العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ

دورة أثينا الأولمبية توضح معاناة أن تكون يونانياً

الاستعدادات على أشدها في القرية الأولمبية قبل أيام قليلة من الانطلاق

في البدء كانت نشوة النصر ثم جاء جنون القلق، كيف سيتسنى لليونان أن تمنح العالم هاتين الكلمتين، وجدت اليونان متعة بالغة في الفوز ببطولة الأمم الأوروبية لهذا العام في يوليو/ تموز والتي كان يرى البعض أنها دولة غير مرشحة تعادل فرص فوزها بها 1/80 لكنها سرعان ما عادت إلى قلقها الذي استمر سبع سنوات من أجل إقامة دورة اولمبية ناجحة.

وقال المذيع التلفزيوني انطونيوس بانوتسوس لبطولة كرة القدم التي أعطت للفخر القومي دفعة كبيرة «هناك قدر معين من القلق فيما يتعلق باستضافة الاولمبياد لكن الابتسامة تعلو وجوهنا بعد ما حققته كرة القدم». وبعد تكرار تواتر الأنباء غير السارة عن التأخير في أعمال البناء الخاصة بالدورة الاولمبية والمخاوف الأمنية وتجاوز الموازنة والتربح منذ فوز اليونان بحق استضافة الدورة العام 1997 لايزال الحكم للقضاء والقدر.

وقال بانوتسوس لرويترز ولم يتبق سوى أقل من أسبوع على افتتاح الدورة الاولمبية «نحن مثل البريطانيين. اليونان تستمتع بالكوارث. نحب أن نكون الأسوأ أو الأفضل. لا نريد أن نكون أي شيء في الوسط». وطالما جاهدت اليونان حتى ترقى إلى أمجاد الماضي التليد فليس من اليسير تكرار هذه الأمجاد إذ أن اليونان كانت مهد الحضارة الغربية والديمقراطية والرياضيات والطبيعة.

وربما لا يرقى الفوز ببطولة الأمم الأوروبية إلى الانتصارات القديمة ولكن بالنسبة إلى عشرة ملايين يوناني في بلادهم وسبعة ملايين آخرين منتشرين في أنحاء العالم كانت فرصة ولو لفترة قصيرة لتهدئة شعورهم الجماعي بعقدة الاضطهاد.

وكانت مسابقة يوروفيجين للغناء لهذا العام مثالا تقليديا لهذا.

فقد حل نجم البوب اليوناني ساكيس روفاس في المركز الثالث إلا أن النظريات كثرت عن السبب في فوز الاوكرانية روسلانا عليه فمن بين أعضاء لجنة التحكيم الذين أدلوا بأصواتهم في المسابقة السنوية لأغاني البوب الذي يتآمر ضد اليونان.

وقال بانوتسوس «هذا رد فعل يوناني نموذجي. نستطيع أن نقنع أنفسنا بأنها مؤامرة». واعترف الكاتب نيكوس ديمو وهو يفكر في معاناة ونشوة كونه يونانيا «اليونان دولة صغيرة مغرورة بقدر كبير للغاية شعبها مثقل بالتاريخ والأساطير». ويتصدر اليونانيون على الدوام استطلاعات الرأي بوصفهم الأمة الأكثر فخرا في أوروبا غير أنه قال «هذا الصدام بين غرورنا المتضخم الأسطوري والواقع اليومي القاسي مصدر إحباط مستمر». وأضاف ديمو مؤلف مجموعة من الأقوال المأثورة حققت مبيعات ضخمة عن (مأساة أن تكون يونانيا) «نتعطش إلى الاعتراف والقبول والإعجاب بنا». وكان هذا متوافرا بعد بطولة الأمم الأوروبية غير أنه جادل أن هناك حاجة إلى استيعاب دروس مفيدة وأضاف «لا شيء يحدث نتيجة للروح بمفردها. لكنها إذا اجتمعت بالعقل يستطيع اليونانيون تحقيق الكثير». وتخوض أثينا اختبارا صعبا بعد النجاح الذي حققته دورة سيدني وإذا تبين خطأ المتشائمين بشأن الدورة فقد يخرج اليونانيون إلى الشوارع في أنحاء العالم مجددا للاحتفال.

وفسر بانتوسوس الفرحة التي تفجرت وعبرت عنها الجماهير اليونانية في شتى أنحاء العالم التي هللت لفوز اليونان على البرتغال 1/صفر في نهائي بطولة الأمم الأوروبية قائلا «يشعرون بأن عليهم الدفاع عن أنفسهم وعن قيمهم لذلك ينتظرون حدثا يمنحهم الشعور بالفخر». وأضاف بعد أن احتفل اليونانيون من طشقند إلى تنزانيا «حين يحدث أي شيء فإنهم يكونون مستعدين للغضب الشديد وللاحتفال». إلا أن الغلو شأن يوناني أيضا إذ قال نيك كامباس وهو كندي من أصل يوناني يقيم في فانكوفر عن الإنجاز الذي حققته كرة القدم اليونانية في شهر يوليو «انه أهم شيء فعلناه منذ غزا الاسكندر الأكبر العالم». وصرحت رئيسة الجمعية الهلنستية بفانكوفر اناستاسي ماراجوس لصحيفة «فانكوفر صن» بكل فخر «أمر عظيم دائما أن تكون يونانيا لكن هذا الصيف سيكون الأمر أكثر متعة»

العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً