العدد 764 - الجمعة 08 أكتوبر 2004م الموافق 23 شعبان 1425هـ

أنت وشهر رمضان

الصوم من اقوى العبادات على تهذيب النفوس والسمو بالارواح، إذ فيه إعداد للنفوس وتهيئة لها على التقوى والعبادة.

والصوم له فضل عظيم، فهو سر وعمل باطن، فالصوم يربي في النفوس ملكة الصبر والقدرة على قهرها وتعويدها على تحمل الشدائد ومتاعب الحياة ومصاعبها.

ومن الواضح أن هناك علاقة طردية أصبحت بين شهر رمضان المبارك والاستهلاك النهم. وإنها لمن ما يندهش له المرء من هذا النهم الاستهلاكي المستشري بين أوساط الناس في هذا الشهر الفضيل، فالجميع يسعى بجد في سبيل الاستهلاك والاستعداد له مستسلمين لوسائل الدعاية والإعلان. ومن المؤسف أن معظم الناس اعتادوا عادات سيئة في هذا الشهر الفضيل، ومن ضمنها رصد موازنة مرتفعة للانفاق الاستهلاكي، فيكون النهار صوماً وكسلاً والليل طعاماً واستهلاكا غير عادي، ومن ثم يقع الانسان أسير دائرة استهلاكية تزداد اتساعاً يوما بعد يوم حتى يفقد السيطرة عليها. فبحسب تقديرات اختصاصيين فإن إنفاق الأسر الخليجية على الطعام والولائم يتزايد خلال شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 30 و60 في المئة عنه في بقية اشهر السنة.

ومن هذا المنطلق يسعدنا أن نقدم لك عزيزي المستهلك النصائح الآتية متمنين لك صوما مقبولاً وذنباً مغفورا.

(1) ضع موازنة تناسب دخلك «غير مبالغ فيها» استعدادا لاستقبال الشهر الكريم واحتياجاته كافة.

(2) ضع خطة للشراء... فلا داعي لشراء كميات كبيرة تزيد على احتياجات الاسرة. وتستطيع أن تحقق ذلك من خلال التعرف على قائمة السلع الضرورية وترتيب الأولويات بحسب الحاجة.

(3) ابحث عما يناسبك من حيث الجودة والسعر إذ يمكن الاستغناء عن منتج معين والاستعاضة عنه بمنتج آخر يفي بالغرض، وتذكر دائما أن تنوع السلع المعروضة في الاسواق يوفر لك حق اختيار ما يناسبك.

(4) تجنب الاستهلاك المبالغ فيه، إذ أثبتت الدراسات والبحوث ان الاستهلاك النهم يزداد بشكل ملحوظ مع حلول شهر رمضان الكريم وقد لوحظ أن أوجه هذا الاتفاق تكون في جوانب هامشية يمكن التقليل منها أو حتى الاستغناء عنها تماما.

(5) تجنب التفريط والافراط في تناول الطعام في ليالي رمضان والتزم الاعتدال وتذكر دائما أن ما تسرفه من دون حاجة، هناك من هو محروم منه وفي حاجة اليه. فمن أبرز التوصيات التي صدرت عن منظمتي الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية أن احتياجات الحد الأدنى من السعرات الحرارية يوميا 2200 سعرة حرارية، على أن تساهم المصادر الحيوانية بـ 12 في المئة منها، وأن احتياجات الرجل ذي النشاط المتوسط 3000 سعرة حرارية، كما أن احتياجات الحد الأدنى من البروتين 50 غراما، على أن تساهم المصادر الحيوانية بـ 25 في المئة منها.

(6) تأكد من حفظ المواد الغذائية بالطرق الصحيحة لكل منها تفادياً لفسادها وبالتالي الاضرار بالصحة.

(7) تأكد من تواريخ الانتاج والانتهاء للمواد الغذائية حفاظاً على سلامتك وسلامة اسرتك.

(8) عدم الانجراف تجاه السلع والمنتجات المعلن عنها من دون وعي أو تفكير بل لابد من دراسة المنتج «وخصوصا المواد الغذائية» والتأكد من سلامتها وصحة البيانات من خلال قراءة بطاقة البيانات.

إن القاعدة التي أرساها النبي (ص) بقوله: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشربه وثلث لنفَسه». تعتبر مبدأ طبياً مهما في العصر الحديث، بل إنّ بعض مستشفيات ألمانيا اتخذت من الحديث المتقدم شعارا سطرته على ابوابها ومداخلها.

ودائماً تذكر ان في قوله تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (الأعراف: 31)، حكمة وموعظة تجعلنا نمتلك الإرادة الفعلية للتصدي لحال الاستهلاك الغريبة التي تنتابنا في هذا الشهر الكريم وكل عام وأنتم بخير.

مع تحيات إدارة حماية المستهلك بوزارة التجارة

العدد 764 - الجمعة 08 أكتوبر 2004م الموافق 23 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً