العدد 759 - الأحد 03 أكتوبر 2004م الموافق 18 شعبان 1425هـ

أيتها الشمعة المضيئة... لا تنطفئي!

كنت... وما أعظمها من كلمة...

كنت... لقد كنت أقول إن لي شمعة رائعة

والآن أنا أقول: لقد كانت لي شمعة! هل من فرق؟

نعم... بل إنه لفرق بين السماء والأرض!

كنت... وهل تتخيلين وقع هذه الكلمة على قلبي؟

كنت... قريبة مني والآن لا أعلم كم تبعدين عني!

كنت... أنت شمعة العائلة

المضيئة... المنيرة... الرقيقة... المجدة... الرائعة... الواثقة... القوية... ولكن

كنت... قوية بنفس عزيزة... ولكن ضعيفة بقلب عليل...

كنت... كنت أنت شمعة داخل قلبي... حفظت لك مكانتك في وسط قلبي...

أغلقت عليك أبواب قلبي كي لا تأتي الرياح وتطفئك وتأخذك عني...

وعشنا معا أجمل سنين عمرنا... طفولتنا وبعدها مراهقتنا...

بنينا أجمل أحلام قد تخطر على بالنا...

ولكن... ما هذه الـ «لكن»! تدخل كي تعكر صفو حياتنا؟

ولكني نسيت أو قد أكون أغفلت نوافذ قلبي...

وهبت هذه الرياح... بأمر من خالقنا عز وجل ...

كيف كنت حينها؟

ياليتني كنت معك كي أفوز بنظرة واحدة من عينيك... قبل أن...

يا ليتني كنت آخر من نظرت إليه... قبل أن...

يا ليتني كنت على بالك... قبل أن...

يا ليتني كنت هناك كي أخبرك أنني أحبك... قبل أن... قبل ان...

قبل أن تنطفئي يا أجمل ما بحياتي...

يا شمعة أيقظت بي أحاسيس الكون... من المحبة والاخوة والعطف والحنان...

والحب والأمان والوئام...

كنت... وما زلت أجمل ما بحياتي...

كنت... ومازلت محفوظة في أعماق قلبي...

كنت... ومازلت هنا...

كنت... ومازلت بيننا...

كنت... الشمعة المضيئة... القوية... التي تقاوم الرياح العاتية...

كنت... مضاءة... ولكن رياح الرحمن أقوى من كل مكان وزمان...

فليرحمك ربي... يا من حكم القدر علينا وأجبرنا على فراقها...

أهديك كل دمعاتي وخالص دعواتي وصلواتي...

علها تزيد في رقيك درجات ودرجات في جنات العلا...

ولا يسعنا إلا الإيمان بمقولة الرب الكريم «كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام» (الرحمن: 26 و27)

فاطمة عبدالهادي مرهون

العدد 759 - الأحد 03 أكتوبر 2004م الموافق 18 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً