أعدمت إدارة الثروة الحيوانية ممثلة في قسم الخدمات البيطرية صباح أمس (الثلثاء)، 3 رؤوس من الخيل تأكدت إصابتها بفيروس مرض الرعام «glander»، في حين لم تكشف للمربين التقارير الطبية المخولة بتطبيق عملية الإعدام، أو نتائج تحليلات الدم التي بعثتها للمختبر البيطري الطبي في دبي بالإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، والمؤكدة إصابته بالمرض.

ورفض أحد المربين إعدام جواده أمس، ثبتت إصابته بالمرض، على أمل أن يحصل على علاج وأدوية تحول دون انتقال المرض.

سحب عينات نحو 400 رأس من الخيل... وإجراءات احترازية لتلافي انتشاره

«الثروة الحيوانية» تعدم 3 جياد ثبتت إصابتها بمرض «الرعام» أمس

سار - صادق الحلواجي

عمدت إدارة الثروة الحيوانية ممثلة في قسم الخدمات البيطرية صباح أمس (الثلثاء)، إلى إعدام 3 رؤوس من الخيل تأكدت إصابتها بفيروس مرض الرعام «glander»، في حين لم تكشف للمربين التقارير الطبية المخولة بتطبيق عملية الإعدام، أو نتائج تحليلات الدم التي بعثتها للمختبر البيطري الطبي في دبي بالإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، والمؤكدة إصابته بالمرض.

ورفض أحد المربين إعدام جواده أمس، ثبتت إصابته بالمرض، على أمل أن يحصل على علاج وأدوية تحول دون انتقال المرض والفتك بالجواد، أو أن تكشف إدارة الثروة الحيوانية عن التقرير الطبي الذي يثبت إصابته بمرض الرعام وفق تحليلات الدم.

ومن المقرر أيضا أن تصل إلى الإدارة خلال الأسبوع الجاري أو بداية المقبل نتائج تحليلات دم بعض الخيول التي أرسلت عينات دمها إلى دبي للتأكد من سلامتها أو إصابتها.

كما استمرت الإدارة ضمن 3 فرق حتى أمس في سحب عينات دم من نحو 150 جوادا من مختلف الإسطبلات الواقعة في سار وجنوسان والشاخورة وغيرها، إذ بلغ إجمالي عدد العينات المسحوبة نحو 400 عينة حتى الآن. جاء ذلك بعد انتشار مرض فيروسي قاتل يسمى «الرعام» في بعض الإسطبلات في البحرين ما أسفر عن نفوق أكثر من 100 رأس من الخيل. كما أصدر مجلس إدارة الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة يوم (الخميس) الماضي، وبتوجيهات من رئيس الاتحاد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وفي خطوة احترازية، قرارا بتأجيل بطولة الاتحاد الملكي لقفز الحواجز التي كان مقررا إقامتها يوم (الجمعة) الماضي. كما وجّه قسم الخدمات البيطرية المربين أمس إلى عزل الخيول المشكوك في إصابتها بالمرض المذكور عن الأخرى غير المصابة، والحد من عملية تنقلها بين الإسطبلات حتى الخالية من المرض. فضلا عن إيقاف السباقات الأسبوعية لتلافي انتشار المرض بين فئة كبيرة منها. وألزم القسم الأطباء البيطريين والفنيين بضرورة الالتزام بإجراءات السلامة ومتابعة أي حالات مرضية في الإسطبلات، إضافة إلى لبس الأقنعة والقفازات والملابس الواقية المعقمة عند تنفيذ أية عمليات إعدام.

هذا وعمدت إدارة الثروة أمس إلى حفر حفرة عميقة غلفت قاعها بطبقة من الجير ألقت فيها الخيول المعدومة، وغطتها مجددا بكميات كبيرة من الجير، من أجل سرعة تحلل الجثة وتلافي انتشار الفيروس في المنطقة المحيطة. كما باشرت الإدارة أيضا، أعمال رش مبيد كيماوي معقم في الحظائر التي أعدمت الخيول فيها يوم أمس الأول كإجراء وقائي تأكيدي، بحيث يقضي هذا المبيد على كل الفيروسات والحشرات والميكروبات بصورة فعالة. وأثار امتناع إدارة الثروة الحيوانية عن الإفصاح عن أسباب عملية الإعدام، وكذلك بشأن عدم تسليمهم نتائج تحليلات الدم للخيول المعدومة تحفظات عدد من المربين أمس، وذكروا لـ «الوسط» أن «هناك مرضا فيروسيّا منتشرا ومستوطنا في البحرين منذ أشهر، والجميع يعرفه أنه مرض الرعام، والإدارة تأكدت من هذه المعلومات مؤخرا بفعل تحليلات الدم والبحوث المختبرية، ولذلك لجأت إلى إعدام الخيول المصابة التي أخذت منها عينات الدم مؤخرا، وإلا فإنه لا يوجد مبرر لديها بإعدام الخيول لو كان مرضها طبيعيّا ويتوافر علاج له في البلاد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو: ما السبب الرئيسي الذي يدفعها نحو التضليل بشأن الموضوع والتظاهر للرأي العام بعدم وجود مرض معدٍ وخطير مثل المذكور في البلاد».

وأشاروا إلى أنه «كان من حق المربين رفض تطبيق عملية الإعدام على الخيول لعدم وجود الدليل والاستناد العلمي والمبرر من قبل الإدارة، إلا أن الجميع يقر بوجود مرض تسعى الإدارة إلى إخفائه عن الرأي العام والمربين أنفسهم».

وبحسب صاحب الجياد المعدومة حسن عبدالله حسن قال أمس: «أعدم لدي لحد الآن 5 جياد ثبتت إصابتها بمرض الرعام، في حين رفض صاحب الجواد السادس إعدامه لنيته في الحصول على علاج والتقرير الطبي الذي يثبت إصابته بالمرض»، مشيرا إلى أن «الخسائر كبيرة، وتقدر بـ 6 آلاف دينار عن الجياد الخمسة المعدومة على الأقل، منبها إلى وجود نية لدى بعض المربين للمطالبة بتعويضات من الإدارة بسبب تلكؤها في متابعة المرض منذ أشهر طويلة لولا إثارته في الصحافة مؤخرا».

وأضاف عبدالله: «إن المرض مضى عليه أكثر من 6 شهور مستوطنا في عدد من الحظائر في البحرين، وبدأ بصورة تدريجية منذ صيف العام الماضي تحديدا في الفتك بالخيول»، مضيفا أن «الأطباء البيطريين التابعين إلى إدارة الثروة الحيوانية، كانوا يتابعون الحالات بالأدوية والعقاقير العادية المستخدمة في علاج إصابات ارتفاع درجة الحرارة، إذ أكدوا مرارا عدم وجود أي مرض من هذا القبيل في البحرين.

مرض «الرعام»

ويتسبب مرض «الرعام» الفيروسي في ارتفاع شديد بدرجة حرارة جسم الخيل تصاحبها الانفلونزا الشديدة أيضا، مع ضعف وهرم ملحوظ في بنية الجسم، بحيث ينخفض وزنه من 700 كيلوغرام (الوزن الاعتيادي) إلى 200 كيلوغرام فقط، على رغم كميات الأكل والمغذيات التي يتعاطاها، بالإضافة إلى ظهور نوع من الغدد والقراح الخارجية على الجسم، علما بأن الحالات تختلف من حيث التأثير زمنيا، فبعض الحالات استغرقت 6 أشهر، وأخرى شهرا فقط.

و»الرعام» مرض معدٍ جدا يكون حادا أو مزمنا، وقد يعدي الإنسان أيضا، وعادة ما يكون قاتلا للفصيلة الخيلية وخصوصا (الخيول، الحمير، البغال)، وسببه البكتيريا الفيروسية (Burkholderia mallei). ويتميز بالتطور المتسلسل من تقرح العقيدات (nodule) التي توجد بشكل عام في الجزء الأعلى من القناة التنفسية، الرئتان، والجلد، والبشرة، وفصيلة الهريات (Felidae) والأنواع الأخرى الممكن أن تصاب بالمرض وبالعادة يكون قاتلا.