العدد 2798 - الثلثاء 04 مايو 2010م الموافق 19 جمادى الأولى 1431هـ

عودة للمستقبل: النفط قد يبلغ 100 دولار قريباً

بعد استكانة استغرقت زهاء عام، يتوقع اقتصاديون استئناف أهم السلع الأساسية في العالم، تسلقها للأعلى؛ إذ يتوقع أن يصل برميل النفط إلى 100 دولار هذا الصيف، على أبعد تقدير.

ويرى المراقبون أن سبب القفزة الكبيرة المتوقعة لأسعار النفط المتوقع تعود إلى الطلب المتزايد من البلدان النامية، التي تقترب من ذات وتيرة التوسع التي استبقت الانهيار المالي في 2008.

وقال نائب رئيس برنامج الطاقة والأمن القومي بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن، ديفيد بامفري: «التعافي الآسيوي يقبل سريعاً، وتقوده الصين والهند».

وبدوره، ذكر الخبير الاقتصادي، بيتر ترتزاكيان من «ARC فاينانشيال كورب» شركة استثمار في مجال الطاقة بمحفظة أصول قدرها 2.8 مليار دولار «سوق النفط تتحرك للأعلى مجدداً... تريد الاندفاع للأعلى لكن هناك ما يثبتها»، في إشارة للركود الاقتصادي وتراجع الطلب لدى مجموعة السبع؛ ما نجم عنه فائضاً بلغ نحو 6 ملايين برميل في اليوم.

وفي الوقت ذاته، يبلغ الاستهلاك العالمي 86 مليون برميل يومياً، وفق مجلة «التايم».

وساهمت استثمارات ضخمة خصصها عمالقة شركات النفط، أماثل «إكسون موبيل» و»شل» و»بريتيش بتروليوم» في مصادر طاقة جديدة، في ذروة فقاعة سوق الأخيرة، في هذا الفائض الضخم المؤقت.

واستبعد الخبراء أي تأثير يذكر على أسواق النفط العالمية من كارثة انفجار منصة نفطية تابعة إلى «بريتيش بتروليوم» في خليج المكسيك، وخسارة نحو 5 آلاف برميل من النفط تتسرب يومياً، وهو ما يهدد بتفاقم الكارثة البيئية في المنطقة.

ومن المتوقع أن يبدأ النفط مجدداً، وخلال الأشهر القليلة المقبلة، عكس الأنماط المتغيرة للطب العالمي، وضعاً بالاعتبار تراجع الاستهلاك اليومي في الولايات المتحدة بواقع 5 في المئة إلى 18.7 مليون برميل على مدى العقد الماضي المنتهي في 2009، وفق وزارة الطاقة الأميركية.

وعلى النقيض، قفز الاستهلاك اليومي في الصين بنسبة 73 في المئة إلى 8.2 ملايين برميل، خلال الفترة نفسها، وهو نمط لا تبدو عليه بوادر تباطؤ. ويعني هذا التباين، إقبال الأسواق الناشئة سريعاً على هامش الفائض اليومي الحالي، وهو ما سينعكس سريعاً على الأسعار.

وهذا يعني أن من المرجَّح أن تتجه أسعار الوقود في محطات البنزين نحو التصاعد بقوة، وحتى اللحظة حافظت أسعار البنزين في أميركا على أسعارها المنخفضة نسبياً، جراء وفرة المعروض، كما حافظ المنتجون على الأسعار المتدنية وذلك بتشغيل المصافي بكامل طاقتها، ودفع المنتج إلى السوق على رغم تراجع الطلب الاستهلاكي.

ومن المتوقع أن تبدأ حركة التصحيح التصاعدية خلال الأشهر المقبلة، مدفوعة بفترة الصيف وحركة التنقل بالسيارات بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط.

العدد 2798 - الثلثاء 04 مايو 2010م الموافق 19 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً