العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ

هل أصبحت الأراضي غولاً يلتهم أحلامنا؟!

ماذا عساه أن يفعل مواطن لا يعرف غير هذه الأرض أرضاً، تقدم إلى الديوان الأميري في بداية حياته الزوجية لطلب قطعة أرض، حصل عليها فعلاً بعد عام واحد، واصل المشوار مع وزارة الإسكان لتعيين القسيمة، استبشر هذا المواطن خيراً بأن الأرض ستبنى خلال عامين ليسكنها هو وزوجته وطفله الذي لم يكمل عامين من عمره.

كبر هذا الولد وأصبح له من العمر 16 عاماً وهو مازال يشاطر أخته ذات 13 عاماً وأخاه البالغ من العمر 11 عاماً الغرفة نفسها لنومهم ودراستهم وطعامهم وشجارهم الذي لا ينتهي بسبب الضيق الذي يعانون منه وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن والدهم لا يمتلك حلاً لمشكلتهم لا باستئجار بيت كبير ولا بشراء بيت ولا بشراء قسيمة وبنائها ولا أي حل آخر إلا انتظار القسيمة المعهودة والتقديم لقرض من الإسكان.

ماذا عساه أن يفعل هذا المواطن الذي حفيت قدماه من مراجعة مسئولي إدارة المساحة إلى أن ألف شكله موظفو الإسكان حتى ظنوه زميلاً لهم وعندما يعجز هو أو يصاب بوعكة صحية تداوم زوجته بدلاً عنه.

عندما يئس توجه إلى جهات عدة ثم اهتدى إلى باب الديوان الملكي بعد ذلك، وها هي رسالته في الديوان تكمل عامها الثاني ولا من مجيب، قال لنفسه لماذا لا أجرب باب المحافظة باعتبارها المعنية بشئون أهالي المنطقة؟ وعده المحافظ خيراً ولم يقصر فقد قام بالاتصال بالإسكان، وها هو عام كامل ينتهي والتاريخ يعيد نفسه.

عاد الكرة إلى مسئولي إدارة المساحة ولم يحصل إلا على الوعود، ما بال هذه الأرض كالمستحيلات الأسطورية من قبيل الغول والعنقاء يسمع بها الناس ولا يرونها؟!

ماذا عساه أن يرد على أولاده الذين كبروا وأخذوا يلومونه لماذا نحن فقط في هذه السن نعيش في غرفة واحدة لا نمتلك بيتاً؟ يجيبهم بالتهرب من الجلوس معهم، ماذا عساه أن يفعل وقد زحف المرض إلى جسده: سكّر وروماتيزم؟ ماذا عساه أن يجيب آخر مسئول قابله في إدارة المساحة عندما لامه مؤنباً: أنت المخطئ ولم تراجع، لا يوجد طلب قديم كطلبك، كل الذين زامنوك حصلوا على مبتغاهم في مخططات البسيتين وغيرها. هل يجيبه قائلاً لقد أحضرت لإدارتكم الموقرة ثلاثة مخططات مملوكة للدولة ومُلّكت الآن ولكن ليس لي؟!

ها هو الآن لا يسمع إلا دوي أصوات تردد: أيها المسئولون لقد بلغت من الكِبَرِ عتيّا واشتعل الرأس مني شيبا، فهل من مجيب؟ هل بقي من العمر متسع لأنفقه على انتظار الوعود؟ فماذا عساي أن أفعل؟

أخيراً لجأ المطحون إلى باب السلطة الرابعة علها تلين وتزيّت الأبواب التي أبت أن تفتح.

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً