اتخذت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطوة مفاجئة أمس - في قرار بالإجماع شاركت «إسرائيل» في التصويت عليه - يدعو إلى تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من السلاح النووي، ومراقبة النشاطات النووية لكل الدول.
وشدد القرار - الذي اقترحته مصر - على «الضرورة الملحة لكل الدول في الشرق الأوسط» بأن تخضع أنشطتها النووية للمراقبة من أجل «تعزيز السلام والأمن في إطار منطقة خالية من السلاح النووي».
وصوت المندوب الإسرائيلي إلى جانب ممثلين من 140 بلدا. وقال إن «إسرائيل» «انضمت إلى التوافق لأنها أقرت أن منطقة منزوعة السلاح النووي يمكن أن تساهم في جهود السلام والأمن في المنطقة»، مع انه أشار إلى عدم تأييده لطريقة صوغ القرار.
وكانت الدول العربية تنتقد دوما رفض «إسرائيل» مراقبة نشاطها النووي والوكالة لسكوتها على هذا الموضوع. وجاء القرار نتيجة تسوية أشرفت عليها الولايات المتحدة، ووافقت «إسرائيل» على عدم التصويت ضد القرار مقابل إرجاء الاقتراح العربي بمناقشة «القدرات والتهديدات النووية الإسرائيلية» إلى السنة المقبلة. وتكرر هذا الأمر خلال السنوات الماضية، إلا أن الولايات المتحدة «رحبت» هذه المرة بالدعوة إلى منتدى من أجل مناقشة موضوع إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية يعقد في يناير/ كانون الثاني المقبل في فيينا، كما طلب العرب.
وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إيران إلى الاستجابة لمطالب الوكالة، وقال: «نعارض - من حيث المبدأ - توسيع النادي النووي. على إيران أن تستجيب لكل مطالب وكالة الطاقة».
عواصم - وكالات
دعت روسيا إيران إلى الانصياع لقرار الطاقة الذرية في حين واصلت أميركا ضغوطها إذ بحث وفد عسكري أميركي في تركيا الملف فيما وجه سيناتور ديمقراطي دعوة إلى التحرك الفوري لكبح سعي طهران لامتلاك أسلحة نووية في وقت حذرت إيران أميركا من مغبة منعها من امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن على إيران الانصياع لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف ان موسكو «مقتنعة بشدة» ان إيران ليست بحاجة إلى السلاح النووي». فيما قال وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إن تعليق تخصيب اليورانيوم أمر طوعي ولا يمكن فرضه على إيران. وفي غضون ذلك يقوم وفد عسكري أميركي بزيارة مهمة لتركيا للتباحث مع القادة الأتراك بشأن القلق المشترك إزاء البرنامج النووي الإيراني، وكشفت مصادر تركية النقاب أمس «عن أن الوفد الأميركي الذي يترأسه مستشار وزارة الدفاع أجرى مباحثات مع نائب رئيس أركان الجيش التركي ألكار باشبوغ، موضحة أن هذه المباحثات جاءت ضمن آلية التشاور مع «المجموعة العسكرية رفيعة المستوى». وطالب السيناتور جو ليبرمان الرئيس الأميركي جورج بوش بالتحرك لمواجهة إيران مباشرة بالتهم التي تتعلق ببرنامجها للأسلحة النووية، معربا عن أمله في أن تثمر الجهود الدبلوماسية الأميركية والأوروبية في تفادي أي تفكير جاد في استخدام القوة ضد إيران، واقترح ليبرمان الخوض في محادثات مباشرة وجادة بين أميركا والقادة الإيرانيين حتى يشعر الإيرانيون بمدى جدية الأميركيين في موضوع وقف تطوير الأسلحة النووية التي يقول ليبرمان إنها قادرة على ضرب أوروبا والشرق الأوسط.
في المقابل أكد خطيب الجمعة بطهران إمامي كاشاني أن امتلاك التقنية النووية السلمية حق مشروع للشعب الإيراني، محذرا البيت الأبيض من مغبة محاولاته لحرمان بلاده من امتلاك تقنيات سلمية. وأضاف أن على بوش أن يعلم بأن الشعب الإيراني سيتصدى بكل قوة بوجه الغطرسة الأميركية، واصفا الدعايات ضد طهران بأنها حيلة وخدعة
العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ