عمّقت سفينة الأزرق معاناة الليث الشرقاوي فأوقعته في الخطر وقربته من مراحل الهبوط ووداع الدرجة الأولى وخصوصاً مع فوز الشباب في مباراته. البسيتين دك مرمى الشرقي برباعية لم تكن في الحسبان وغير متوقعة وان كان الفوز متوقعا، ولكن ليس بهذه النتيجة التي رفع فيها الشرقي الراية البيضاء بالعرض الاستسلامي الواضح واستحق من خلاله الخسارة لأنه لم يلعب باي أداء يقوده إلى الفوز فأبقى نفسه في آخر الفرق برصيد (12 نقطة)، بينما رفع البسيتين رصيده إلى (23 نقطة) ليعيد لنفسه الهيبة المفقودة. الأهداف الأربعة أحرزها محمد عجاج في الدقيقة 21 من الشوط الأول وأضاف إسماعيل الهدف الثاني في الدقيقة 21 وعاد عجاج للتهديف في الدقيقة 31 بالهدف الثالث، وختم حارس المرمى حسين حرم الهدف الرابع اثر ركلة جزاء في الدقيقة 39 من الشوط الثاني. شهدت المباراة طرد لاعب الشرقي راشد الحوطي في الوقت بدل الضائع.
شهد هذا الشوط من بدايته أفضلية فنية واضحة للبسيتين الذي هيمن على منطقة الوسط ومرر كراته العرضية والطولية من دون صعوبة وانتقل أكثر من مرة إلى الحال الهجومية وكان بإمكانه فعل الخطورة، ولكن السلبية في صناعة الكرات الأمامية كانت واضحة خصوصاً مع غياب علي نيروز الذي في غيابة لم يجد الفريق البديل إليه على رغم محاولات عبدالوهاب في صناعة الكرات الهجومية الا أن هذه المحاولات كانت فردية وغير قابلة لصناعة الكرات. المشكلة التي عانى منها البسيتين في الثلث الأخير من هجومه، إذ كانت كل كراته مكشوفة ومحفوظة والإصرار في الاختراق من العمق ولم يكن للطرفين أية ادوار أو مهام في الانطلاقات الجانبية فاكتفى الفريق بالتمرير الأمامي. لكن مع ذلك استطاع إحراز هدفه الأول في الدقيقة 21 عن طريق مهاجمة محمد عجاج اثر كرة عرضية لعبها عبدالوهاب بعدما بذل مجهوداً فردياً هيأها له الدفاع الشرقاوي لم يتوان عجاج عن إحراز هدف فريقه الأول. وأضاع أخرى في الدقيقة 31 عندما تهيأت له كرة عرضية على بعد قدمين فقط لعبها قوية جانبيه أبعدها الحارس الشرقاوي إلى ركنية.
اما الشرقي فمنذ انطلاقة المباراة لم نجد فيه لا الروح القتالية ولا الحماس ولا الأسلوب الذي يدل على ان الفريق يقاتل من أجل البقاء بل شاهدناه يلعب وكأنه في مباراة ودية غير مهمة من خلال تحركات الفريق الغير مركزة والتمريرات الخاطئة والانتقال إلى الحالة الهجومية من دون تركيز وتباعد لاعبي الوسط فيما بينهم ما أوجد المساحات الفارغة والخالية لوسط البسيتين فانعدمت علها كل الكرات المنظمة والتركيز والكرات الهجومية.
كما قلنا سابقاً ان الشرقي يفتقر إلى الارتكاز وصانع الألعاب ما جعل مدرب الفريق ان يلجأ إلى اشراك فيصل بودهوم كخيار مر وصعب على قلبه لكون هذا اللاعب يجيد اللعب داخل منطقة الجزاء وإحراز الأهداف والأمر نفسه بشابه الخياط، وبالتالي لعدم وجود البديل كان اضطرار المدرب في هذا الخيار خصوصاً مع غياب أحمد عبدالله ومحمود عبدالرزاق، ولكن هذه ظروف الفريق الصعبة. ولكن ما يحز في النفس ان الفريق لعب من دون قتالية ولا روح ولا حماسة تغطي على سلبياته الفنية فوقع في المحظور خلال الشوط الأول. كل كراته في التمرير والانتقال مكشوفة ولا كرات عرضية أو أمامية خلال هذا الشوط.
هذه السلبية لازمت الفريق حتى في ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم اثر دخول حارس البسيتين القوي على لاعبه دانيللو في الدقيقة 43 ليتصدى لها فيصل بودهوم الذي لعب الكرة وصدها الحارس ولكن مساعد الحكم أشار بان الحارس تحرك قبل تنفيذ اللعبة اللعبة فأعادها الحكم لينفذها من جديد بودهوم ولكن لعبها أرضيه قوية إلى خارج المرمى بجانب القائم الأيمن في الدقيقة 44. في الدقائق الثلاث التي احتسبها الحكم وقتا ضائعاً حاول الشرقي ان يتقدم إلى الأمام ولكن لم تكن كراته ذات خطورة إذ كانت كلها مكشوفة ومعروفة. ولم تكن في كراته الهجومية الإصرار والعزيمة في تنفيذها.
بدأ الشرقي الشوط الثاني بكرات أمامية في سيطرة نسبيه على منطقة الوسط ولكن هذه السيطرة غلب عليها الاستعجال الواضح في سبيل إحراز هدف مبكر باية وسيلة من دون تركيز للعودة لمجريات المباراة فأوقع نفسه في الكثير من الأخطاء الغربية والسهلة. فمرة تراه يريد التسديد العشوائي من خارج منطقة الجزاء باي كلام ومرة تراه يهاجم من الطرفين ولكن من دون تنظيم ومرة من العمق في تمريرات خاطئة، وبالتالي هذه السيطرة غابت عنها معالم التنظيم في الشق الهجومي. ومع ذلك أضاع فرصة في الدقيقة 14 من محمد الياسي عندما تهيأت له الكرة لعبها قوية في العارضة إلى داخل اللعب. وان نشط الفريق على عكس الشوط الأول الا انه لم تكن الروح القتالية موجودة في اللعب لكون الفريق يلعب من أجل إنقاذ نفسه، وهذا الوضع انعكس بالسلب على الفريق الذي كانت الضغوط النفسية واضحة عليه من خلال تمريراته وخوفه من مرتدات البسيتين، فلجأ إلى الكرات العالية والطويلة التي كان لها دفاع البسيتين بالمرصاد في ابعادها عن منطقته الخطرة.
اما البسيتين فلعب خلال هذا الشوط بحماية مرماه من الخطر أولاً ومن ثم العمل على الارتداد السريع في الحال الهجومية بالكرات التي تصل إلى عجاج الذي اربك دفاع الشرقي مع كل كرة تصل إليه من عبدالوهاب علي أو نايف يوسف فاستطاع البسيتين في الدقيقة 21 عن طريق مدافعة المنطلق للأمام اثر ركلة ركنية خلف حارس المرمى لعبها برأسه في المرمى. وفي الدقيقة 31 أضاف البسيتين الهدف الثالث من كرة هيأها المتألق عبدالوهاب علي خلفية لتجد الموهوب المهادي عجاج الذي لعبها بحرفنة لوبية جميلة على يسار حارس الشرقي في المرمى. وكاد يضيف الهدف الرابع من كرة قوية ارتطمت في القائم الأيسر إلى خارج المرمى في الدقيقة 35.
كما قلنا ان الشرقي من بداية الشوط لم تكن كراته مركزة ولا مرسومة تكتيكياً وغاب عنها التنظيم الهجومي وكانت منطقته الدفاعية مكشوفة للبسيتين الذي لم يجد صعوبة في كراته المرتدة السريعة فوجد الطريق معبداً لعدم التزام وسط الشرقي (الارتكاز) بالمهام المناطة بهم لمنع وسط البسيتين من التقدم وصنع الكرات الهجومية وتزيد معاناة الشرقي عندما ارتكب حارس مرماه خطأ بحق مهاجم البسيتين عندما ركله بقدمه شاهدها مساعد الحكم فأشار للحكم فاحتسبها ركلة جزاء صحيحة انبرى لها حارس المرمى حسين حرم وأحرز منها الهدف الرابع في الدقيقة 39 ليكون من الصعب جداً بان يعود الشرقي لجو المباراة في الدقائق الأخيرة، كان يستحق فعلاً هذه الخسارة الذي لم يكن في وضع يعطيه الأفضلية للخروج بالنتيجة المطلوبة. وفي الوقت بدل الضائع أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه لاعب الشرقي راشد الحوطي.
المؤسف حقاً بعد نهاية المباراة كاد الوضع يتفجر بين الغائب محمود عبدالرزاق وحارس المرمى نضال عبدالحسين ولكن العقلاء من النادي تدخلوا سريعاً ومنعوا الاشتباك الغير مبرر. فالمسئولية يتحملها الجميع في هذا الظرف الصعب.
أدار المباراة الحكم الكيني غالب اموايا بمساعدة زميليه الياس كلوبا وبيتر سنجيكا وجعفر الخباز حكماً رابعاً.
العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ