العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ

ليلى زانا تسعى إلى تأسيس حزب جديد

«العمالي الكردستاني» يريد الانتقام من تركيا

القامشلي - فاروق الحاج مصطفى 

20 أغسطس 2004

في الايام الاخيرة، وبمناسبة مرور عشرين عاماً على ثورة حزب «كونغرى كل» (حزب العمالي الكردستاني سابقاً)، طلب القائد العام لقوات حماية الشعب باهوز اردال (وهو فصيل عسكري تابع للعمال الكردستاني) وعبر الاتصال مع القناة الفضائية الكردية «ميزوبوتاميا»، الشعب الكردي الاستعداد للوقوف الى جانب المواقف الجديدة للحزب، وأكد انه وبمناسبة ذكرى يوم انطلاق الثورة (في الخامس عشر من أغسطس/ آب 1984)، فإن الحزب يسعى الى الانتقام من الحكومة التركية وذلك لسببين حسبما قال، الاول: ان تركيا لا تحاول إيجاد حل سلمي للقضية الكردية، والثاني ان الاساليب التي تتعامل بها تركيا مع عبدالله اوجلان لا تناسب أطروحات الحل السلمي التي قدمها الأخير.

وأكد ان هذين العاملين سيكونان سببين لشن حرب جديدة على تركيا، وقال إنه بالاضافة الى ذلك فان تركيا لم توقف حربها ضد الاكراد، وقد بلغت الخسائر البشرية للاكراد 500 خلال فترة السنوات الخمس الأخيرة، وهي الفترة التي كان الحزب في حال الهدنة.

الى جانب ذلك، تؤكد مصادر كردية ان قوات تركية قامت قبل ايام بحملة تمشيط واسعة في كردستان التركية، وحدثت صدامات شرسة بين عناصر من حزب العمال والقوات التركية، راح على إثرها عدد من عناصر قوات حماية الشعب الكردية، ما أعاد الخلافات إلى سابق عهدها. واتهمت السلطات رئيس بلدية ديار بكر اوصمان باي دمر بأنه يدعم «الإرهابيين»، وهي ترد بذلك على الزيارة التي قام بها الى اهالي القتلى معزياً. وردّ باي دمر على السلطات بأنه لم يذهب الى الارهابيين بل ذهب الى العائلات الكردية، وهي عائلات متجذرة ومهمة في نسيج المجتمع الكردي والتركي. ووصف هذا الهجوم الاعلامي والحكومي بأنه يكرس الشوفينية ويمهد إلى حدوث شرخ في المجتمع بالجمهورية التركية.

ومن جهة أخرى تؤكد المصادر الكردية أن ليلى زانا، وهي برلمانية كردية بقيت رهن الاعتقال أكثر من عشرة أعوام، أطلق سراحها قبل شهرين من السجون التركية بضغط من الاتحاد الاوروبي، تسعى الى تأسيس حزب جديد مناسب للتطورات الدولية والتركية. ويعزو بعض المراقبين الأكراد سبب تشكيل حزب جديد الى ان زانا فوجئت بالتطورات التي حصلت في حزبها السابق، فهو يعج بالمشكلات وتعرّض للانشقاق. وهناك لمسة من التطرف في الحزب القديم. هذا بالاضافة الى ان زانا بتأسيسها هذا الحزب إنما تريد ان تنتقم من الحزب العمالي الكردستاني، لأن الاخير لم يستمع الى نصائحها عندما طلبت منه تـأجيل تهديده لمدة اقصاها ستة اشهر، وان يعطي الكردستاني فرصة سلام أخرى لتركيا.

ويتوقع المراقبون الاكراد أن القياديين اللذين اطلق سراحهما قبل أيام من السجون التركية التي أمضيا فيها سنة وعشرة اشهر، وهما الامين العام السابق لحزب ديمقراطية الشعب محمد عباس اوغلو، والقيادي في ديمقراطية الشعب نورالدين سولمز سيكونان مع زانا، لأنهما سوف لن يقبلا ان يسيطر رئيس الحزب الحالي تونجر باكر، على الحزب المذكور. وهناك توقعات بأن الحزب الذي يؤسس سيكون حزبا مهماً للاكراد وسيحظى بتأييد واسع من قبل الاكراد والاتحاد الاوربي

العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً