وجه الضابط السابق بالجيش العراقي عوني القلمجي إلى «عدم احترام المرجعية الدينية في العراق، أو أي رجل دين أو فرد آخر يهادن الاحتلال الأميركي» مشيراً إلى أن «المرجعية هي المقاومة، والمقاومة لها برنامجها ومشروعها الخاص بها، وهي غير مشرذمة كما يدعي البعض، بل هي منظمة ولاتقع تحت قيادة موحدة، فلها أجهزة إستخبارات تتفرد بها، والتيار الصدري المسلح المتمثل في «جيش المهدي» يشكل جزءاً منها «منبهاً» إلى أن هذه المقاومة ستشمل الشعب العراقي بأسره وستحقق إنتصارات ساحقة ضد الاحتلال الأميركي مستقبلاً».
جاء ذلك في ندوة «الأوضاع في العراق» التي أقامها نادي العروبة، في مقره بالجفير مساء الأحد الماضي، فبالنسبة للأكراد أكد القلمجي على «حق الأكراد في المطالبة بدولة وحكم مستقل، فهم يرفضون الإحتلال الأميركي للعراق، شأنهم شأن بقية العراقيين، إلا أنه لا يمكن لفرد منهم إدانة الإحتلال من خلال الوجود في مظاهرة أو مسيرة في الشوراع، لأنه سيلاقي القمع كما هو الحال في باقي الدول العربية».
نافياً «وجود أحزاب دينية في العراق، فهي ضعيفة ولا تشكل إلا القلة القليلة من المجتمع العراقي، كما أنه لايوجد أي حزب ديني تمكن من الوصول إلى السلطة في العراق».
وأشار إلى أن «المعارضة التي أنتمي إليها حيث النظام العراقي البائد، ومدت يدها له من أجل مصلحة العراق، وكان شعارها هو المصالحة، في الوقت الذي تهيأت فيه الأمور للوصول للمصالحة والتسوية النهائية بينها وبين النظام، إلا أن الحرب أفسدت المشروع برمته».
وعند سؤاله عن أثر الحرب الأميركية البريطانية على العراق، أجاب القلمجي «الحرب لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت مستمرة منذ اثني عشر عاماً، منذ أن فرض الحصار على الشعب العراقي، والذي كان أشد فتكاً من الدبابة، فقد منعت سيارات الإسعاف عن الدخول للعراق، وكذلك قلم الرصاص الذي لم يسلم من المنع أيضاً، إذ ادعى البعض بأنه من الممكن أن يستخدم كسلاح مضاد، عبر استغلال المواد التي يحتويها»
العدد 746 - الإثنين 20 سبتمبر 2004م الموافق 05 شعبان 1425هـ