العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ

السيستاني: أنصار الصدر سلموا مفاتيح «الصحن»

كلف الشهرستاني إجراء اتصالات نجحت في احتواء الأزمة

بغداد - عصام العامري، وكالات 

20 أغسطس 2004

اتجهت الأزمة في النجف إلى الحل أمس بعد تسرب موجة من الأنباء المتضاربة بشأن الوضع، فقد أفاد المتحدث باسم المرجع الديني السيدعلي السيستاني في لندن مساء أمس بأن أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر «سلموا مفاتيح» الصحن الحيدري إلى ممثلي السيستاني. وقال ممثل المرجع في لندن، مرتضى الكشميري: «تم تسليم المفاتيح إلى مكتب» السيستاني.

وأكد «جيش المهدي» انه اتفق مع السيستاني على تسليم مفاتيح الضريح وإخلاء المكان. وكان قدر كبير من الغموض يحيط بالوضع في مشهد الإمام علي بسبب القصف الأميركي الكثيف للمدينة بهدف طرد «جيش المهدي» كما زعمت الحكومة العراقية في وقت سابق أن الشرطة سيطرت على المسجد واعتقلت نحو 400 من عناصر الميليشيا، إلا أن مساعدا للصدر ووزارة الدفاع الأميركية نفت ذلك في وقت لاحق. كما اوضح احمد الشيباني المتحدث باسم الصدر أن الأخير لايزال في النجف «ولا يخرج منها إلا بالشهادة».

وكشف مصدر في البيت الشيعي لـ «الوسط» أن الاتصالات ظلت متواصلة طيلة الفترة الماضية من قبل القوى الدينية والسياسية بين طرفي الأزمة، وأوضح أن السيستاني كلف عالم الذرة حسين الشهرستاني لتمثيله في الاتصالات، وان الأخير أجرى اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء اياد علاوي وابلغه برغبة المرجع لإيقاف نزيف الدم والحفاظ على قدسية الضريح، كما أجرى ممثلو المرجع في النجف اتصالات مع مندوبين عن الحكومة والصدر ملحين على إنهاء الأزمة وإيقاف المعارك وحفظ أرواح الناس. في غضون ذلك، قتل جنديان أميركيان وأصيب ثلاثة بجروح أمس عندما تعرضت دوريتهم لكمين نصبه مقاتلون في سامراء. ونشر موقع على الانترنت بيانا نسب إلى «الهيئة العسكرية لجيش أنصار السنة» أعلنت فيه أنها خطفت 12 نيباليا يعملون مع القوات الأميركية.


تضارب بشأن السيطرة على المرقد... وشائعات بشأن هروبه

الصدر يوافق على تسليم مفاتيح ضريح الإمام علي إلى المرجعية

عواصم - وكالات

ساد الغموض بشأن حقيقة الوضع في النجف أمس وذلك بعد إعلان أنصار الزعيم الديني مقتدي الصدر عزمهم تسليم مفاتيح ضريح الإمام علي (ع) إلى ممثل المرجع علي السيستاني، فقد دار لغط وتضاربت الأنباء بشأن من يتولى حاليا السيطرة على الصحن الحيدري وحول مكان الصدر إذ ذكرت شائعات انه هرب ليلا من المدينة التي استمرت فيها المعارك.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس انه لم يكن هناك أي شرطي داخل ضريح الإمام علي الذي لايزال عناصر «جيش المهدي» يتحصنون فيه. وكانت الحكومة العراقية أكدت في وقت سابق أن الشرطة دخلت إلى الضريح بعد أن انسحب منه عناصر الميليشيا. وقال، القيادي في «جيش المهدي» أبومصطفى لفرانس برس أن أبواب الضريح اقفلت بالمفاتيح لإثبات «تصميمنا على تسليم هذا المكان المقدس إلى المرجعية».

وقال مراسل فرانس برس إن العديد من المسلحين ومؤيدي الصدر كانوا في الضريح وفي ساحته. وأضاف أن المعارك كانت لاتزال مستمرة جنوب المدينة. كما قال ضابط أميركي كبير إنه لا يستطيع تأكيد أن الشرطة سيطرت على مرقد الإمام وأضاف أن مكان الزعيم الصدر غير معروف. وقال الأميرال جريج سلافونيتش لرويترز عندما سئل بخصوص إعلان الحكومة أن الشرطة سيطرت على مرقد الإمام وألقت القبض على المئات من مقاتلي الصدر «لا يمكننا في الوقت الراهن تأكيد ذلك». وأضاف أن ثمة شائعات تفيد بان الصدر هرب لكنه قال إن الجيش الأميركي ليس لديه معلومات بخصوص مكان الزعيم الديني.

وكان مراسل وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن شهود عيان في النجف زعمهم بأن الشرطة اعتقلت 425 فردا من ميليشيا المهدي بعد أن غادروا الضريح في المدينة القديمة. وأضاف شهود العيان أنه لاتزال هناك عناصر مطلقة السراح من أفراد «جيش المهدي» في أنحاء المدينة. وأوضحوا أن الشرطة فرضت السيطرة على المسجد. وفي المقابل قال مساعد كبير للصدر أن تقارير سيطرة الشرطة على مرقد الإمام علي زائفة. وزعم المتحدث باسم وزارة الداخلية صباح كاظم أن الصدر ربما هرب من الحصار. وقال لقناة «سي. ان. ان» «من المحتمل أن يكون قد هرب ليلا».

وعلى صعيد متصل صرح مدير صحة المدينة صلاح المهني إن حصيلة مواجهات أمس الأول وأمس بلغت 80 قتيلا و166 جريحا وأن مستشفيات المدينة باتت لا تستوعب الأعداد المتزايدة من الضحايا فيما أكد مصدر في وزارة الصحة أمس مقتل 77 عراقيا وإصابة 70 آخرين بجروح في اشتباكات النجف وأضاف أن «غالبية هؤلاء سقطوا ليلة الجمعة تحديدا».

وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين أفراد الميليشيا والقوات الأميركية عند الجهة الجنوبية من مدخل ضريح الإمام. وبينما لا تزال المعارك مستمرة خارج الضريح قامت ميليشيا بالتحصن فوق أسطح المنازل العالية للقيام بأعمال قنص فيما قامت الشرطة والحرس الوطني بمساندة القوات الأميركية في الجزء الجنوبي من المدينة القديمة.

في الإطار ذاته قالت قناة «الجزيرة» إن الرهينة الأميركي ميكا غارين دعا الولايات المتحدة في شريط فيديو إلى وقف إراقة الدماء في النجف. وفي وقت سابق أكد المتحدث الرسمي باسم الصدر احمد الشيباني أن المرجع الديني علي السيستاني وافق على خروج «جيش المهدي» من الضريح وتسليم مفاتيح الصحن الحيدري. وقال «ذهبنا صباح هذا اليوم (أمس) إلى مكتب السيستاني للاتفاق على تسليم مفاتيح ضريح الإمام علي ومكتبه اتصل هاتفيا بالسيستاني في لندن الذي وافق بدوره على تسلم المفاتيح».

وأضاف أن «من المتوقع أن تأتي لجنة من مكتب السيستاني إلى الضريح لكي نقوم بدورنا بتسليمها المفاتيح» إلا انه لم يحدد موعدا للزيارة. وأوضح أن «الزوار والدروع البشرية وعناصر جيش المهدي سيتركون حينها الضريح وستقفل الأبواب».

ومن جهتها ذكرت «الجزيرة» أن ممثلين للصدر سلموا فعلاً مفاتيح الضريح إلى مندوبين عن السيستاني.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي في حديث مع «بي. بي. سي» أمس بالا يقع هجوم على مسجد الإمام علي وقال أن غصن الزيتون لا يزال ممدودا للصدر وميليشياته. ووصف علاوي أحدث هجمات على ميليشيا الصدر بأنها «عمليات تطهير» بعيدا عن المزارات واستهدفت جعل النجف آمنة للسكان.

واعتبر ممثل السيستاني الشيخ احمد الصافي ما يجري في النجف بأنه «كارثة حقيقية». وقال في خطبة الجمعة من مقام الإمام الحسين في كربلاء «لا يخفى عليكم المأساة الحقيقية التي يمر بها الشعب لاسيما في النجف وهي بحق كارثة حقيقية لما تحمله في داخلها من مؤامرات تمت في جنح الليل ولما يكتنفها من مستقبل مخيف في الأيام المقبلة».

وانتقد الصافي المسئولين السياسيين الشيعة في الحكومة قائلا «العتب كل العتب على بعض السياسيين المحسوبين علينا فهم لحد الآن لم يثبتوا الصدقية المتوقعة بل اثبتوا عكس ذلك وبدلا من أن يبذلوا جهودهم لحل الأزمة قاموا بخلط الأوراق واخذوا يستخدمون الدعاية لأنفسهم على حساب حياة الأبرياء».

وحذر المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله من انعكاسات الهجوم الأميركي، على استقرار المنطقة مجددا دعوته لحل الأزمة سلميا. في غضون ذلك أعلن مسئول أميركي كبير أن الولايات المتحدة لا تستبعد أن تكون الميليشيا حصلت على اسلحة من إيران ولكنها لا تملك أي دليل رسمي بشأن هذا الموضوع. وعبرت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندليزا رايس عن ثقتها في التقدم السياسي الحاصل في العراق على رغم التدهور العسكري في النجف وفي مناطق أخرى.

وأعلن الجيش الأميركي أمس مقتل عنصرين من مشاة البحرية خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في محافظة الانبار. وأعلن المتحدث باسم مديرية شرطة محافظة كربلاء رحمن مشاوي فرض حظر التجوال في المدينة ثماني ساعات يوميا ولمدة ثلاثة أيام.


أطباء الجيش الأميركي ساهموا في انتهاكات أبوغريب

لندن - وكالات

ذكرت نشرة «لانسيت» الطبية الأسبوعية أن أطباء الجيش الأميركى الذين كانوا موجودين في سجن أبوغريب، ساعدوا عسكريين أميركيين في هذا المجال أو غطوا على عملهم. وتحدثت النشرة نقلا عن وثائق حكومية تشمل شهادات تحت القسم لسجناء وجنود عن الطرق المختلفة التي ساهم بها الأطباء بسوء المعاملة. وتقول النشرة في عددها لليوم السبت ان «أعضاء الطاقم الطبي كانوا يفحصون السجناء قبل جلسات الاستجواب وخلالها وسمحوا للمحققين باستخدام المعلومات الطبية التي تخص السجناء لتنظيم التقنيات المستخدمة في الاستجواب». وتابعت أنهم «قاموا بتزوير السجلات الطبية ووثائق الوفاة (لإخفاء آثار التعذيب) ولم يقدموا إلى الجرحى الإسعافات اللازمة». ويبقى الاتهام الأهم الموجه ضد الأطباء هو انهم ساهموا «بتنظيم وتنفيذ مناهج الاستجواب» التي تتضمن التعذيب الجسدي والنفسي.


الشيخ فاضل المالكي لـ «الوسط»:

الأزمة لم تحل جذرياً وقد تنتقل إلى محافظات أخرى

الوسط - المحرر السياسي

قال المرجع الديني آية الله الشيخ فاضل المالكي، في اتصال هاتفي مع «الوسط» مساء أمس إن المواجهة الحالية في النجف الأشرف لا تتجه إلى حل القضايا المتعلقة بها بشكل جذري، وتوقع أن أساليب المواجهة فيها قد تتغير وتنتقل إلى مناطق أخرى لأن الوضع أصبح مهيئا لذلك في مختلف محافظات العراق.

وألقى المالكي باللائمة على الحكومة التي صعدت لهجتها بغرض تصفية التيار الصدري، معتبرا أن «مربط الفرس» في كل هذه القضية هو قرار صادر من الاحتلال أساسا.

وقال المرجع: «لقد أجرينا مفاوضات واتصالات مع مختلف الأطراف لحل المشكلة لكن الحكومة تطالب بالإذعان وحل «جيش المهدي» من دون مفاوضات وهذا لن يتم لأن التيار الصدري له جماهيرية ويؤدي دورا في الساحة السياسية. ولذلك فإن حله يتطلب مفاوضات وخصوصاً أن هناك ميليشيات أخرى غير منزوعة السلاح».

وأعرب المالكي عن اعتقاده بأن تتجه الحكومة إلى الإستجابة للمبادرات وإعطاء الفرصة للتيار الصدري للدخول فيها وإلا فإن المشكلة لن تحل جذريا

العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً