع.
إذ دخل المشروع في أسبوعه الرابع في ظل عدد كبير جدا من الطلاب والطالبات من مختلف مناطق البحرين ومن أعمار مختلفة، وقد تم توزيع الطلاب والطالبات ضمن مفاصل المشروع التعليمي المختلفة على عدة أماكن في المنطقة.
يتواصل التدريس الصيفي السنوي في هذه العطلة في مصلى العيد بالنعيم إذ بلغ عدد الطلاب المسجلين لهذا الصيف 140 طالبا منهم 80 طالبا من داخل المنطقة و60 من خارجها، وتتوزع أيام الدراسة على ثلاثة أيام في الأسبوع هي السبت والاثنين والثلثاء في الفترة المسائية... ويشمل مشروع التعليم الديني في هذا الفصل تدريس المناهج الدينية المنوعة من علوم القرآن والفقه والعقيدة والأخلاق والسيرة... ويقوم بتدريس الطلاب مدرسون أكفاء من طلاب العلوم الدينية بالمنطقة وبعض المدرسين النظاميين، كما يرافق التدريس بعض الأنشطة المنوعة ويقوم بتنظيم كل ذلك والإشراف عليه إدارة كفوءة من الشباب العاملين برئاسة أحد الإداريين في المجلس الذي يمثل حلقة الوصل مع الإدارة.
يتواصل التدريس الليلي المستمر بمسجد السيدحيدر بانضمام مجموعة من طلاب المدارس للحلقات الدراسية إذ وصل عدد الدارسين إلى نحو 70 طالبا، ويشارك بعض أعضاء «المجلس» بالتدريس في هذا المشروع الذي يستمر طوال العام وينشط خلال الصيف. كما أن هناك أنشطة مشتركة بين هذا التدريس والتدريس في مصلى النعيم ضمن مشروع التعليم الديني.
يشهد التدريس الصيفي لطالبات المدارس إقبالا متزايدا عاما بعد عام، كما يستقطب هذا التدريس الطالبات من مختلف مناطق البحرين (توجد شبكة مواصلات واسعة لمختلف المناطق) ومن مختلف الأعمار ومستويات الصفوف من الابتدائية حتى الجامعة، وبلغ عدد الملتحقات لهذا العام 880 طالبة يتوزعن على فترتين صباحية ومسائية ويشغلن مقاعد الدراسة بالحوزة العلمية النسائية التابعة للسيدعلوي الغريفي، وتشرف اللجنة النسائية بالمجلس إشرافا مباشرا على هذا التدريس من خلال التسجيل والمتابعة وتوفير المدرسات والمواصلات.
تقام دورة سن التكليف لإعداد الفتيات البالغات لتحمل مسئولية التكليف لأول مرة هذا العام بتعاون بين اللجنتين النسائيتين بـ «مجلس العلوم» وصندوق النعيم الخيري، وقد بلغ عدد الملتحقات بهذه الدورة 48 طالبة يدرسن الفقه والأخلاق و بدأت الدورة في منتصف يونيو/ حزيران بتمهيد ابتدائي لأولياء الأمور من خلال محاضرة للسيد عبدالله الغريفي، وتنتهي الدورة في نهاية يوليو/ تموز باحتفال تتويجي للفتيات البالغات .
تتواصل أيضا دروس دورة التجويد التي تشرف عليها اللجنة النسائية المشتركة من المجلس والصندوق وتتوزع على مناطق النعيم الأربع من خلال التحاق ما يقارب من 55 طالبة تقوم بتدريسهن مدرسات حائزات على شهادة الرواية من مراكز تعليمية مرموقة، هذا وستحصل الدارسات على شهادة المستوى الأول بعد اجتياز الامتحان المقرر. وبعد هذه البرامج يستعد مجلس طلاب العلوم الدينية لإطلاق مشروع الدورات السريعة للتعليم الديني، وهي دورات قصيرة مدة كل واحدة منها شهران تتوزع على 16 ساعة معتمدة وتشمل مختلف المجالات في علوم القرآن والفقه والعقائد والأخلاق، وستكون هذه الدورات مسائية بالتعاون مع الحوزة العلمية وستتيح الفرصة لطلبة الجامعة والموظفين للالتحاق بها والاستفادة منها
العدد 686 - الخميس 22 يوليو 2004م الموافق 04 جمادى الآخرة 1425هـ