توعد القيادي في «حركة حماس» نزار ريان، أمس باللجوء إلى «كل الخيارات» من اجل إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية، في إشارة إلى احتمال خطف جنود إسرائيليين، كما هدد بمواصلة قصف المستوطنات. وقال للصحافيين إن «كل الخيارات مفتوحة أمام فصائلنا المجاهدة»، ومنها خطف جنود إسرائيليين، وذلك على هامش تظاهرة نظمت في مخيم جباليا شمال قطاع غزة تضامناً مع المعتقلين المضربين عن الطعام لليوم السادس.
ورداً على إغلاق الطرق بين المدن والمناطق في غزة بسبب إطلاق صواريخ «قسام» على مستوطنات، توعد ريان بمواصلة «دك المغتصبات (المستوطنات) حتى يرحلوا عن بلادنا، وكل الخيارات مفتوحة، ولن نوقف سلاحنا ما بقي المحتل في أرضنا». من جانب آخر، زجت الشرطة الإسرائيلية أمس بقواتها في محيط الحرم القدسي، ومنعت المصلين دون سن الـ 45 عاماً من دخول المسجد الأقصى وسمحت للنساء من مختلف الأعمار. وتدعي الشرطة أنها تقوم بهذه الخطوة تحسباً لوقوع اضطرابات وأعمال عنف مناصرة للأسرى.
الأراضي المحتلة، القاهرة - محمد أبو فياض، وكالات
زجت الشرطة الإسرائيلية أمس بقواتها في محيط الحرم القدسي لمنع حرية الصلاة، في وقت هدد فيه قيادي في حركة حماس بخطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. ورفض وزير الأمن الإسرائيلي تساحي هانغبي مطالب الأسرى.
فقد قالت مصادر فلسطينية في القدس الشرقية المحتلة إن الشرطة الإسرائيلية زجت بقوات كبيرة في محيط الحرم القدسي، وقامت بأعمال تفتيش استفزازي وفحص بطاقات هوية كل المتوجهين نحو الحرم لأداء صلاة الجمعة.
ووفق المصادر ذاتها فقد منعت الشرطة الإسرائيلية، المصلين الفلسطينيين من دون سن الـ 45 عاما من دخول المسجد الأقصى لصلاة الجمعة وسمح للنساء من مختلف الأعمار. وتدعي الشرطة الإسرائيلية أنها تقوم بهذه الخطوة تحسبا لوقوع اضطرابات وأعمال عنف مناصرة للأسرى في إضرابهم عن الطعام الذي دخل يومه السادس على التوالي. وذكر شهود عيان، أن قوات ما يسمى حرس الحدود والدوريات الإسرائيلية، انتشرت بكثافة في محيط البلدة القديمة لمدينة القدس، وخصوصاً في محيط الحرم القدسي. إلى ذلك أدان الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة الشيخ نافذ عزام العدوان الأميركي على مدينة النجف والصحن الحيدري وأعلن تضامن حركة الجهاد مع السيد مقتدى الصدر وإخوانه في جهادهم المشروع ضد المحتل الأميركي. وواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السادس على التوالي احتجاجا على ظروف اعتقالهم غير الإنسانية، فيما نظمت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» مسيرة حاشدة في مخيم جباليا تضامنا معهم.
وشارك في المسيرة القيادي في حركة حماس نزار ريان والناطق باسم الحركة سامي أبو زهري انتهت بمهرجان خطابي بعد أن طافت شوارع المخيم وخلت من المسلحين انطلاقا من مسجد الخلفاء الراشدين بمخيم جباليا.
وهدد نزار ريان بخطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وقال «سنخطف الجنود الصهاينة لتحرير الأسرى»، مؤكدا على ضرورة تصعيد جميع عمليات المقاومة ضد الإسرائيليين والمستوطنات وجنود الاحتلال تضامنا مع الأسرى.
من جهة أخرى طالبت منظمة «أطباء» لحقوق الإنسان مصلحة السجون الإسرائيلية بالعمل على إدخال أطباء مستقلين لفحص الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه تعهد وزير الأمن العام الإسرائيلي تساحي هانغبي أمس بأن بلاده لن تقبل أيا من مطالب آلاف السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هانغبي تصريحاته عقب تقييم للموقف أجراه مع المسئولين في هيئة السجون الإسرائيلية الذين أطلعوه على عدد السجناء المضربين عن الطعام وحالاتهم الصحية.
وذكر الوزير إن هيئة السجون تستعد لاحتمال امتداد الإضراب لعدة شهور. وقال ردا على سؤال عما إذا كان مازال مصرا على التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي عن استعداده لأن يستمر الإضراب حتى إذا مات المضربون عن الطعام «لم يتغير رأيي».
وقال متحدث باسم هيئة السجون الإسرائيلية إن ثلاثة آلاف من نحو 3800 من «السجناء الأمنيين» المعتقلين لأسباب تتعلق بمقاومة الاحتلال في السجون الإسرائيلية رفضوا تناول الطعام أمس في سادس أيام الإضراب.
وفي سياق ثان، ذكرت صحيفة «الأهرام» أمس أن وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان سيقومان بزيارة إلى «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية نهاية الشهر الجاري للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات. وقالت الصحيفة إن المحادثات مع شارون وكبار المسئولين الإسرائيليين ستتناول الخطوات المتعلقة بالانسحاب من غزة وبعض أجزاء الضفة الغربية «ووقف العدوان وتصعيد أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية».
ومن المقرر أن يلتقي أبو الغيط وسليمان خلال الزيارة مع مسئولي حركة فتح وسيقوم عرفات بإرسال وفد من كبار مسئولي الحركة إلى مصر مطلع الشهر المقبل وذلك في إطار الحوارات المصرية الثنائية القائمة مع الفصائل الفلسطينية تمهيدا لإمكان توصلها إلى صوغ برنامج عمل وطني باتفاقها جميعا مع نهاية سبتمبر.
وميدانيا استشهد مواطن فلسطيني مسن أمس متأثرا بجروح أصيب بها أمس الأول في حي البرازيل في محافظة رفح. وأغلقت قوات الاحتلال المنطقة الصناعية في بيت حانون، بصورة فجائية، وطردت العمال الفلسطينيين منها، في وقت واصلت فيه المروحيات الحربية إطلاق نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه منازل المواطنين في المدينة.
وفي خان يونس هدمت قوات الاحتلال خلال اجتياحها لمنطقة البرابخة، غرب المدينة عددا من منازل المواطنين، وسوتها بالأرض وبلغ عدد المنازل 10 منازل.
بيروت - يو بي آي
تلقى عشرات المعتصمين في خيمة قرب مكتب الأمم المتحدة في بيروت تضامنا مع المضربين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية أمس رسالة من الأسير اللبناني لدى «إسرائيل» سمير القنطار تحثهم فيها على استمرار اعتصامهم. وقال القنطار المعتقل منذ أكثر من 26 عاما «إن كل محاولات تركيعنا تزيدنا إصرارا على الثبات والصمود إيمانا بعدالة قضيتنا وحقنا في النصر».
وتابع «إن الإضراب سيؤدي إلى انخفاض حاد في الوزن وضعف وفتور في الجسم، سيحول جلدنا إلى جلد جاف وبارد، وسينخفض ضغط الدم وسيتقلص حجم القلب، لكن كونوا على ثقة أن إرادة الحياة ستجعل أجسادنا على رغم ضعفها أكثر قوة على مواجهة الجلاد». ودعا القنطار المتضامنين إلى بذل «المزيد من الجهود من أجل ضمان حريتنا في اقرب فرصة». وتعهد بأن «تبقى السجون والمعتقلات قلاعاً لا تهزم وفي الخندق الأول في مواجهة الاحتلال»
العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ