«عوكل» هو اسم الشخصية الجديدة التي يلعبها الفنان الكوميدي المصري محمد سعد في فيلمه الجديد والذي يحمل اسم الشخصية (عوكل) نفسه.
وعلى رغم أن فيلمي محمد سعد الشهيرين (اللمبي) و(اللي بالي بالك) حققا إيرادات ضخمة تجاوزت في الأول حاجز الـ 27 مليون جنيه والثاني حاجز الـ 20 مليون جنيه، فإن النقاد الفنيين يتهمونه بأنه لا يقدم سوى الإسفاف الذي لا يمت للسينما بأية علاقة، بل إن البعض اتهمه بأنه اثر في أخلاقيات جيل بكامله من خلال المفردات التي قدمها في أفلامه ولغة (الضياع) التي عاشت بها الشخصيات التي قدمها، ووصل الأمر إلى اتهامه بالإساءة لسمعة مصر الفنية!
وبغض النظر عن حقيقة تعريف ما يقدمه محمد سعد أو الشهير باللمبي من أعمال فنية، فمما لا شك فيه انه مع كل عمل فني جديد يبدأ العمل به يدخل هو وفريق العمل في صراع جديد مع الرقابة على المصنفات الفنية والتي اقسم رئيسها مدكور ثابت في أحد حواراته مع الصحافة أن اسم اللمبي لن يظهر مرة أخرى على افيش أي فيلم سينمائي مصري آخر طوال حياته! وكان ذلك عقب الحملة الضارية التي شنت ضد الرقيب بصفته المسئول عن خروج هذه النوعية من الأفلام إلى النور ورغبة صناع اللمبي في استثمار نجاحه لعمل سلسلة متتالية على غرار سلسلة أفلام إسماعيل يس الشهيرة، لذلك جاء اسم فيلم (اللي بالي بالك) كإشارة غير مباشرة لشخصية (اللمبي) التي أحبها الجمهور!
محمد سعد في حواره مع صحيفة «الوسط» أكد انه يريد أن يقيم هدنة حقيقية مع الرقابة على المصنفات الفنية وأن ينول رضاء النقاد الذين ظلموه ولو لفترة مؤقتة بعد اتهامه بأنه ليس ممثلاً حقيقياً بل مجرد «مونولوجست» فني!
ما الجديد الذي ستقدمه مع «عوكل»؟
- اسم الفيلم «عوكل» وهو الشخصية نفسها التي سأقوم بأدائها، وتدور قصة الفيلم عن شخصية «عوكل» الإنسان البسيط الذي يقع في الكثير من المشكلات بسبب شخصيته المسالمة وحبه الشديد لأصدقائه وأهل حارته، إلا أن قسوة المواقف التي يتعرض لها تدفعه إلى التمرد حتى يصبح من كبار تجار السوق.
ويقع «عوكل» في حب فتاة (الفنانة نور اللبنانية) التي أحبته بسبب بساطته، وحبه للجميع، وبعد تغيره تسعى بكل ما تملك إلى أن تحافظ على مشاعره الجميلة تجاه الناس البسطاء.
وهل سيعتمد الفيلم مثل أفلامك السابقة (اللمبي واللي بالي بالك) على كوميديا الأفيهات والشخصية الهزلية؟
- لا بالمرة، هذا العمل أحاول فيه فعلاً الانسلاخ عن شخصيتي (اللمبي واللي بالي بالك)، أولاً حتى لا يملني الجمهور من كثرة التكرار، وثانياً حتى يعترف بي النقاد كممثل ذي قدرات تمثيلية قادر على التنوع وأداء شخصيات مختلفة بالإتقان نفسه الذي قدمت به اللمبي.
ما حقيقة تدخلك في كل تفاصيل أي فيلم تقوم ببطولته ما جعل فيلمك الجديد «عوكل» يشهد أكبر قدر من انسحابات المخرجين من العمل (ساندرا نشأت، وائل إحسان، علي إدريس) بسبب تدخلك في عملهم، حتى عاد إلى المخرج محمد النجار مرة أخرى الذي سبق أن اعتذر في البداية؟
- لا أود أن أتكلم عن أية تفاصيل، لا بخصوص الفيلــم ولا بخصوص أية تفــــاصيل أخرى خاصة بفريق العمل، كل ما أؤكده أنني أتعرض لنـــوع شديد من الضرب تحت الحزام، فهناك من يتعاملون معي كما لو كانوا يتعاملون مع جاسوس خطـــير، والكل يحاول أن ينـــزل من قدر محمد سعد ويمنعه من ارتقاء باقي خطـــــوات السلم الذي قرر أن يصعده ومازالت أمامه خطوات ودرجات كثيرة لتحقيق ذاته وكأني عدو لهم ومسئول عن عدم نجاحهم.
إذاً، أنت تعترف بتدخلك في تفاصيل العمل بشكل ما؟
- ولماذا لا؟! فأنا لا أتدخل في تفاصيل العمل كنجم بقدر ما هي مناقشات أحاول من خلالها الوصول إلى أفضل النتائج الممكنة للعمل كله لتكون النتيجة في صالح الجميع، ودعوني اكون أكثر صراحة، إن أي خطأ في العمل سينسب إلى محمد سعد بطل الفيلم، وهو ما حدث فعلاً في فيلمي (اللمبي واللي بالي بالك) ، فكلاهما كانت بهما أخطاء فنية وهذا أمر وارد جداً، فلا يوجد عمل كامل. وأولاً وأخيراً أنا من أؤدي شخصية الفيلم الرئيسية فليس من الممكن أبداً أن أنفذ تعليمات أنا لست مقتنعاً بها أو لا أحس بها لمجرد أن المخرج قال لي اعمل كذا!
هل ستحاول في فيلمك الجديد كسب ود النقاد الفنيين الذين أعلنوا غضبهم عليك من خلال فيلميك السابقين؟
- بصراحة لا أنكر أنني حزين من موقف النقاد مني سواء في رد فعلهم تجاه فيلم (اللمبي) أو (اللي بالي بالك)، إذ هوجمت في الأول بعنف شديد وهذا ضايقني جداً، فحاولت في فيلمي الثاني تحاشي بعض الأخطاء التي وقعت فيها ولكن واضح أن النقاد تعودوا على نقد محمد سعد واتهامه بالإسفاف بمناسبة ومن دون مناسبة مهما قدم أي شيء مختلف إلى درجة أن فيلم (اللي بالي بالك) كان فيه اختلاف واضح في الأداء لكن لم يتكلم عن ذلك أحد بشكل منصف! مع أن البعض قال إنني كنت في هذا الفيلم أفضل من اللمبي، وواضح بصراحة أكثر أن النقاد تعودوا على (شتيمتي)!
ولكنك متهم بالإسفاف وتقديم فن (التهريج) المخدر بلا هدف أو قيمة واحدة؟
- مخدر مرة واحدة؟! هل حب الناس مخدر؟! لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول! ولكن كل الذي أعرفه أنني ظللت طوال عشرين عاماً منذ احترافي للتمثيل في مطلع الثمانينات أقدم الأعمال الجادة، فهل يتذكر لي أحد أي دور قبل اللمبي؟! إن الجمهور هو الذي يحدد للفنان ما يمكن أن يقدمه لينجح فيه، فمهما تكلمنا عن القيمة الفنية لأي عمل فني ففي النهاية المنتج يريد أن يكسب على الأقل فلوس الإنتاج، وأفلام الجوائز لها أناسها وأنا صريح مع نفسي، فهل يجب عليّ أن أقدم أعمالاً درامية مأسوية، كل الأبطال يموتون في نهاية الفيلم مثلاً حتى لا أتهم بالإسفاف؟! هل يذكر أحد لي دوري في فيلم (الطريق إلى ايلات) الذي أخذت عنه درعاً وشهادة تقدير؟! لقد اكتشفت أن الكوميديا هي طريقي إلى النجاح ولن اتنازل عنها أبداً، والذين يقولون إن (الجمهور عاوز كده) مجرد شماعة لتعليق الأخطاء، ينافقون أنفسهم ولا يريدون الاعتراف بالحقيقة وهي أن متطلبات السوق وإقبال الجمهور هي الفيصل الحقيقي فعلاً لتأكيد النجاح من عدمه.
ما رأيك في اتهام النقاد لك بأنك مسئول عن إفساد أخلاق الشباب الذي أصبح يتكلم بطريقتك ويقلد حركاتك التي وصفت بالابتذال؟
- أنا لست مسئولاً عن هذا الكلام الكبير جداً، هل فرد يفسد جيلاً؟! إنها مبالغات تصيبني بالإحباط فعلاً، ومع ذلك أقول إنني أقدم أفلاماً محترمة وكل أب يستطيع أن يأخذ ابنته البريئة وأطفاله الصغار والذهاب بهم لحضور أفلامي، فأنا لا أقدم مشاهد عارية أو حركات وإيماءات تخدش الحياء مثل ما هو موجود الآن في الكثير من الأفلام على الساحة الفنية ولا داعي لذكر أسماء بعينها. فأنا لن أقدم في يوم من الأيام ما أخجل منه على الأقل أمام زوجتي وأبنائي الصغار (نورالدين وكريم).
ما طموحاتك للفترة المقبلة؟
- أن أظل عند حسن الجمهور دائماً وخصوصاً الثقة التي أولاها لي، فأنا اعتبر نفسي فناناً كوميدياً قبل أي شيء ومهمتي الرئيسية إضحاك الجمهور الذي أحبني وان استطيع دائماً تقديم الضحك إليهم من دون إسفاف أو مشاهد تخدش الحياء ومثلي الأعلى في ذلك الفنانان العظيمان (نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين) وأتمنى أيضاً أن ينصفني النقاد لمرة واحدة، وخصوصاً أن الرقابة على المصنفات الفنية لم تعترض على شيء حتى الآن
العدد 695 - السبت 31 يوليو 2004م الموافق 13 جمادى الآخرة 1425هـ