فيلم «الجرائم» الواقعي ذو الإيقاع السريع الذي فاز بجوائز أوسكار كثيرة The French Connection (1971)، يصور أحد مشاهده مطاردة مجنونة ومثيرة بين سيارة وقطار يرتفع، وهو مشهد تم تقليده في عشرات الأفلام، لكنه هنا مرعب ويحوي عدداً من اللقطات المقطعة والمتداخلة بشكل مذهل. جيمي دويل أو بوبي (جين هاكمان) هو رجل سوقي، ومتوحش، لا يتعب من ارتكاب الأعمال الشريرة، يكرهه الجميع، وهو مهووس بالشر ويعاني من سادية بشعة، وهو شرطي سري يعمل في دائرة مكافحة المخدرات التابعة لشرطة نيويورك، يستحوذ عليه حب ملاحقة تجار المخدارت. في أهم جزء من الفيلم نرى أحد قناصي عصابة المخدارت القتلة وهو بيير نيكولي (مارسيل بوزوفي) الذي يلقب بـ «الضفدع 2»، ونشاهد كيف يفشل في قتل دويل، وكيف يطارده دويل بسيارته بينما يستقل نيكولي القطار الذي يمر عبر منطقة بينسون هارت في بروكلين، في أحد أفضل لقطات المطاردة على الاطلاق، بل وتتنافس مشاهد المطاردة بين مشهد السيارات الذي قدمه منتج الفيلم ذاته في فيلمه Bullitt، والسبب الذي أكسب الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل مونتاج.
يشير دويل إلى إحدى السيارات، يستولي عليها ويختطفها (بحجة وجود حال بوليسية طارئة) ثم يقوم بمطاردة تاجر المخدرات الذي يستقل قطاراً خارجاً عن السيطرة تمتد سكته إلى أعلى نفق للمشاة، إذ يرعب نيكولي ركاب القطار ويجبر سائقه على ألا يتوقف في المحطة القادمة، ثم يقتل شرطي القطار ومفتشه، ويتسبب في حدوث سكتة قلبية للسائق. ينطلق المحقق المضطرب عقلياً في طريقه خلف القطار متجاوزاً الكثير من الإشارات الضوئية ويقتحم الشوارع القريبة من السكة بسرعة جنونية في شوارع نيويورك أسفل معبر المشاة، حتى انه أوشك على الاصطدام بسيدة تدفع طفلها في عربة في أحد الشوارع. نراه يضرب بقبضته بين الحين والآخر على مقود السيارة، غضباً بسبب عدم قدرته على اللحاق بالقطار. وفي نهاية المطاردة وبعد اصطدام مأسوي بين القطار وقطار آخر (وقد تم عمل هذه اللقطة بتصوير قطار يتحرك مبتعداً عن الكاميرا، ثم تم تركيبها على لقطة معكوسة)، يهرب نيكولي من الحطام، معتقداً أنه أفلت من قبضة دويل، لكن دويل يطلق عليه النار وهو واقف على أعلى عتبات محطة القطار. وقد أصبحت هذه الصورة أشهر صورة استخدمت للترويج للفيلم حتى الآن
العدد 705 - الثلثاء 10 أغسطس 2004م الموافق 23 جمادى الآخرة 1425هـ