العدد 695 - السبت 31 يوليو 2004م الموافق 13 جمادى الآخرة 1425هـ

أفلام بول أندرسون... ما الذي يميزها؟

عندما تتحدث الممثلات عن أي مخرج عملن معه فإنهن عادة ما يملن الى قول عبارات مثل: «لقد كان ذلك شرفاً كبيراً، اشعر بأنني محظوظة للغاية».

لكن عندما طلبت من ايميلي واطسون ان تعبر عن رأيها في المخرج بول توماس اندرسون قالت: «أحمق». وايميلي معتادة على العمل مع غريبي الاطوار، إذ إنها كانت عملت مع لارس فون تراير في فيلم Breaking The Waves. وتعترف اميلي بأن لارس كان أكثر حماقة. عندما تشاهد أفلام اندرسون مثل Hard Eight، Boogie Nights، Mangolia وPunch - Drunk Love تشعر بأنك دخلت الى عالم فوضى التصوير بالألوان. وتقدم هذه الأفلام المليئة بالتفاصيل اللاذغة والتي تتخللها انغام رتيبة ومواقف عاطفية متقلبة، كما أنها تتعب العين والاعصاب.

عندما شاهدت فيلم Punch - Drunk Love لأول مرة (وهو الفيلم الرومانسي الذي تظهر فيلم واستون مع الممثل الكوميدي آدم ساندلر) خرجت غاضبة ومحبطة وعندما شاهدته للمرة الثانية شعرت بالبهجة.

وحصل اندرسون على جائزة أفضل اخراج عن فيلمه هذا في مهرجان كان لذلك العام (2002)، لكن الكثير من المشاهدين لم يعجبهم الفيلم. أما بالنسبة إلى أفلام اندرسون الأخرى فقد كان فيلم Boogie Nights ناجحاً بشكل غير متوقع امام فيلم Mangolia فلم يحقق النجاح ذاته أما فيلم Punch - Drunk Love فلم يجذب الكثير من المشاهدين في أميركا.

ويبدو أن اندرسون لا يبالي بذلك، فقد كان يقوم بإجراء مقابلات طيلة اليوم وكان يظهر امام آلات التصوير بابتسامة عريضة. ووجه شاحب وشعر مشعث وصوت طفل صغير.

وتبدو شخصيات اندرسون في أفلامه كأنها تتحدث بالطريقة نفسها، فالنجم الاباحي ديرك ديغلر في فيلم Boogie Nights، والشرطي الجاد جيم كوربغ في فيلم Mangolia وباري ايغان، رجل الأعمال العنيف الذي يتحدث عن الجنس بشكل قوي وواضح في فيلم Punch - Drunk Love، جميعهم يبدون مملين عند النظرة الأولى لكن أداءهم يكشف عن تميز واضح وبراءة لا تخطئها العين.

ويتمثل الفرق في أنه بينما يبقى ديرك في عالمه الخاص المغلق محمياً ومضطهداً من قبل عائلته الاباحية، فإن جيم وباري يتحرران من سجنهما ليقيما علاقة حب مع امرأة جميلة، وفي حال باري يقع في حب لينا (واتسون)، ويغفل اندرسون عرض بعض التفاصيل المهمة في هذه الشخصيات، لكنه قطعا لا يتنازل عما يخبئه المستقبل لرجاله الأطفال.

يذكر المخرج أن باري ولينا سيصبحان سعداء الى الأبد، ولن يصادف باري أية مشكلات بعد ذلك طيلة حياته، فكل شيء على مايرام، ويعلق اندرسون: «لا اود أن أرى هذه العلاقة الغرامية تفشل، لا أحب أن يحدث ذلك في أفلامي. انني اكره ذلك»، فاعترضه قائلة: «وماذا عن فيلم China town؟» فيجيب «حسنا لقد نجح هذا الفيلم» فاسأل ثانية «ولكن في دانوي تموت في الفيلم» فيجيب مسرعاً «لقد كانت تريد ذلك» فأعارض ثالثة «لكن والدها الفاشل كان يريدها حية»! فيبتسم قائلاً «حسنا لقد كان China town حالاً استثنائية».

وبمجرد أن نعتاد على سماع الكلام العذب من اندرسون يتحول فجأة الى الجدة، فبعد أن يخبرني مثلاً أنه ينسجم مع جميع ممثليه يضيف قائلاً: ما عدا «بيرت رينولدز»، هذا الممثل المرشح لجائزة اوسكار لدوره المثير كمخرج لقطات اباحية في Boogie Nights، وكان رينولدز أعلن عن شكه في أن ينجح الفيلم.

ولم يكن رينولدز راغبا في البداية القيام بعمل دعاية للفيلم، وتم استدراجه لعمل لقاء صحافي مع اندرسون في الاذاعة، ولكنه غضب عندما شعر أن اندرسون استحوذ على الحديث.

اذاً، لماذا سارت الأمور بشكل غير مضمون بالنسبة لبيرت؟ دعني اذكر بعض الأسباب، يجيب اندرسون.

ويعود اندرسون للحديث عن موضوع الممثلين الذين يحبهم إذ يبين أنه احب واطسون اثناء مشاهدته لها في فيلم Breaking The Waves كما أنه أعجب كثيراً ببجروك في فيلم Dancer in the Dark. ويتحدث كذلك عن حب شديد لفتاة في فيلم فرنسي غير مشهور (العام 1996) بعنوان When The Catصs away.

لقد شاهدت هذا الفيلم واعتقد أن غرانس كلافيل بشعرها الطويل الأشعث وعينيها الواسعتين وشخصيتها الضعيفة كانت رائعة. وتعتبر تلك النساء الأطفال النظيرات المثاليات لرجال اندرسون الأطفال كما أنهن يشبهن بشكل غريب صديقة اندرسون الحقيقية (مغنية البوب فيونا أبل).

ما أدهشني فعلاً هو أن (لينا) في فيلم Punch - Drunk Love تبدو شخصيته من نوع مختلف، فـ «لينا» ناضجة، قوية لا تواجه أية مشكلات في حياتها، وسألت اندرسون «هل هاتان المرأتان جذابتان بالنسبة اليك اوانك تفضل احداهن على الأخرى، فرد قائلاً «حسناً»، يمكنك ان تقع في حب أكثر من امرأة واحدة، ولكن سؤالك جيد انا فعلاً لا استطيع أن أعرف أياً منهما تعجبني أكثر». وعدت معه مرة أخرى الى فيلم When The Catصs away وسألته: لما بدت البطلة وحيدة؟ فأجاب «أعرف ذلك، لقد كان الامر فظيعا، حين ذهبت مع ذلك الفتى وفعلت ما فعلته، ثم رن جرس الهاتف وكانت صديقته هي المتحدثة» وسألته أخيراً عن مشروعاته المستقبلية فأجاب «لن يعارضني أحد إن لم اقدم اي شيء» ثم صمت طويلاً

العدد 695 - السبت 31 يوليو 2004م الموافق 13 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً