العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ

التعليم الابتدائي: إتقان «لغة المعلومات» تحدٍ جديد لتحسين المخرجات

دراسات أكدت أهمية البدء باكراً

في نافذة سابقة توقفنا على البياض ذاته لنسطر تعليقات وآراء تبلورت أعقاب مساعي وزارة التربية والتعليم لتدريس اللغة الإنجليزية في الصف الأول الابتدائي، إذ طالب عدد من المهتمين بالعملية التعليمية أن تتلاءم المناهج مع مستوى الطلبة وتساهم في تطوير مستواهم في اللغة الإنجليزية.

كما أكدوا ضرورة إخضاع المشروع للتقويم والدراسة، وأبدى عدد منهم تخوفه من أن يؤثر تدريس اللغة الإنجليزية على اكتساب الطفل للغة الأم (العربية). واليوم نلتقي مع مديرة إدارة التعليم الابتدائي بوزارة التربية والتعليم عائشة عبدالغني لتجيب على الأسئلة التي أثارها المعنيون ومنهم التربويون وأولياء الأمور أثاروها عبر «الوسط» في التحقيق السابق، من أجل الإحاطة بالجوانب المتعلقة بتطبيق هذا المشروع، نضيء على الأهداف والمرامي والنتائج المرتقبة بعد انتهاء الفترة التجريبية.

تؤكد عبدالغني في حديثها إلى «الوسط» بأن «قرار تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي جاء بناء على توجيهات الخبراء والاختصاصيين من داخل الوزارة وخارجها، وبناء على الكثير من الدراسات التي أكدت أهمية وحيوية تدريس هذه المادة في وقت مبكر، وخصوصاً أن غالبية الحضانات ورياض الأطفال تدرس هذه اللغة ومبادئها الأولية، إلى جانب تدريس اللغة العربية، وكذلك غالبية المدارس الخاصة.

ما الدراسات التي اعتمدتم عليها؟

- اعتمد الفريق المكلف بوضع منهج اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية على الكثير من الدراسات في مجالات تعليم اللغة الإنجليزية للصغار من الجوانب الإيجابية والسلبية، كما اطلع على تجارب دول المنطقة المطبقة لتدريس اللغة الإنجليزية في المراحل التعليمية الأولى، بالإضافة إلى دراسات المجلس الأوروبي لتعليم اللغات الأجنبية وكذلك تم الاطلاع على الكثير من المستجدات التربوية في مجالات تدريس اللغات والتربية عموماً.

تبين تجارب كثير من الدول العربية والخليجية ومنها دولة الكويت أن تدريس اللغة الإنجليزية في وقت مبكر من شأنه أن يوفر مساحة واسعة لإتقانها وبشكل أفضل، باعتبارها اللغة الأساسية للدخول إلى عالم المعلومات انسجاماً مع توجه الوزارة إلى تعميم تقنية المعلومات في جميع المدارس وجميع المراحل التعليمية، إذ سيعمم مشروع مدارس المستقبل خلال الفترة المقبلة من 2004 وحتى 2009 بحسب خطة للوزارة.

ضعف المخرجات

وبحسب عبدالغني فإن «دراسة شركة ماكنزي بينت وجود ضعف واضح في مخرجات التعليم في البحرين في مجال اللغة الإنجليزية، ما كان له تأثير سلبي على علاقة مخرجات التعليم وسوق العمل، إذ بينت هذه الدراسة الحاجة إلى تدريس هذه اللغة مبكراً لضمان تحسين التعليم في هذا المجال. وأظهرت التجربة صعوبات جمة يواجهها خريجو الثانوية العامة عند الالتحاق بالجامعة في مستوى اللغة الإنجليزية ما استدعى مراجعة آلية وطرق تدريس هذه اللغة والمساحة الزمنية المخصصة لها في مناهج المرحلة الابتدائية ليكون التكوين مبكراً لضمان الجودة المطلوبة».

وتؤكد «وزارة التربية والتعليم اتخذت جميع الاحتياجات اللازمة لإنجاح هذا المشروع من خلال التعاقد مع شركات ومؤسسات متخصصة في مناهج اللغة الإنجليزية، ووفرت الكتب اللازمة لذلك وقامت بإعداد وتدريب المعلمين لهذا الغرض».

ألا تتوقعون أن يطغى تدريس اللغة الإنجليزية على تدريس اللغة العربية؟

- في موازات هذا الاهتمام في تدريس اللغة الإنجليزية، اهتمت الوزارة بشكل مكثف بتدريس اللغة العربية، إذ نظمت الوزارة خلال السنة الماضية مؤتمراً تربوياً متخصصاً في تطوير مناهج اللغة العربية، وتجري الوزارة حالياً دراسة واسعة للاستفادة من توصيات هذا المؤتمر، كما أن الوزارة ستطبق هذا المشروع تدريجياً إذ سيبدأ تطبيقه على 20 مدرسة كمرحلة تجريبية على أن يتوسع تطبيقه تدريجياً خلال السنوات المقبلة ليشمل جميع المدارس.

تجويد التعليم

ما أسباب اختيار 20 مدرسة لتطبيق المشروع فيها؟

- في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لتجويد التعليم، وحرصها على مواكبة التطورات والمستجدات التربوية العالمية، وإيماناً منها بأهمية إكساب الطلبة الكفايات التي تؤهلهم لمواجهة تحديات العصر والوفاء بمتطلباته، توجهت الوزارة نحو تأكيد الاهتمام بتعليم اللغة الإنجليزية كونها لغة عالمية تحقق التواصل، وتساعد على اكتساب المعارف والعلوم من مصادرها المختلفة.

وسعياً من الوزارة لضمان نجاح هذا المشروع، ومراجعته وتقويمه في ضوء التنفيذ اليومي بالمدرسة، ومتابعة الملاحظات الناجمة عن التطبيق بغية التعديل بالحذف والإضافة لتطوير المشروع وتصحيح مساره بغرض وضعه في صورته النهائية المستندة على التطبيق التجريبي ومن ثم تعميمه بشكل أوسع، من أجل ذلك ارتأت الوزارة أن تبدأ بتطبيق المشروع في 20 مدرسة ابتدائية في المرحلة الأولى.

أساس الاختيار

وعلى أي أساس اختيرت المدارس الـ 20 لتطبيق التجربة فيها؟

- روعي عند اختيار مدارس التطبيق التجريبي أن تشمل جميع محافظات المملكة، مع الأخذ بتنوع المنطقة داخل المحافظة الواحدة، والتوزيع المتساوي بين مدارس البنين والبنات طبقاً لعدد المدارس الابتدائية في المحافظة، مع وجود المعلمين المتدربين لتدريس الصف الأول الابتدائي، وعليه تم اختيار 4 مدارس في كل من محافظتي المحرق والعاصمة، 5 مدارس في محافظتي الشمالية والوسطى، ومدرستين في المحافظة الجنوبية.

ترى، كم عدد الحصص المقررة لتدريس اللغة الإنجليزية؟

- تم تحديد 5 حصص في الأسبوع لتدريس المادة.

وكم المدة التجريبية للمشروع؟

- يعتمد ذلك على النتائج التي ستظهر بعد البدء في المرحلة التجريبية للمشروع.

ومَن القائمون على وضع البرنامج التعليمي؟

- تولت وحدة اللغة الإنجليزية للتعليم الأساسي بإدارة المناهج مهمة اختيار البرنامج التعليمي، وقامت الوزارة بدورها بتشكيل لجنة مكونة من الاختصاصية الأولى لمناهج اللغة الإنجليزية وأستاذة من جامعة البحرين واختصاصي مناهج اللغة الإنجليزية للتعليم الأساسي والموجهين التربويين لمرحلة التعليم الابتدائي ومجموعة من معلمي المرحلة الابتدائية والمعلمين الأوائل من مرحلة التعليم الإعدادي.

ما المناهج التي ستتبع في التدريس؟ وهل هي مناهج بحرينية؟

- قامت لجنة اختيار المادة العلمية التي انبثقت عن لجنة فريق المناهج المكلف بوضع منهج المرحلة الابتدائية بدراسة الكثير من المواد التعليمية التي تتناسب مع هذه الفئة العمرية من مختلف دور النشر العالمية، وقد اختير برنامج HAPPY HOUSE بعد دراسته وإضافة بعض التعديلات ليلائم الأهداف الموضوعة لمنهج اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية.

إلى أين وصل تدريب الكادر التابع إلى المشروع؟

- تم تدريب 100 معلم ومعلمة من قبل إدارة التدريب بالوزارة وبالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، وسيتواصل تدريب ومتابعة المعلمين (20 معلماً ومعلمة) القائمين على تنفيذ المشروع خلال العام الدراسي من قبل مدربة دار أكسفورد للنشر، ومن قبل اللجنة الوزارية العليا لمتابعة تنفيذ مشروع تدريس اللغة الإنجليزية في الصف الأول الابتدائي.

ما الشركات التي تعاقدت معها الوزارة في تطبيق المشروع؟

- فتح المجال للكثير من الشركات العالمية لعرض موادها التعليمية، وتم اختيار شركة أكسفورد للنشر لإعداد مواد المشروع.

المتابعة الميدانية

هل شكلت لجنة لتقويم التجربة؟

- لم يكن غائباً عن الوزارة أهمية وضرورة المتابعة الميدانية للمشروع، لذلك شكلت لجنة عليا برئاسة وكيل الوزارة تضم في عضويتها عدداً من المسئولين بإدارة التعليم الابتدائي وإدارة المناهج وإدارة التدريب وإدارة الشئون المالية والموازنة وإدارة المواد، للوقوف على مجريات تطبيقه لضمان نجاحه وفق ما هو مخطط له، وللتحقق من متطلبات تطويره.

ما الأساليب التي ستتبع في التقويم؟

- سيكون تقويم الطالب في مادة اللغة الإنجليزية منبثقاً من نظام تقويم طلبة الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي، الذي يعتمد أساساً أسلوب الملاحظة المنظمة وملف الحقيبة، وسيتم تقييم الطالب فيما اكتسبه من كفايات تعليمية لتحديد مدى إتقانه للكفايات المطلوبة.

ثلاث فرق

هل شكلت لجنة لتقويم المشروع؟

- تم تشكيل 3 فرق منبثقة من اللجنة العليا لتنفيذ المشروع والتي يرأسها وكيل الوزارة، وهي: فريق المناهج ومن أهم مهماته متابعة تنفيذ البرنامج التعليمي وتوافر المواد التعليمية والأجهزة اللازمة لتعليم المادة، الفريق الثاني هو فريق التدريب الذي يختص بمتابعة تدريب المعلمين ومدى استفادتهم من الدورات التي قدمت لهم وتحديد احتياجاتهم المستقبلية في تعليم المادة، أما الثالث فهو فريق الإدارة المدرسية ويختص بالمتابعة الميدانية لإدارات المدارس وإشراك أولياء أمور الطلبة عن طريق مجالس أولياء الأمور وتفعيل دورهم في تقييم تعليم المادة.

ومن أهم الأساليب التي ستتبع في تقييم المشروع المتابعة الميدانية بهدف متابعة تحقيق الأهداف المرجوة من تعليم اللغة الإنجليزية، دراسة وتحليل مدى استجابة الطلبة لتعليم اللغة الإنجليزية إلى جانب تعلمهم اللغة العربية، بالإضافة إلى تقييم تقبل المتعلمين للمفاهيم الحديثة التي يطرحها المنهج كمفهوم المواطنة والمهارات الحياتية والمتابعة الميدانية للمعلمين ومدى فعالية استراتيجيات التعلم والتعليم في تطبيق البرنامج التعليمي المقترح.

هل ستسند هذه المهمة إلى معلم نظام الفصل؟ وهل ستكون اللغة على حساب مواد أخرى ثانوية، وما هي؟

- لن تسند مهمة تعليم اللغة الإنجليزية إلى معلم نظام الفصل، ولن يكون تدريس اللغة الإنجليزية على حساب مواد أخرى، إذ ستعيد الوزارة ترتيب الخطة المدرسية

العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً