العدد 2784 - الثلثاء 20 أبريل 2010م الموافق 05 جمادى الأولى 1431هـ

الأموال التي أنفقت اثر تفشي أنفلونزا الخنازير تضع منظمة الصحة في موقف حرج

تفشى مرض انفلونزا الخنازير (اتش1 ان1) في نيسان/ابريل الماضي مهددا بان يصبح فيروسا قاتلا عالميا، لكن بعد عام تكاثرت الانتقادات بانه تمت المبالغة بتداعيات المرض وبان اموالا طائلة انفقت لشراء الادوية واللقاحات. وقال البرلماني البريطاني بول فلين الذي يتولى رئاسة لجنة التحقيق من مجلس اوروبا حول هذا الموضوع لوكالة فرانس برس ان "دولا عدة انفقت مبالغ طائلة لشراء اللقاحات التي لم تستخدم ولم يكن هناك نية ابدا في استخدامها".

واتهم فلين مع آخرين منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية بانها "دقت ناقوس الخطر" تحت ضغوط مختبرات صناعة الادوية. ففي بريطانيا انفقت الحكومة مليار جنيه (1,13 مليار يورو) على شراء 110 مليون جرعة لقاح وهي كمية تسمح بتلقيح 80% من السكان مرتين، بحسب البرلماني البريطاني. وشراء ملايين اللقاحات كلف فرنسا 600 مليون يورو والولايات المتحدة 1,88 مليار دولار (1,4 مليار يورو) والمانيا 283 مليون يورو واسبانيا 93 مليون يورو.

وقالت السناتورة ماري كريستين بلاندان مقررة لجنة تحقيق برلمانية فرنسية حول ادارة وباء انفلونزا الخنازير "انه هدر للاموال"، لا سيما وان اقل من 10% من السكان تلقوا اللقاح. واثر ظهور مرض انفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة، دقت لجنة الحالات الطارئة في منظمة الصحة ناقوس الخطر في 25 نيسان/ابريل.
وبعد شهر ونصف اي في 11 حزيران/يونيو اعلن مرض "اتش1 ان1" الذي اخذ يتفشى بوتيرة سريعة في العالم، اول جائحة في القرن الحادي والعشرين.

واوصت منظمة الصحة بغسل اليدين والبقاء بعيدا عن الاشخاص المصابين بالفيروس وان يلازم المرضى منازلهم ويتجنبوا الاحتكاك بالاشخاص المعافين.
الا ان منظمة الصحة كانت تصدر معلومات متناقضة اذ كانت تؤكد احيانا ان الفيروس لا يتفشى بسرعة واحيانا اخرى تقول بانه اشبه بالانفلونزا الاسبانية التي اسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 40 مليون شخص في 1918.

واشاع ذلك اجواء من الذعر في العالم من طوكيو الى بوغوتا، وتهافت الافراد لشراء الاقنعة الواقية والمواد المطهرة لليدين واغلقت المدارس وحظرت التجمعات العامة.
وتبين لاحقا ان انفلونزا الخنازير لم تكن اخطر من انفلونزا موسمية. لكن منظمة الصحة اوصت في مرحلة اولى بانتاج خمسة مليارات جرعة لقاح سنويا.
وكانت هذه التوصية بمثابة نعمة لمجموعات صناعة الادوية في خضم الازمة الاقتصادية العالمية. وعلى سبيل المثال باعت مجموعة نوفارتيس في الربع الاول من 2010 لقاحات بقيمة 1,1 مليار دولار و"غلاكسوسميثكلاين" 130 مليون جرعة بقيمة 883 مليون جنيه (مليار يورو) في الربع الاخير من 2009.
وقال فلين "غالبا ما يمارس العلماء الذين يرفعون توصيات الى منظمة الصحة ضغوطا للمبالغة في حجم الكارثة ما يعني المزيد من العقود والاموال لاجراء ابحاث حول الفيروس".
ونتيجة لذلك تصبح سلطة منظمة الصحة موضع شك. وقال الاستاذ الجامعي ديديه تابوتو المسؤول عن منبر الصحة في معهد الدراسات السياسية في باريس "كل ما يخلط بين المال والصحة يطرح مشكلة مصداقية بالنسبة الى القرارات المتخذة".

وقال فلين "اذا تفشى فعلا في المستقبل فيروسا خطيرا لن يأخذ احد تحذيرات منظمة الصحة على محمل الجد". وباسم "الشفافية" وللرد على الانتقادات شكلت منظمة الصحة، التي تنفي تدخل مختبرات انتاج الادوية والمدعومة من قبل معظم اخصائيي الفيروسات، لجنة مستقلة مكلفة تقييم ادارتها لتفشي فيروس "اتش1 ان1" بحلول الخريف.


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:35 م

      الله على كل ظالم

      لعنهم الله خوفونا حتى الحج ما قدرنا انروح

    • زائر 6 | 2:30 م

      مال البخيل ياكله العيار و المرتزق

      .... وهدا الموضوع ينطبق على تفشي الكلاب فى البحرين اعزكم الله

    • زائر 5 | 11:24 ص

      احنا مانفهم فهمناها

      احنا الي مانفهم في هالامور عرفنا ان هذا كله هرار ومضيعه للفلوس ويبغون يمشون ادويتهم واقنعتهم بس الي مسوين روحهم مثقفين انصادوا وصدقوا كلامهم

    • زائر 4 | 8:09 ص

      كثير كثير جدا من المحللين قالو هذا

      في الاونة التي تفشى فيها المرض وفي خضم الانباء التي بثت الخوف في قلوب الناس, قال عدد كبير من المحلليين والاخصائيين, ان الامر لعبة تلعبها بعض الجهات لجني كميات كبير من الاموال لتعويض الخسائر التي احدثها الانهيار الاقتصادي , ولكن عدد ليس بقليل اوصى وحث الناس وايضا الجهات المعنية بالحصول علي اللقاحات المضادة لانقاذ الناس.
      وفي رائي ان الحرامية لعبوها صح .

    • زائر 3 | 7:07 ص

      أتذكرك بالخير ياقناة الجزيرة

      استضافت قناة الجزيرة أحد الخبراء في مجال العقاقير الطبية قبل أقل من عام وذلك عن ظاهرة تفشي مرض انفلونزا الخنازير حذر فيها دول الخليج وبقية دول العالم بعدم استخدام أدوية هذا الوباء وقال بأن الصحة العالمية تابعة لمافيا صناع الأدوية في العالم، ولم يصدقه أحد ومنهم وزارة الصحة في البحرين والكثيرين ضحكوا على هذا التحذير، الله يكون في عون من اخذ التطعيم بدون فائدة وإنشاء الله لا تكون هناك عوارض! آمين يارب العالمين. بوهاشم

    • زائر 2 | 6:15 ص

      بحريني

      الحمدلله ما أنجرينا عشان بس يجربون على الأوادم قبل ما ينتهي و يرمونه. هنيئا لشركات الأدوية إلي طلعت بيزات من خوف الأوادم. بخصوص مضوع مشابه، ترى الطب الخاص يطلع ذهب من خوف الأوادم ويقولك يبي لك فحص هذا وذاك، ويستحب عن وجود التأمين. فيجب الحذر والتأكد من أكثر من طبيب قبل العلاجات الغالية والمشبوهة خاصة.

    • زائر 1 | 4:42 ص

      الله المعين

      الله ينتقم من الظلمة الكذبة المنافقين اللي يرعبون الناس بس من اجل مصالحهم الشخصية

    • فيلسوف | 4:10 ص

      اموال نفقت في موضوع كله كذب في كذب

      الاموال اللي انفقت في البحرين من خلال ادعائهم بهذا المرض كلها مجرد كذب. احد الشركات العالمية خسرت من الازمة المالية العالمية وتريد تعويض خسارتها بطريقة غير شرعية . وبالنسبة حق السلطة الرابعة ( الصحافة ) ضخمت الموضوع اكثر من حجمه ما سبب ضجة اعلامية كبيرة في المجتمع

اقرأ ايضاً