يعود مؤلف كتاب (حصاد سنين... الغرفة، الإذاعة، الرياضة) محي الدين عبدالله بهلول إلى العام 1961 وهو العام الذي تخرج فيه من المرحلة الثانوية بالقسم التجاري، ويتذكر يوم الإثنين الحادي عشر من شهر يوليو/ تموز من العام ذاته، حين بدأ في البحث عن وظيفة، وكانت تلك الفترة تتميز بالسهولة في الحصول على وظيفة مضمونة.
انضم للعمل بغرفة تجارة وصناعة البحرين، مع أنه حصل على وظيفة حكومية في (دائرة الإعلام) حيث كان يطلق عليها آنذاك وهي تمثل اليوم (وزارة الثقافة والإعلام)، وكان موقع هذه الدائرة محاذيا لباب البحرين ومكانها اليوم بالضبط على موقع البنك السعودي، وكان يتولى رئاستها سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وكانت تضم عددا محدودا من الموظفين من بينهم شقيقه محمود بهلول وحسن النصف وعبدالحميد مفيز، وعلى رغم حصوله على ضمن تلك الدائرة، لكنه فضل البقاء في غرفة تجارة البحرين كما كانت تسمى آنذاك.
وفي هذا اللقاء، سنتجول عبر محطات عديدة مع المؤلف محي الدين بهلول، لكن سؤالنا الأول هو: «من أين انطلقت فكرة إصدار كتاب مشوار العمل في (سيرة حصاد) وكيف بدأتم خطة العمل؟
- محي الدين بهلول: بدأت العمل فعليا في غرفة تجارة البحرين في الحادي عشر من شهر يوليو/ تموز من العام 1961 بوظيفة كاتب على الآلة الكاتبة، ومنذ ذلك التاريخ، استمر عملي في الغرفة طوال 41 عاما، وخلال هذه الفترة الطويلة، تمكنت من أن أجمع كل صغيرة وكبيرة من مستندات وتقارير ومحاضر بجانب الكم الكبير من الصور خلال حضوري كافة الاجتماعات والندوات في الداخل والخارج... كل هذه الأمور مكنتني من امتلاك أرشيف احتوى على الكثير مما هو متعلق بالدورات الانتخابية واحتفالات الغرفة وغيرها من الفعاليات، وانطلاقا من ذلك، وجدت لزاما عليّ ألا تذهب هذه الثروة العلمية من مستندات وصور أدراج الرياح، بل يجب المحافظة عليها لأنها تمثل مؤسسة عريقة تأسست في العام 1939، وهذا ما دفعني قدما إلى الأمام لإصدار كتاب في حق هذه المؤسسة من خلال مسيرتي التي امتدت 41 عاما بعنوان (حصاد سنين)، ولقد كان لي ذلك.
حظي الكتاب بإشادة كبيرة خصوصا من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ماذا تعني لكم هذه الإشادات بعد نجاح الكتاب؟
- محي الدين بهلول: لقد آليت على نفسي ومنذ أول يوم في إعداد هذا الكتاب وحتى إخراجه إلى حيز النور، والذي استغرق إعداده وإصداره أكثر من عامين، أن يصل الكتاب، أولا وأخيرا، إلى القيادة في وطننا العزيز، وفعلا تم ذلك، ولقد تشرفت بمقابلة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، وأهديت سموه كتابي وكم كانت سعادتي وأنا أحدث سموه عن الكتاب، وشكرني وتمنى لكل فرد في هذا الوطن أن يبدع ويقدم ما يشرف الوطن، وكانت حقا مناسبة عظيمة مع صاحب قلب كبير يكن الحب لأبناء هذا الوطن.
ما هي الآلية التي اعتمدتم فيها على تبويب الكتاب وكيف تم توفير مادته الوثائقية والصور؟
- محي الدين بهلول: فيما يتعلق بكيفية توفير المادة، فقد أشرت إليها آنفا، حيث كنت أهوى اقتناء كل ما يلفت نظري من مستندات ووثائق وصور، وهذه لم تكن هواية بقدر ما كانت دافعا وحبا لهذه المؤسسة العريقة، ومن هنا، رأيت أنه لا سبيل لي سوى أن أوثق تلك المستندات والصور والوثائق في كتاب يليق بتاريخ هذه المؤسسة، وقد ساعدني في ذلك الاحتفاظ بكل ما يرمى من قصاصات ورق عند نهاية كل اجتماع أحضره لمجلس الإدارة وهيئة المكتب واللجان الأخرى، وكذلك، كنت حريصا على الاحتفاظ بكل ما يكتبه الأعضاء من ملاحظات وخلافه في الدفاتر التي توزيع عليهم في كل اجتماع يحضرونه، وما زلت احتفظ بتلك القصاصات.
يعتبر الكتاب جولة للمطالع، وخصوصا من جيل الشباب، هل كنتم تنظرون إلى جانب تقديم أنفسكم كنموذج للقارئ البحريني في خدمة البلد لكي يستفيد الآخرون من التجربة؟ ما هي أجمل الذكريات التي حرصتم على توثيقها في الكتاب بالنسبة لكم؟
- محي الدين بهلول: لقد حرصت على أن يكون كتابي مختلفا عن الكتب التي يصدرها الأخوة من أبناء هذا البلد، وفي اعتقادي، فإن من يطلع على الكتاب ويقرأ كل ما جاء فيه، سيكون ملما بمعرفة الكثير عما كان يحدث في الماضي، ولقد ألبست كتابي هذا ثوبا مختلفا عن الكتب الأخرى ولا سيما فيما يتعلق بالغرفة منذ أن وطأت قدمي فيها العام 1961. كيف كانت وماذا قدمت؟ وإلى أين وصلت، كما كان للغرفة النصيب الأكبر مما احتواه كتابي ضمن حيز كبير من صفحاته، وكذلك لن أنسى الرياضة من خلال عضويتي ودخولي في إدارة نادي النسور أولا، ومن ثم الاندماج مع النادي الأهلي، كما كان لإذاعة البحرين من خلال تعاوني معها من مواد إذاعية كالتمثيليات والمسلسلات والقرآن الكريم والحفلات النادرة لعمالقة الغناء مثل عبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حفظ وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، من خلال ما يتم تسجيله من إذاعتي «القاهرة» و «صوت العرب»، بالإضافة إلى مشاركتي في بعض البرامج، وهذه دعوة مني لكل الشباب لأن يطلعوا على الكتاب من أجل الاستفادة والإلمام بمعلومة عن ذلك الزمن الجميل.
وختاما، لقد حرصت على أن يخرج كتابي بالصور النادرة والمميزة، وهذا ما كنت أرنو إليه، وقد تحقق ذلك ضمن كتابي (حصاد سنين) ولله الحمد، وهذا في حد ذاته توثيقا وعنوانا لكتابي الذي أرجو أن أكون قد وفقت في إعداده وتأليفه.
العدد 2780 - السبت 17 أبريل 2010م الموافق 02 جمادى الأولى 1431هـ