تنطلق فعاليات مهرجان التراث السنوي الثامن عشر الذي ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الثقافة والإعلام العام الجاري تحت عنوان «الأسواق الشعبية» الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء الموافق 21 أبريل/ نيسان الجاري بموقع القرية التراثية الجديد بالقرب من قلعة عراد التاريخية، وذلك تحت رعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وقالت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «إن رعاية جلالة الملك لمهرجان التراث يعكس الدعم السامي الذي توليها مملكة البحرين والقيادة بالفكر والثقافة وحرصها على المحافظة على التراث ورعايته الأمر الذي من شأنه إبراز حضارة ومكانة البحرين». مؤكدة أن المهرجان يستعرض تراث وفلكلور البحرين وما تزخر به البحرين من تنوع ثقافي وتراثي غني يعبر عن الهوية البحرينية ويرمز إلى أصالة وتاريخ ووحدة هذا الوطن.
وأضافت أن المهرجان وعلى مدى 18 عاما تمكن من تعزيز مكانة التراث البحريني حتى احتل مهرجان التراث السنوي مكانة متميزة على الساحة الثقافية في البلاد، وساهم في توصيل المفاهيم والقيم التراثية الذي رسخها الأجداد إلى الأبناء والجيل الجديد وعمل على مد جسور التواصل بين القديم والحديث. لافتة إلى أنه بناء على توجيهات جلالة الملك فقد تم اختيار موضوع «الأسواق الشعبية» عنوانا رئيسيا لمهرجان هذا العام الذي من المتوقع أن يحظى بنجاح كبير وخاصة أن الأسواق لعبت أدوارا اقتصادية واجتماعية مهمة انعكست بشكل إيجابي على حياة الإنسان البحريني قديما.
وأكدت وزيرة الثقافة والإعلام أن من أولويات الجانب التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين المتعطشين للتعرف على الجوانب التراثية المختلفة في مملكة البحرين.
وكشفت الوزيرة أن المهرجان هذا العام سيقام في حضرة التاريخ حيث قلعة عراد التاريخية التي تعتبر من أجمل المواقع السياحية في البحرين وخاصة أنها تطل على ساحل بحري وتشكل امتدادا جماليا لمتحف البحرين الوطني، متوقعة أن يشهد المهرجان في دورته الثامنة عشرة نجاحا كبيرا نظرا لتنوع فعالياته هذا العام التي من شأنها أن تثري المهرجان.
من جانبها قالت المدير الإداري للمهرجان يسرى حويدة إن مهرجان هذا العام سينطلق بصورة جديدة نظرا لما يضمه من فعاليات تتنوع بين الأسواق الشعبية بروحها التراثية والبرامج التعليمية والعروض السينمائية والمسابقات للأطفال والجمهور وكذلك المعارض الثابتة والعروض الموسيقية الشعبية. موضحة أن المهرجان يتضمن إقامة معرض تحت عنوان «تاريخ التجارة وتطورها» عبر العصور حيث يقدم نبذة عن تاريخ التجارة في البحرين منذ القدم، إضافة إلى إبراز تاريخ العملات والأوزان وتطورها عبر العصور والأزمنة.
وأشارت إلى أن الجميل في مهرجان هذا العام هو تسليط الضوء على الأسواق الشعبية التي اشتهرت بها البحرين قديما بحيث يتم في كل يوم من أيام المهرجان إبراز سوق من هذه الأسواق كسوق الأربعاء، الخميس، المقاصيص وغيرها من الأسواق التي كانت تلاقي إقبالا كبيرا من مختلف مناطق البحرين، إضافة إلى تقديم فعاليات جديدة من شأنها أن تساهم في إثراء المهرجان إذ تم تخصيص جناح متكامل لتقديم العروض السينمائية، إضافة إلى تقديم أمسية شعرية للشاعر عبدالرحمن رفيع تحمل عنوان المهرجان.
من جانبها ذكرت مصممة الديكور سوسن حيدر أن الموقع الجديد للمهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 29 أبريل من 5 إلى 10 مساء قد شكل تحديا كبيرا للقائمين عليه من حيث الحرص على تنفيذ قرية تراثية بروح جديدة في موقع قلعة عراد التاريخية. موضحة أنه تم وضع خطة متكاملة لتنفيذ هذه القرية من خلال الطاقات البحرينية المتميزة حيث استطاع طاقم العمل إبراز القرية بأسواقها وبيوتها وطرقها. مؤكدة أن هذه القرية ستحتضن الفعاليات التي تقرر إقامتها هذا العام من أسواق شعبية تحكي جانبا جميلا من التراث البحريني وكيفية تعامل الباعة مع الزبائن في هذه الأسواق التي تنتشر في مواقع مختلفة من أرض البحرين.
وأضافت أن القرية تضم أقساما للحرف والصناعات التقليدية والأكلات الشعبية مع تقديم عرض حي لبعض العادات والتقاليد المرتبطة بالأسواق وألعاب شعبية موزعة على المهرجان مع تخصيص قسم تعليمي متكامل يتم من خلاله تقديم برامج تعليمية للأطفال. يشار إلى أن فكرة إقامة المهرجان جاءت بتوجيه من جلالة الملك عندما كان وليا للعهد من منطلق حرص جلالته على ترسيخ العادات والتقاليد البحرينية والمحافظة عليها وتعريف الجيل الجديد بالكثير من العادات ومظاهر الحياة الاجتماعية للآباء والأجداد لتكون باعثا وحافزا لهم على مزيد من الإبداع والإنتاج ومزيد من المساهمة في بناء الوطن ونهضته، يحرص جلالة الملك كل عام على أن يكون المهرجان تحت رعايته، بالإضافة إلى قيام جلالته بتوجيه القائمين على تنظيم المهرجان إلى اختيار موضوع معين من التراث يتم التركيز عليه سنويا.
كما يذكر أن المهرجان يساهم في إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة وكذلك الحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال.
العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ