يحيي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وعمال البحرين - للعام الثامن على التوالي - «عيد العمال» في الأول من مايو/ أيار المقبل، بعد نضال عمالي دام عشرات السنين وبعد تضحيات ومطالب لم تتوقف، وذلك في حفل سنوي يقام بالمناسبة وبرعاية عاهل البلاد، وبمسيرة عمالية تنطلق من أمام مقر الاتحاد بالعدلية، حتى مبنى مجلس النواب في القضيبية.

وأرجع «الاتحاد العام» سبب اختيار خط سير المسيرة إلى تأكيد أهمية الحفاظ على المكتسبات العمالية في التعديلات الجديدة لقانون العمل للقطاع الأهلي، مؤكدا أنها «رسالة إلى أعضاء المجلسين بضرورة التحلي بالإنصاف وعدم الإضرار بالمزايا التي يتمتع بها العمال، بالإضافة إلى ملفات خاصة بالمرأة العاملة، كأوضاع العاملات في رياض الأطفال، والمطالبة بحماية حقوق المرأة العاملة في قانون العمل».

ويأتي «عيد العمال» في وقت مازالت فيه الكثير من القضايا العمالية عالقة لم تجد من يحلها، ليبقى الاتحاد النقابي يراوح في مكانه يطالب هنا وهناك بحل قضاياه على رغم استطاعته - بحزمه - أن يكسب معركة تشكيل مجالس الحوار الاجتماعي، الخصخصة، الأجور وغيرها من المجالس ثلاثية الأطراف التي مازال الاتحاد متمسكا بها لحل الكثير من القضايا العمالية.

وأكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان سيدجعفر المحفوظ أن شعار مسيرة العمال لهذا العام «من أجل بعد اجتماعي في التنمية الاقتصادية» يهدف لتسليط الضوء على أهمية التنمية الاجتماعية وإشراك الجانب العمالي في هذه التنمية بعد أن تم إقصاؤه منها بشكل كامل.

وقال المحفوظ: «إن الرسالة التي نريد إيصالها لجميع الأطراف الفاعلة في هذا البلد، هي أن العمال في البحرين وفي أي مكان في العالم ركن أساسي من أركان التنمية في أي منطقة في العالم وعلى مختلف أوجهه سواء كان اجتماعيا أو اقتصاديا أو حتى سياسيا، وذلك لأن العمال هم الشعب».

وأشار إلى أن عمال البحرين فاعلون ولابد أن يكونوا شركاء في صياغة التنمية، على اعتبارهم المحرك الرئيسي لأي تنمية في أي بلد، وذلك من خلال إشراكهم في برامج التنمية وتشكيل اللجان الثلاثية الفاعلة كمجالس الحوار الاجتماعي، والخصخصة، والأجور، وحتى على صعيد مجلس التنمية الاقتصادية الذي همش الجانب العمالي في كل قراراته.

وبين أن شعار الاتحاد لهذا العام يأتي انطلاقا أيضا من اهتمام منظمة العمل الدولية بشأن التنمية والعدالة الاجتماعية.

وأشار إلى أنه كعادة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السنوية سيكون هناك احتفال برعاية من عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ينظم الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بمناسبة اليوم العالمي للعمال.

وقال المحفوظ: «إن الاحتفال يجري سنويا كالعادة بالرعاية الكريمة لعاهل البلاد، إذ سيشتمل الحفل على الكثير من البرامج منها كلمة راعي الحفل وكلمة لغرفة تجارة وصناعة البحرين وكلمة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وكلمة للمكرمين».

وأضاف: «بلغ عدد المكرمين في الحفل حتى الآن 330 عاملا وهو عدد قابل للزيادة في ظل توارد أسماء من قبل شركات ونقابات عمالية لعمال يراد تكريمهم، مؤكدا أن التكريم يشمل مختلف الوزارات الحكومية والقطاع الخاص الذين تم اختيارهم من قبل شركاتهم تحفيزا على عطائهم ودافعا لهم لبذل المزيد من الجهد لتطوير العمل.

وأكد أن الاتحاد يشاطر العالم أجمع بالاحتفال بهذه المناسبة التي تعبر عن كيان العامل وتعطيه الأمل في الحياة لعطائه المتواصل من أجل خدمة الوطن والتي تستند بداية إلى مجموعة من القيم الإنسانية والفكرية لتحقيق الأهداف المرجوة من أجل الارتقاء في العمل.

وعبر عن سعادته بما حققته المرأة البحرينية من نجاح من خلال تنظيم وزارة العمل وبدعم من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين مؤتمر العمل العربي الذي حظي بإشادة جميع الوفود العربية المشاركة.

وتمنى المحفوظ أن يكون نجاح مؤتمر العمل العربي طريقا لإقرار عاهل البلاد الذي يحرص بشكل مستمر على دعم الحركة العمالية والنقابية في البحرين تجهيزات مقر الاتحاد الجديد على غرار ما حظيت به غرفة تجارة وصناعة البحرين.

«عذاري» تفتح أبوابها لعمال البحرين بالمجان في الثاني من مايو

كشف الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان سيدجعفر المحفوظ عن أن عيد العمال هذا العام سيشهد فعاليات مختلفة عن الأعوام الماضية، إذ سيكون جميع عمال البحرين وأسرهم على موعد مع دعوة الاتحاد بالتنسيق مع الجهات المعنية للاستمتاع بالأجواء العائلية والألعاب في حديقة عذاري بالمجان.

وقال المحفوظ: «إن اليوم الثاني من مايو سيكون الموعد لفتح منتزه عذاري أبوابه لجميع عمال البحرين، لمشاركة الاتحاد احتفالاتهم بعيد العمال».

وأشار إلى أن الاتحاد سيقيم أيضا معرضا للصور يجسد فيه تاريخ الحركة العمالية في البحرين ونضالات رجالاتها، مؤكدا أن الاتحاد وجه دعوة رسمية لوزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لرعاية المعرض.

وأقر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين شعار «يدا بيد من اجل بعد اجتماعي في التنمية الاقتصادية» عنوانا لفعالياته السنوية في عيد العمال العالمي الذي يصادف الأول من مايو في كل عام.

وقال الناطق الإعلامي باسم الاتحاد جعفر خليل «إن الاتحاد أجمع على هذا الشعار لما له من دلالة بالغة في أهمية التضامن بين أطراف الإنتاج لتحقيق النمو المطلوب في مسيرة التنمية الاقتصادية للبلاد». ودعا خليل كل المنتسبين للطبقة العمالية (بحرينيين وغيرهم) إلى الانضمام إلى المسيرة لما تمثله من «ظاهرة عمالية سنوية، تنادي باحترام الطبقة العاملة عبر احترام حقوقها». وسيصاحب الاحتفال بيوم العمال العديد من الفعاليات العمالية منها معرض للصور يحكي قصة العامل البحريني وعرض فيلم وثائقي عن الحركة النقابية في البحرين إضافة إلى فعاليات اجتماعية أخرى سيعلنها في حينها. ومن ناحيته، قال الأمين العام المساعد للأنشطة والمشاريع بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين محمد علي مكي إن «الاتحاد سيقوم بتنظيم التكريم السنوي والمسيرة السنوية في الأول من مايو الذي سيصادف يوم السبت، ثم سيكمل برامجه يوم الأحد في المنتزه».