العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ

جراحة لإزالة المياه البيضاء تثبت نجاحها الفائق

الحساسية للضوء والتراجع المطرد في إبصار العين أو غشاوة الرؤية أعراض تشير كلها إلى تكون مياه بيضاء (كتاركت).

والكتاركت أو المياه البيضاء وهي ثخانة تحدث في عدسة العين تضعف الرؤية ويمكن أن تحدث في أي مرحلة من حياة الشخص على رغم أن الشائع حدوثها بين كبارالسن.

يقول مدير مركز العيون الجامعي في منطقة إبيندورف في هامبورغ جيزبرت ريتشارد «لا يوجد علاج طبي مضمون. العلاج الوحيد هو جراحة دقيقة لإزالة العدسة المصابة وزرع أخرى صناعية بدلا منها».

وفي ألمانيا تجرى 500 ألف عملية من هذا النوع في كل عام.

يقول ريتشارد «العملية ناجحة للغاية ومأمونة جدا. وتحدث في المراكز المماثلة لمركزنا مضاعفات بنسبة تقل عن واحد في المئة». وبالطبع يزيد احتمال حدوث مضاعفات كلما تأخر المرء في إجراء العملية.

والواضح أن فقد البصر يقلل من متعة الحياة. وعلى رغم ذلك فإن على كل مصاب أن يقرر الوقت الذي تزيد فيه المشكلة إلى الحد الذي يكون عنده إجراء الجراحة خيار حياة.

يقول المتحدث باسم الرابطة الألمانية لأطباء العيون يورج إيكرت «كقاعدة نرى أنه حينما ينخفض مستوى الرؤية إلى 50 أو 60 في المئة ينصح بإجراء الجراحة».

والمألوف في هذه الأيام أن يتم العلاج في العيادات الخارجية بالمستشفيات (إذ لا حاجة للمريض إلى الإقامة في المستشفى) وعادة ما يتم إدخال المريض للمستشفى لإجراء العملية فحسب أو إذا ما إذا كان يعاني من مشكلات صحية أخرى أو حينما يكون وضعه تحت الملاحظة مطلوبا بعد الجراحة.

والمعتاد أن تجرى العملية تحت مخدر موضعي يمنع الألم ويحول دون حركة العين كثيرا.

يقول ريتشارد موضحا «يتم الوصول إلى العين الداخلية من خلال فتحة دقيقة لا تتجاوز بضعة ملليمترات في القرنية أو الأدمة». ويجري إزالة العدسة كلها من خلال الفتحة ويترك في مكانها كبسولة (محفظة) عدسة. ثم يجري حقن عدسة اصطناعية في الكبسولة الفارغة».

وتصنع العدسات الاصطناعية من مواد مثل السيليكون ويتردد قطرها بين خمسة إلى سبعة ملليمترات. ويقل وزنها عن غرام واحد.

خلال الجراحة تطوى العدسة وتحقن في العين حيث تنبسط تلقائيا. والكلابات المرنة على حافة العدسة الاصطناعية تؤمن بقاءها في موضعها. وهناك نوعان من العدسات الاصطناعية.

يقول إنجولف دوير الذي يعمل في رابطة ألمانية يتركز نشاطها على المياه البيضاء «في نحو 90 في المئة من الحالات يتم زرع عدسة أحادية البؤرة معدة لمسافة بؤرية واحدة».

وتعني العدسة أحادية البؤرة أنه لا يمكن للعين أن تغير البؤرة بين الأجسام القريبة والأجسام البعيدة. وعلى من ستزرع لهم عدسة من هذا النوع أن يحددوا رغبتهم في أن يكونوا بعيدي الإبصار واستخدام نظارة. و»معظم الناس يختارون ما يسمح لهم بالرؤية البعيدة».

وتبين البحوث الأخيرة في مجال العدسات أنه يمكن للعين أن تركز على مجموعة مسافات: بالعدسة متعددة البؤر داخل العين. وإذا ارتقت هذه العدسة الجديدة إلى المستوى المأمول منها فإنها قد تبشر الناس بحياة دون نظارة.

يقول دوير «المشكلة هنا ليست في التكنولوجيا أو العدسة لكن في الاعتياد عليها. فهذا النوع من العدسات يعمل كنظارة متعددة البؤر. وليس بمقدور كل مريض أن يعتاد على ذلك». كما أنه بخلاف النظارة لا يمكن للمريض أن يجربها فحسب.

يستمر إجراء العملية 15 دقيقة. ثم يتم تغطية العين بقطعة من الشاش يمكن رفعها في اليوم التالي. ويقول ريتشارد «وعادة ما يتم استخدام قطرات مضادات حيوية ومضادات للالتهاب لنحو أسبوعين بعد ذلك. ثم يمكن للعين الثانية أن تبدأ الرؤية». وبعد أربعة إلى ستة أسابيع يمكن إجراء اختبار لنظارة تصحيحية. ويمكن استخدم النظارة المؤقتة خلال الفترة الانتقالية. وفي بعض الحالات التي تحدث فيها غشاوة بعد العملية يتطلب الأمر أحيانا لوقف هذا العرض إجراء جراحة بالليزر من دون ألم ومن دون إقامة في المستشفى

العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً